طالبت الحكومة في العاصمة الليبية طرابلس المؤتمر الوطني العام، الهيئة التشريعية لهذه السلطة غير المعترف بها دولياً، برفض اتفاق السلام الذي طرحته بعثة الأممالمتحدة على أطراف النزاع بعدما رأت أنه «يتعارض» مع أهداف الثورة. ودعت الحكومة، التي تدير العاصمة منذ أكثر من عام بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى «فجر ليبيا»، إلى إقامة حوار سياسي في ليبيا في موازاة حوار الأممالمتحدة الذي اعتبرت أنه يجب مقاطعته حتى توقف قوات الحكومة المعترف بها عملياتها العسكرية الأخيرة. وقال رئيس الحكومة في طرابلس خليفة محمد الغويل في خطاب متلفز مساء الثلاثاء إن حكومته «تعرب عن أسفها الشديد واستهجانها من إصرار مجموعة من أعضاء المؤتمر الوطني العام وبعض من أعضاء الوفد المكلف على الاستمرار في التعاطي مع مسودة الحوار». وأضاف أن المسودة، التي تحمل اتفاقاً سياسياً من المفترض أن يصوت عليه كل من طرفي النزاع الليبي «مشبوهة ومتضاربة البنود، وتتعارض في أحكامها وتفاصيلها مع الثوابت الوطنية ومبادئ ثورة السابع عشر من فبراير» عام 2011. وعليه، دعا الغويل الشعب «إلى تفويت الفرصة على هؤلاء المغامرين بأخذ زمام المبادرة»، مؤكداً ضرورة «تعليق الحوار (الذي ترعاه الأممالمتحدة) إلى حين إيقاف العدوان»، في إشارة الى العمليات العسكرية لقوات الحكومة المعترف بها في مناطق عدة. كما أعلن البدء ب «تشكيل فريق عمل من المشايخ والحكماء وأعيان المدن والمناطق لفتح حوار ليبي – ليبي على الأرض الليبية لوضع حلول للمشكلة الليبية للوصول إلى اتفاق مرضٍ لجميع الأطراف متقيداً بأهداف ثورة السابع عشر من فبراير». من جهتها، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني أمس طرفي النزاع الليبي إلى «تحمل مسؤولياتهما» وتقديم رد نهائي بعدما عرضت عليهما الأممالمتحدة اتفاقاً لتشكيل حكومة وحدة. وقالت موغيريني في مؤتمر صحافي في بروكسل أمس «إنه الكيلو متر الأخير في الماراثون وهو الأصعب على الدوام». وأضافت «ثمة نص على الطاولة، إنه النص النهائي. آن للجانبين أن يتحملا مسؤولياتهما النهائية ويقولا نعم أم لا نهائية». وتابعت المسؤولة الأوروبية «أريد توجيه رسالة بالغة الوضوح إلى جميع الليبيين، لأن الخروج من أزمة استمرت عاماً يصب في مصلحتهم. إنها أزمة اقتصادية، أمنية وسياسية لا يستحقها الليبيون». وذكرت أن «الاتحاد الأوروبي مستعد لدعم انطلاقة جديدة لليبيا مالياً وبكل الأشكال الممكنة»، وهذا «اعتباراً من اليوم الأول، حين تشكل حكومة وحدة وطنية». وأعدت المفوضية الأوروبية برنامج مساعدة ليبيا بقيمة مائة مليون يورو. وسلمت بعثة الأممالمتحدة إلى ليبيا أطراف النزاع في منتجع الصخيرات بالمغرب ليل الإثنين نسخة الاتفاق السياسي النهائية، داعية طرفي النزاع، السلطة المعترف بها في الشرق والسلطة المناهضة لها في الغرب، إلى التصويت على الاتفاق. ويقوم البرلمان، الذي يعمل من مدينة طبرق شرقاً، والمؤتمر الوطني العام في طرابلس، بدراسة هذا الاتفاق الذي يهدف إلى إنهاء النزاع على السلطة المتواصل منذ أكثر من عام، تمهيداً للتصويت عليه. ويتعرض الطرفان لضغوط في معسكريهما لرفض الاتفاق، الذي كان من المفترض أن يوقع يوم الأحد على أن يبدأ تنفيذه عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد شهر أي في 20 أكتوبر المقبل.