استعادت فصائل سورية معارضة أمس قرى كانت قوات النظام قد سيطرت عليها في الأيام الماضية، في مؤشر جديد إلى هشاشة المكاسب التي يحققها الجيش الحكومي تحت غطاء جوي روسي. وفي وقت وقعت مواجهات عنيفة بين قوات النظام وتنظيم «داعش» في ريف حمص الشرقي، حيث حقق الطرف الأخير تقدماً مهماً في اليومين الماضيين، سُجّل نجاح «القوات السورية الديموقرطية» المدعومة من الأميركيين في السيطرة على عدد من القرى والبلدات في ريف الحسكة في إطار هجوم يهدف، كما يبدو، إلى طرد «داعش» من هذه المحافظة في شمال شرقي سورية وقطع طريق مهم للإمداد مع شمال العراق. ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية أن سلاح الجو الروسي نفذ 131 غارة جوية وضرب 237 هدفاً في سورية خلال اليومين الماضيين. وقالت الوزارة إن سلاح الجو ضرب أهدافاً في محافظات حماة واللاذقية وحمص ودمشق وحلب والرقة، فيما أعلن الجيش الأميركي أن التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة شن عشر غارات على أهداف ل «داعش» في سورية الأحد و17 في العراق في إطار تصعيد لعملياته في سورية وسط تفاقم الوضع الميداني. وذكرت قوة المهام المشتركة في بيان أن المقاتلات شنّت ست غارات على مقربة من مدينة المعرة دمرت ثلاثة مواقع قتالية ومخزن ذخيرة وثلاثة مبان تابعة للتنظيم المتشدد. وأشار البيان إلى أن غارتين استهدفتا مركبة وثلاثة من عناصر التنظيم قرب معقل التنظيم في الرقة، في حين استهدفت كل غارة مقاتلين قرب الهول والحسكة. وكان موقع «الدرر الشامية» أفاد بأن الفصائل المقاتلة «فرضت سيطرتها بالكامل على قرية غمام في جبل التركمان في هجوم مضاد، بعدما استولت قوات الأسد على عدد من النقاط المهمة في القرية (أول من) أمس». ونقل الموقع عن المكتب الإعلامي للفرقة الثانية الساحلية أن المعارضة قتلت 15 من قوات النظام، إضافة إلى العديد من الجرحى في معارك جبل التركمان التي تركزت على محور غمام. ونشر المكتب صوراً لبعض قتلى النظام، في حين أفيد بمقتل اثنين من عناصر الفرقة الثانية. وكانت القوات النظامية، بالتعاون مع «حزب الله»، شنت هجوماً عنيفاً صباح الأحد على محور غمام وحققت تقدماً فيه، وهو ما روّجت له وسائل إعلام موالية وصفت المنطقة بأنها «عاصمة الاستخبارات التركية». لكن المعارضة شنت هجوماً مضاداً واستعادت قرية غمام، وهو ما أكده العديد من المصادر السورية. وكان الأمر ذاته قد حصل في الأيام الماضية في ريف حلب الجنوبي، حيث تقدمت قوات النظام تحت غطاء جوي كثيف من الطيران الروسي قبل أن تستعيد الفصائل معظم الأراضي التي خسرتها. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، في هذا الإطار، إلى استمرار الاشتباكات بين «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية ومقاتلة من جانب، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات عربية وغير عربية من جانب آخر، على عدة محاور بريف حلب الجنوبي «ترافق مع قصف جوي مكثف من الطائرات الحربية الروسية على مناطق الاشتباكات»، متحدثاً عن قصف جوي استهدف بلدات الوضيحي والشقيدلة والعيس بالريف الجنوبي. وتابع أن «اشتباكات عنيفة تدور بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط جبل البنجيرة وتلة البقارة، بريف حلب الجنوبي، ومعلومات عن تقدم للطرف الأخير في المنطقة»، وهو أمر أكدته أيضاً مواقع معارضة عدة قالت إن المعارضة استعادت السيطرة على جبل البنجيرة بعد أقل من يوم من استيلاء النظام عليه. وقال المرصد، في الإطار ذاته، إن المعارضين استهدفوا بصاروخ «تاو» آلية لقوات النظام في محيط الحاضر وبصاروخ آلية أخرى في محيط قرية القراصي بريف حلب الجنوبي، كما أفاد المرصد بأن طائرات حربية قصفت بلدة تادف التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» بريف حلب الشرقي. وتابع المرصد أن اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، على طريق أثريا – خناصر بريف حلب الجنوبي الشرقي وفي محيط قرية الشيخ احمد وبلدتي تل عرن وتل حاصل، وفي محيط تلة وقرية طعانة بريف حلب الشرقي و «معلومات عن تقدم للتنظيم وسيطرته على القرية والتلة الواقعة جنوب شرق المدينة الصناعية». أما في محافظة الحسكة (شمال شرق سورية)، فقد تحدث المرصد عن «اشتباكات عنيفة مستمرة في عدة قرى في المنطقة الواقعة بين بلدتي تل حميس والهول بريف الحسكة الشرقي بين قوات سورية الديموقراطية المؤلفة من وحدات حماية الشعب الكردي ووحدات حماية المرأة وجيش