عمت غرب ليبيا وجنوبها مراسم الاحتفالات الرسمية والشعبية بالذكرى الخامسة لثورة 17 فبراير (2011) التي اطاحت نظام العقيد معمر القذافي. وخرج الليبيون بالآلاف الى الساحات في العاصمة ومدن عدة في الغرب والجنوب، مؤكدين دعمهم للثورة ورفضهم محاولات ضربها وشق صفوفها لتمرير أجندات خارجية. وعبرت آلاف العائلات في المدن الليبية، عن تضامنها مع الثورة بتعليق الزينة والاعلام امام منازلها، قبل ان يتوجه آلاف منهم الى الساحات وخصوصاً ساحة الشهداء وسط طرابلس التي اكتظت بالمشاركين بالاحتفالات منذ بعد ظهر الثلثاء حتى ساعة متقدمة من الليل فيما تواصلت الاحتفالات امس. وارتدى الأطفال حلة الاعياد وازدانت الشوارع بالورود والاعلام والالعاب، كما أقيمت عروض للفروسية والأزياء التقليدية كما أقيمت معارض للأشغال الحرفية والتقليدية وحلقات ترفيهية شارك فيها الناس من كل الاعمار، وسط تنظيم جيّد ومواكبة من الشرطة وقوى الأمن. وشهدت اجواء طرابلس عروضاً جوية لسلاح الجو الليبي لمناسبة العيد الخامس للثورة. وفي طرابلس، أكد رئيس حكومة الإنقاذ الوطني خليفة الغويل إن «الاحتفال بانتصار ثورة فبراير المباركة هو احتفال بحدث انتصر للحق وأزهق الباطل وقضى على نظام شمولي استمر لعقود طويلة انتشر فيها الفساد والجهل وشُق النسيج الاجتماعي». وطالب الغويل في كلمة ألقاها في الإحتفال الذي أُقيم في طرابلس بجعل هذه الذكرى «بداية مرحلة لتحقيق التنمية وتوفير العيش الكريم واحتضان ابناء الشهداء والعبور ببلادنا إلى منطقة السلام بالتسامح والتعانق بين ابناء الوطن الواحد». وفي بنغازي، دعت الحكومة الليبية الموقتة في بيان، كل الليبيين إلى التسامح والتعاضد والنهوض بليبيا حتى يصنعوا مجدها بأخلاقهم. وطالبت الحكومة التي تتخذ من الشرق مقراً لها ويرأسها عبدالله الثني «كل المواطنين بعدم الانقياد وراء شعارات الفتنة والتخوين التي تضيع نسيج الوطن، وتتسبب في عيش الليبيين في الشتات داخل الوطن وخارجه». وأكدت الحكومة أنه لا مبرر للندم على الثورة التي طالبت بالتغيير وحرية التعبير وقادها الشباب. وحملت الحكومة مسؤولية الأزمات التي تمر بها البلاد بعد خمس سنوات من الثورة على «أصحاب المشاريع النفعية المصلحية وأصحاب الأجندات الأيديولوجية والمجتمع الدولي الذي ساهم في عملية الهدم وترك الشعب الليبي وحده في مواجهة الخطر ولم يساهم في البناء».