احتفل الليبيون السبت بالذكرى الستين لاستقلال بلادهم عن ايطاليا وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من 4 عقود. وكان الليبيون يحتفلون فقط إبان حكم العقيد معمر القذافي بتاريخ استيلائه على السلطة عام 1969 على الرغم من إعلان استقلال ليبيا في 24 ديسمبر / كانون الأول عام 1951. ومن المقرر أن يشارك عشرات الآلاف من الليبيين في الاحتفالات التي ستقام في العاصمة طرابلس حيث سيجرى إعداد مائدة ضخمة لتقديم وجبات غذاء للمشاركين. ويقول المنظمون إن المائدة سيصل طولها إلى كيلومترين وسط طرابلس. كما ستنظم مسيرة حاشدة تبدأ من ساحة الشهداء في اتجاه المتحف الوطني " القصر الملكي سابقا". ومن المقرر أن تخرج المسيرة في الساعة 15 بتوقيت غرينيتش وستضم كبار أعضاء المجلس الوطني الانتقالي الليبي بمن فيهم مصطفى عبد الجليل ورئيس الوزراء المؤقت عبد الرحيم الكيب. ويقول مراسل بي بي سي في طرابلس مارك لوين إن الليبيين ما زالوا يجهلون أهمية تاريخ استقلال بلادهم نظرا لأنهم لم يحتفلوا بهذه الذكرى لأكثر من 4 عقود. وأضاف المراسل أن ليبيا تواجه تحديات كبيرة حاليا على رأسها بناء حكومة وطنية قوية، ونزع سلاح الميليشيات وتعزيز المصالحة. وأكد المستشار مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي اليوم أن ليبيا استحقت استقلالها عام 1951 بفضل الجهود التي بذلها الآباء والأجداد في ظروف كانت غاية في الصعوبة. وقال في كلمة ألقاها في الاحتفال الذي أقيم في طرابلس بمناسبة اذكرى الستين لاستقلال ليبيا:" إن دولة ليبيا انشئت من لا شيء، حيث كان الشعب الليبي فقيرا وكان التعليم ضعيفا والإمكانيات ضئيلة، لكن تلك الصعاب لم تثن أجدادنا وأباءنا عن السعي والتضحية من اجل استقلال ليبيا". وأوضح عبدالجليل أن أمن الوطن والمواطن ورعاية جرحى الثورة سيكون في مقدمة اهتمامات الدولة وان هذه المرحلة تستوجب دعم المؤسسات وتقديم مصلحة الوطن على المصلحة الشخصية. وشدد رئيس المجلس الوطني الانتقالي على ضرورة أن يكون العفو "هو سمة العلاقة المستقبلية بين الليبيين وأن يتحلوا بالصبر وعدم التعجل والعمل وفق الاولويات ..وفي مقدمتها استتباب الامن داخل المدن... لأنه باستتباب الامن يمكن أن نبني دولتنا ونعمرها".