استبعد النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي إمكان استئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، ورأى «عدم جدوى تجديد المفاوضات أو عقد أية لقاءات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لأنه سيستغلها فقط لصالحه»، مشيراً إلى أن القيادة الفلسطينية تعي ذلك تماماً. وصرح الطيبي الى «الحياة» خلال زيارته واشنطن، تلبية لدعوة رسمية من الإدارة الأميركية هي الأولى من نوعها لنائب عربي في الكنيست، بأن «الدولة الأقوى في العالم - في إشارة إلى الولاياتالمتحدة - تخلت عن القضية الفلسطينية وتضع اللوم علناً على الطرفين، بينما هذه ليست الحقيقة». وأردف أن «الموقف الأميركي التقليدي والاستراتيجي هو دعم إسرائيل ظالمة أم مظلومة». وأضاف «التقيت مسؤولين في البيت الأبيض وعلى رأسهم مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون الشرق الأوسط روب مالي، وهم يدركون الحقيقة أفضل مني، ولديهم تشخيص جيد للوضع ولكنهم يخشون من انتقاد إسرائيل وخصوصاً أنهم مقبلون على الانتخابات الرئاسية وأية خطوة يقومون بها يجب أن تكون لصالح الحزب الديمقراطي»، وزاد «ومع ذلك كان بإمكان أوباما التدخل والضغط على إسرائيل من أجل وقف هدم المنازل، لكنه لم يفعل ولم يبد حتى أي تعاطف إنساني مع الألم الفلسطيني». ورأى الطيبي أنه يجب التوجه إلى المجتمع الدولي لزيادة الضغط على إسرائيل التي «لا تدفع تكلفة الاحتلال (..) لذلك المطلوب مقاطعة الاستيطان ومنتجاته وخنقه اقتصادياً، وكذلك كشف الوجه القبيح وسياسات التمييز العنصري ضد العرب والفلسطينيين»، موضحاً أن هناك شوارع للإسرائيليين غير مسموح للفلسطينيين المرور فيها، وكذلك الفلسطينيون يخضعون لجهاز قضائي عسكري بينما الإسرائيلي يخضع لجهاز قضائي مختلف». وذكر الطيبي ان لقاءاته في واشنطن «ركزت على وضع الأقلية العربية داخل إسرائيل والتمييز والسياسات العنصرية ضدها وعلى رأسها هدم منازل العرب الفلسطينيين في ضوء الحملة العنصرية والتحريضية ضدهم (...) وحظر الحركة الإسلامية». وأضاف انه أوضح للأميركيين «أبرز التحديات التي تواجهنا وعلى رأسها كارثة هدم المنازل، وضربت لهم مثلاً عن قرية حيران العربية في النقب التي قررت الحكومة الإسرائيلية هدمها وإقامة بلدة إسرائيلية فوقها اسمها أم حيران». وتابع انه أبلغ المسؤولين في الخارجية الأميركية بأن «كل الوزراء الفلسطينيين يؤيدون فكرة حل الدولتين علناً بينما لا يوجد وزير إسرائيلي واحد يؤيد فكرة قيام دولة فلسطينية مستقلة سواء سراً أو علناً»، مضيفاً «طالما بقيت هذه الحكومة الإسرائيلية فإن احتمال حل الدولتين ليس قائماً». وأوضح الطيبي أن «المشكلة هي في عدم إنهاء الاحتلال، إذ إن كلاً من اليمين والوسط في إسرائيل لم يقرر إنهاء الاحتلال بل إعادة تنظيمه وتوسيع السيطرة على الفلسطينيين (..) أي مثلما يريد بنيامين نتانياهو». ولفت إلى أن «العنصرية أصبحت تياراً مركزياً في الشارع الإسرائيلي وبرزت الفاشية بعدما ذهب المجتمع الإسرائيلي يميناً». وأضاف «في السابق كانوا يعتدون فقط على العرب، لكن اليوم أصبحوا يتهجمون على رموز اليسار الإسرائيلي ويخونون المثقفين والكتاب والفنانين اليهود التقدميين وكل من يخالف الحكومة في طرحها السياسي»، معتبراً ذلك «تطوراً طبيعياً للممارسات الفاشية لدى قطاع واسع في المجتمع الإسرائيلي الذي تشجعه الحكومة وترعاه». وتابع «نعتبر أنفسنا، كنواب عرب في الكنيست، جزءاً لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني. والكنيست أهم منبر سياسي في إسرائيل. ووجودنا هناك ضروري، فنحن نحمل الهموم الحياتية والقضايا القومية للأقلية الفلسطينية داخل إسرائيل». ولفت إلى أن هناك «أكثر من أربعين قانوناً يمكن تصنيفه بأنه تمييز عنصري ضد العرب، وكان الأمر سيزداد سوءاً لو لم نكن حاضرين هناك وبقوة لمواجهة هذا المد العنصري في الكنيست»، موضحاً «نحن الكتلة الثالثة في الكنيست، لدينا 13 مقعداً، وكذلك الكتلة الثانية في المعارضة التي لديها 59 مقعداً مقابل 61 مقعداً للائتلاف الحاكم» وأضاف «لكن توجد صعوبة كبيرة في التأثير على صنع القرار السياسي، أولاً لأننا نواب عرب وكذلك لأن من يتخذ القرار هي الحكومة، ولذلك نحن أمام تحد يومي ودائم، ونبذل كل جهد ممكن من خلال القائمة المشتركة من أجل إسقاط حكومة نتانياهو»، معتبراً أن البديل هو الانتخابات لأن أياً من يأتي لن يكون بسوء نتانياهو». ووصف الطيبي الهبة الشعبية في الأراضي الفلسطينية بأنها «مبادرات فردية لجيل أوسلو الذي رأى أن مفاوضات السلام لم تحقق شيئاً وأن هناك من يعيث فساداً في المسجد الأقصى»، مضيفاً «نحن الفلسطينيين نريد الحياة لشبابنا، وما حدث في القدس والخليل هو تعبير عن غضب وإحباط ورفض لاستمرارا الاحتلال بما يحمل من طياته من إذلال وظلم واضطهاد وقمع. هذه حوادث فردية مرتبطة فقط بوجود الاحتلال ونتيجة لممارساته المهينة والمجحفة». واتهم الطيبي نتانياهو بأنه «يضلل العالم عندما يقول أن هذه الإشكالية سببها تحريض السلطة الفلسطينية، فيما المشكلة هي الاحتلال والسيطرة بالقوة على شعب بأكمله ونزع حريته». وأضاف ان «الشعب الفلسطيني ليس بحاجة إلى تحريض من السلطة أو الإعلام ، لأن حواجز الاحتلال وسلوكياته من قتل واعتقال وهدم للمنازل كافية جداً لتحريضه»، لافتاً إلى أن «هدم المنازل لا يخيف الناس ولا يردعهم بل يزيد من حجم الغضب ومن الرغبة في الانتقام».