رحبت الأممالمتحدة بإعلان أميركا وروسيا، أمس، توصلهما إلى اتفاق على وقف إطلاق النار في سورية، اعتبارا من السبت المقبل، ودعت جميع الأطراف إلى تنفيذه. وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية، ستيفان دوجاريك، إن الهدف من الاتفاق هو التوصل إلى وقف دائم للاقتتال، يُستثنى منه تنظيما داعش وجبهة النصرة. وأضاف دوجاريك "هناك المزيد مما يجب عمله لضمان تنفيذ الاتفاق، ويجب أن يظل المجتمع الدولي والمجموعة الدولية والأطراف السورية ثابتين في عزمهم". وكانت الهيئة العليا للمفاوضات السورية عقدت أمس اجتماعا في الرياض لبحث الهدنة المرتقبة وتوافر الضمانات اللازمة لها. وأكدت على لسان المتحدث باسمها منذر ماخوس أن اللقاء يهدف إلى توحيد رؤية أعضاء الهيئة بشأن المحادثات مع نظام الأسد، مشيرا إلى أن الاجتماع يناقش على مدى يومين أو ثلاثة تطورات الساحة، منذ أن قررت المعارضة المشاركة في مفاوضات جنيف. ويأتي الاجتماع قبل أيام من الموعد المقرر لاستئناف المفاوضات بين النظام والمعارضة التي تمسكت بضرورة تحقيق شروط أساسية قبل بدء التفاوض تشمل وقف أعمال القصف، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة. كما يأتي وسط سعي دولي للتوصل إلى هدنة في النزاع العسكري الذي أودى بحياة أكثر من 260 ألف شخص في خمسة أعوام. من جهته، جدد رئيس الائتلاف الوطني السوري السابق، هادي البحرة، تأكيده أن الهدنة مرهونة بالتزام النظام وروسيا بوقف القصف، داعيا موسكو للضغط على إيران والميليشيات التابعة للنظام لوقف هجماتها. بدوره، وصف ممثل فصيل جيش الإسلام وكبير المفاوضين إلى جنيف، محمد علوش، الهدنة بأنها إجراء مؤقت لم يكن مخططا له. وكان منسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، أعلن في وقت سابق موافقة المعارضة مبدئيا على الهدنة بشرط الحصول على ضمانات دولية بوقف العمليات العسكرية من جانب حلفاء النظام السوري، لا سيما الضربات الجوية المكثفة التي تنفذها موسكو منذ سبتمبر الماضي. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعلن أول من أمس التوصل إلى اتفاق مؤقت من حيث المبدأ مع روسيا بشأن وقف الأعمال العدائية، مؤكدا أن الجانبين باتا أقرب من أي وقت مضى إلى التوصل لوقف لإطلاق النار، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن بعض القضايا لا تزال دون حل وأنه لا يتوقع أي تغيير فوري على الأرض. معارك عنيفة شهدت بلدة خناصر وقرية رسم النفل بريف حلب الجنوبي الشرقي خلال اليومين الماضيين، معارك عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة وفصائل للمعارضة. وأشار المرصد السوري إلى أن المعارك المحتدمة رافقها قصف جوي على مناطق الاشتباكات، ما أدى إلى قطع الطريق، مشيرا إلى أن طائرات حربية روسية نفذت منذ صباح أمس غارات مكثفة على منطقة جبل الحص وساحات الاقتتال. وأضاف المرصد أن اشتباكات دارت بعد منتصف ليلة أول من أمس بين حزب الله اللبناني وقوات النظام والمسلحين الموالين لها ومن بينهم أجانب من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى في محيط بلدتي خان طومان والزربة بريف حلب الغربي، مؤكدا وقوع خسائر في صفوف الطرفين. ارتفاع ضحايا التفجيرات في الأثناء ارتفعت حصيلة قتلى التفجيرات التي استهدفت منطقة السيدة زينب بريف دمشق ومدينة حمص أول من أمس إلى قرابة 160 قتيلا، إضافة إلى عشرات الجرحى. وبينما أفادت مصادر محلية أن تنظيم داعش تبنى التفجيرات الدموية، أوضح المرصد السوري أن 96 شخصا بينهم 60 مدنيا قتلوا في تفجيرات السيدة زينب، إضافة إلى 160 جريحا، بينما بلغ عدد قتلى تفجيري حمص 59 شخصا، بينهم 39 مدنيا.