احتفلت ليبيا أمس بمرور سنة على بدء الثورة التي أطاحت حكم معمر القذافي. وفي وقت وجّه الحكم الليبي الجديد تحذيراً شديد اللهجة لمن يحاول زعزعة استقرار البلاد، قائلاً إنهم سيلقون «عواقب وخيمة»، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الليبيين إلى العمل على إرساء «حكم القانون وإشراك النساء والشباب والمجتمع المدني في بناء المؤسسات الشفافة والخاضعة الى المحاسبة». وقال بان إن الأممالمتحدة مستعدة لتقديم كل الدعم للجهود الليبية في المرحلة الانتقالية «وخصوصاً في الإعداد للإنتخابات وإجرائها، ومراجعة الدستور». وحض الليبيين على «الوقوف معاً بروح المصالحة للإصرار على أن ثورة باسم حقوق الإنسان يجب أن لا تشوّه بالانتهاكات إنما يجب أن تتميز بجلب العدالة من خلال حكم القانون والتأكد من أن النساء والشباب والمجتمع المدني بكامله سيكونون متشجعين على أداء أدوارهم الكاملة في تطوير مؤسسات شفافة وشاملة وخاضعة للمحاسبة». واضاف ان مرحلة الانتقال إلى الديموقراطية تكون دوماً فترة تحديات كبيرة، «لكنها أيضاً فترة الفرص لبناء ليبيا جديدة تعبر عن تضحيات شعبها في صراعه من أجل الحرية». ودعا البيت الابيض الليبيين الى «حماية الحريات» المكتسبة اثر الثورة. وقال جاي كارني الناطق باسم البيت الابيض في بيان ان «الثوار الذين ثابروا على القتال من اجل الحريات يتحملون اليوم مسؤولية حمايتها بالتعاون مع الحكومة لتحقيق الاستقرار والسلام والمصالحة». وتزامن ذلك مع توعّد رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل بالرد بقوة على أي شخص يهدد استقرار البلاد. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن عبدالجليل قوله في كلمة بثها التلفزيون الليبي عشية ذكرى الثورة إن «ليبيا متسامحة مع الجميع وخاصة أولئك الذين لم تتلوث أيديهم بدماء الليبيين ولم يوغلوا في سرقة المال العام»، محذراً أي شخص يحاول زعزعة استقرار ليبيا من «عواقب وخيمة». وأضاف: «فتحنا أذرعنا لجميع الليبيين سواء كانوا قد أيدوا الثورة أم لا»، لافتاً إلى أن السلطات الحاكمة «تقف على مسافة متساوية من جميع الليبيين». وأوضح أن «هذا التسامح لا يعني أن المجلس الوطني الانتقالي سيساوم على استقرار البلد وأمنها»، مشيراً إلى أن «المجلس سيكون حاسماً مع أي شخص يهدد الاستقرار في ليبيا»، مؤكدا أن «الثوار مستعدون للرد على أي محاولة لزعزعة استقرار البلد... اننا نسعى جاهدين لبناء الدولة الدستورية المدنية الموحدة، دولة لامركزية... لا مناطقية ولا قبلية». وعمّت الاحتفالات المدن الليبية أمس وسط اجراءات أمنية مشددة خوفاً من هجمات محتملة قد يقوم بها أنصار القذافي. ومع أن السلطات الرسمية لم تعلن أي احتفال رسمي بالمناسبة «احتراما لعائلات الشهداء والجرحى والمفقودين». رغم ذلك تجمع المئات في بنغازي التي انطلقت منها شرارة الثورة ضد القذافي، في ساحة التحرير لاداء صلاة الجمعة رغم الفتوى الدينية التي أصدرها رئيس المجلس الليبي الأعلى للافتاء الشيخ الصادق الغرياني بعدم جواز أداء صلاة الجمعة في غير المسجد. وذكرت «فرانس برس» أن المتجمعين في ساحة التحرير حملوا رايات الاستقلال في ظل تدابير امنية مشددة، مشيدين بدور بنغازي صاحبة الشرارة الاولى لانطلاق الثورة. واستذكر خطيب الساحة، بطولات الليبيين في إسقاط نظام القذافي. وفي لفتة بدت وكأنها دعوة إلى التسامح والعفو عن أنصار القذافي، ردد المحتفلون هتافات تؤكد على إمكان التعايش معهم بوصفهم «طحالب» في إشارة إلى اللون الأخضر الذي يتخذه القذافي، قائلين «يا طحالب يا طحالب... عيشوا معانا الله غالب». واضافة الى الهتافات المؤيدة للثورة الليبية اطلق عدد من المتجمعين هتافات مؤيدة للحركة الاحتجاجية في سورية ومناهضة للرئيس السوري بشار الاسد. وفي الذكرى الأولى لانطلاق الثورة منح المجلس الوطني الانتقالي الليبي الفي دينار ليبي (1760 دولارا) لكل زوجين و200 دينار لكل ولد. واقيمت في العاصمة طرابلس حواجز أمنية كانت تدقق في الهويات وتفتش السيارات ما تسبب بزحمة سير. واستغل عدد من أنصار القذافي المناسبة لاصدار بيان تم تداوله عبر الانترنت يعلنون فيه ولادة «الحركة الليبية الشعبية الوطنية». وندد البيان بالفلتان الامني وانتشار الميليشيات المسلحة وغياب القضاء. واعلنت هذه الحركة انها تعمل من اجل حل الميليشيات وبناء مؤسسات الدولة.