واصلت روسيا أمس ضرب أهداف للمعارضة السورية بعد طلب واشنطن منها التركيز على محاربة «داعش»، الأمر الذي أثار شكوكاً إزاء تنفيذ بيان مؤتمر «المجموعة الدولية لدعم سورية» في ميونيخ، في وقت قصف الجيش التركي أمس، لليوم الثاني ووسط إدانة أميركية وفرنسية، مقاتلين أكراد في ريف حلب شمال سورية. وتوقع وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون انتهاء سورية الموحدة وظهور «جيوب طائفية». وأفاد البيت الأبيض أمس أن الرئيس باراك أوباما دعا نظيره الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي إلى وقف الضربات الجوية التي تستهدف قوات المعارضة السورية مشدداً على أن «من المهم من الآن وصاعداً أن تضطلع روسيا بدور بناء عبر وقف حملتها الجوية ضد قوات المعارضة المعتدلة في سورية»، مع ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية في شكل عاجل إلى المناطق المحاصرة. واتفقت «المجموعة الدولية» في ميونيخ الخميس على وقف محدود للأعمال القتالية في سورية، لكن الاتفاق لن يسري قبل نهاية هذا الأسبوع. ولم توقعه أي من الأطراف المتحاربة وهي الحكومة السورية والفصائل المعارضة المتنوعة التي تحاربها. وأعلن الكرملين أن روسيا ستواصل قصف تنظيم «داعش» وغيره من «المنظمات الإرهابية» في مؤشر على أنها ستستهدف أيضاً جماعات في غرب سورية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنه «ارتفع إلى نحو 18 عدد الضربات الجوية التي نفذتها طائرات حربية يرجح أنها روسية على مناطق في بلدة تل رفعت بريف حلب الشمالي، ترافق مع استمرار معارك الكر والفر بين قوات سورية الديموقراطية (تضم أكراداً وعرباً) من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في البلدة، بينما نفذت طائرات حربية روسية عدة غارات على مناطق في بلدة معارة الارتيق بريف حلب الشمالي الغربي». من جهته، قال رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لفصائل المعارضة السورية في مؤتمر الأمن في ميونيخ: «تعودنا على المؤتمرات والعبارات التي تبعث على الأمل. لكننا بحاجة للفعل، والفعل الوحيد الذي أراه هو أن روسيا تقتل مدنيين»، رافضاً الإفصاح عما إذا كان يؤيد التزام مقاتلي المعارضة بالاتفاق. واعتبر حجاب «أن من يحمي داعش اليوم هو روسيا»، مشيراً إلى أن النظام هو الذي سمح بظهور «داعش». وكانت وكالة أنباء «الأناضول» التركية أفادت بأن مواقع ل «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» في جوار مدينة أعزاز السورية في محافظة حلب قصفت بقذائف الهاون من الجانب التركي للحدود. ولم تدل الوكالة بتفاصيل إضافية عن القصف لكن وسائل إعلام أن القوات التركية ستواصل استهداف مواقع «حزب الاتحاد الديموقراطي» ما دام يقصف مواقع الجيش التركي. وقال نائب رئيس الوزراء التركي يلتشين أكدوغان أن تقدم المقاتلين التابعين ل «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي إلى الغرب من نهر الفرات في سورية يشكل «خطاً أحمر» بالنسبة لأنقرة. وأضاف للقناة السابعة: «إنها مسائل تتعلق بالأمن القومي التركي. إن تركيا ليست أمة تنظر إلى ما يجري مكتوفة اليدين». في دمشق، نقل الإعلام الرسمي عن بيان لوزارة الخارجية أن «الحكومة السورية تدين بشدة الجرائم والاعتداءات التركية المتكررة على الشعب السوري وعلى حرمة أرض سورية وسلامتها الإقليمية، وتطالب مجلس الأمن بضرورة اضطلاعه بمسؤوليته في حفظ السلام والأمن الدوليين ووضع حد لجرائم النظام التركي». ورفض رئيس «حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي» صالح مسلم مطلب تركيا بانسحاب مقاتلين أكراد تابعين للحزب من مواقع قرب الحدود تتعرض لقصف من الجيش التركي. وحذر من أن السوريين سيتصدون لأي تدخل تركي في البلاد. وأشار إلى أن المناطق التي يقصفها الأتراك كان الحزب انتزعها من يد «جبهة النصرة». في باريس، قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان: «تشعر فرنسا بالقلق في شأن الوضع المتدهور في منطقة حلب وشمال سورية. ندعو لوقف كل أنواع القصف سواء من النظام وحلفائه لكامل الأراضي أو من تركيا للمناطق الكردية». إلى ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعالون في بيان: «الوضع في سورية معقد للغاية ويصعب رؤية كيف يمكن أن تتوقف الحرب والقتل الجماعي هناك، سورية التي نعرفها لن تكون موحدة في المستقبل القريب وأعتقد بأننا سنرى جيوباً طائفية سواء كانت منظمة أو لا تشكلها مختلف القطاعات التي تعيش وتقاتل هناك».