لندن – رويترز - سعى حزبا المعارضة الرئيسيان في بريطانيا امس، الى الخروج من مأزق الانتخابات الأسبوع الماضي التي جاءت نتائجها غير حاسمة قبل أن تفقد الأسواق المالية صبرها، فيما وصفت أجواء المفاوضات بينهما ب «الجيدة». وفاز حزب المحافظين بزعامة ديفيد كاميرون بمعظم المقاعد في الانتخابات البرلمانية التي أجريت الخميس لكنه لم يستطع الحصول على غالبية وهو يسعى الى الفوز بدعم حزب «الديموقراطيين الأحرار» بقيادة نيك كليغ الذي حل في المركز الثالث، لتشكيل ائتلاف حكومي. ولا يزال رئيس الوزراء غوردون براون الذي خسر حزب العمال الذي يتزعمه 91 مقعداً في الانتخابات في الحكم لتصريف الأعمال. وهو مستعد لتجربة تشكيل تحالف مع «الديموقراطيين الأحرار» اذا لم يستطيعوا الاتفاق مع «المحافظين». والتقى زعيما «المحافظين» و «الديموقراطيين الاحرار» امس، بحضور فريقيهما للتفاوض، وذلك في ثاني لقاء بينهما خلال 24 ساعة. وقال مايكل غوف الناطق باسم «المحافظين» لشؤون التعليم وأحد أوثق حلفاء كاميرون لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ان «الأجواء جيدة. هناك رغبة للمحاولة والتصرف بما يتفق والمصلحة الوطنية». وقال غوف إن من المهم أن يظهر الجانبان تقدماً بحلول اليوم الإثنين حين تفتح الأسواق، لكن اي اتفاق سيسمح لها بالشعور بالارتياح. وحين سئل عن مدى استعداده للتخلي عن فرصته في منصب وزاري ليفسح في المجال امام توزير عضو من حزب «الديموقراطيين الأحرار» والمساعدة في إبرام اتفاق، رد بالإيجاب «من دون تردد». وأشار غوف الى سيناريوات عدة محتملة بما في ذلك حكومة «محافظين» يدعمها «الديموقراطيون الأحرار» في البرلمان في قضايا أساسية معينة او ائتلاف اكثر رسمية مع وزراء من الحزبين او وضع بين الإثنين. وربما يكون اكبر حجر عثرة في طريق الاتفاق هو الإصلاح الانتخابي، الامر الذي يطالب به «الديموقراطيين الأحرار» منذ فترة طويلة والذين سيفوزون بمقاعد اكثر كثيراً اذا تحولت بريطانيا الى نظام التمثيل النسبي. ويعارض المحافظون بشدة هذا التغيير.