الثوار وفصائل غرفة عمليات بركان الفرات وقوات الصناديد وتجمع ألوية الجزيرة والمجلس العسكري السرياني من جهة، وعناصر تنظيم «الدولة الاسلامية» من جهة أخرى، وسط تقدم لقوات سورية الديموقراطية وسيطرتها على مناطق جديدة، ومعلومات عن خسائر بشرية نتيجة الاشتباكات وقصف طائرات التحالف على تمركزات التنظيم في المنطقة». أما المركز الإعلامي لحزب الاتحاد الديموقراطي (الذي تتبع له وحدات حماية الشعب)، فقد أورد أن «القوات السورية الديموقراطية باشرت حملة ضد أماكن تمركز مرتزقة داعش جنوب بلدة تل براك بتمام الساعة ال 03.00 فجراً، وحررت قرية خراب العطال الواقعة جنوب بلدة تل براك بحوالى 10 كيلومترات، (ثم) حررت... قرية خراب علي الصغيرة... وقرية رينس»، مشيراً إلى أن هذه القوات تمكنت خلال هجومها «من تحرير مساحة قدرها أكثر من 15 كيلومتراً من مرتزقة داعش». وأوضح الحزب أيضاً أن «القوات السورية الديموقراطية هاجمت أماكن تمركز مرتزقة داعش في الريف الجنوبي للحسكة، وتمكنت من تحرير 9 قرى في هذه الجبهة». وفي محافظة ريف دمشق، قال المرصد إن 6 مواطنين بينهم 3 أطفال قُتلوا نتيجة قصف قوات النظام صباح أمس مدينة دوما بغوطة دمشقالشرقية والتي تعرضت في الفترة الأخيرة لحملة قصف جوي وصاروخي عنيف أوقع مئات القتلى والجرحى. وفي محافظة حمص (وسط سورية)، تحدث المرصد عن تنفيذ طائرات حربية «يُعتقد أنها روسية» قرابة 10 غارات على مناطق في مدينة تدمر بالريف الشرقي، والخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش»، في حين أشارت «شبكة شام» الإخبارية إلى «اشتباكات مستمرة» بين قوات النظام وتنظيم «داعش» في صحراء الريف الغربي لمدينة تدمر وحول حقول النفط في منطقة شاعر وأطراف مطار التيفور بعد تمكن «داعش» من قطع الطرق المؤدية إلى مناطق سيطرة النظام وسعيه إلى قطع أوتوستراد حلب - دمشق بعد سيطرته على بلدة مهين ومحاولته الوصول إلى الأوتوستراد الدولي في قارة، وفق «شبكة شام». وكان «داعش» شن الأحد هجوماً شرساً بدأ بتفجير سيارتين ملغومتين قبل أن ينتزع السيطرة على بلدة مهين جنوب غربي محافظة حمص. وقال المرصد إن نحو 50 مقاتلاً في صف القوات الحكومية قتلوا، بينما استعرت المعارك بعدها على مشارف بلدة صدد القريبة التي تسكنها غالبية مسيحية. وأصدر التنظيم بياناً يزعم فيه تقدمه الذي وضعه على بعد 20 كيلومتراً من الطريق الرئيسي الذي يربط دمشق بحمص وحماة وحلب. ولم تشر وسائل الإعلام الحكومية السورية إلى الهجوم، لكن «داعش» نشر فيديو وصوراً لبلدة مهين بعد سيطرته عليها. وفي إطار مرتبط، ذكرت «شبكة شام» أن منطقة الدوة الواقعة غرب مدينة تدمر ب 15 كيلومتراً، شهدت أمس «اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة في محاولة لقوات النظام التقدم وفتح طرق إمدادها وأنباء عن مقتل العديد» من قوات النظام و «داعش». وفي درعا بجنوب البلاد، قال المرصد أن قوات النظام قصفت تل عنتر والسهول المحيطة ببلدة كفرشمس بريف درعا الشمالي الغربي والسهول المحيطة ببلدة ام العوسج بريف درعا. أما في محافظة القنيطرة المجاورة، فقد قصف النظام بلدات مسحرة وام باطنة والصمدانية الغربية والحميدية بالقطاع الأوسط بريف القنيطرة، وفق المرصد. الظواهري ودعا أيمن الظواهري زعيم تنظيم «القاعدة» الجماعات الجهادية إلى الوحدة والوقوف صفاً واحداً لمواجهة «العدوان الأميركي الروسي» على سورية والعراق في أحدث تسجيل اقترح فيه وحدة أكبر بين «القاعدة» وتنظيم «داعش». وقال الظواهري في تسجيل صوتي بث على شبكة الانترنت «إن الأميركيين والروس والايرانيين والعلويين وحزب الله ينسقون حربهم ضدنا، فهل عجزنا عن أن نوقف القتال بيننا حتى نوجه جهدنا كله ضدهم؟» ولم يتضح متى تم تسجيل الشريط، لكن الإشارة إلى الضربات الجوية الروسية على سورية توحي بأنه تم تسجيله بعد أن قامت روسيا وهي حليف للرئيس بشار الأسد بشن هجمات على جماعات معارضة وتنظيم «داعش». وفي تسجيل سابق، رفض الظواهري الاعتراف بشرعية تنظيم «داعش» وزعيمها أبو بكر البغدادي، غير أنه قال إنه لو كان في العراق أو سورية لتعاون معهما ضد التحالف الذي يقوده الغرب. وأضاف الظواهري: «إخواني المجاهدين في كل مكان وفي كل المجموعات يا أهل الجهاد من كل فئات المجاهدين إننا نواجه اليوم عدواناً أميركياً اوروبياً روسياً رافضياً نصيرياً... فعلينا أن نقف صفاً واحداً من تركستان الشرقية حتى مغرب الإسلام في وجه الحلف الشيطاني المعتدي على الإسلام وأمته ودياره.»