يسعى مشروع «النقل الاورو - متوسطي» إلى إدخال نظامي الملاحة بالأقمار الاصطناعية المعتمدة في أوروبا «غاليليو» و «اغنوس» وكيفية تطبيقهما في مجال الطيران المدني والطرق والسكك الحديد والنقل البحري والشحن لدى شركاء من بلدان المتوسط. وكنتيجة مباشرة لهذا البرنامج، نظمت وزارة النقل السورية ورشة عمل مدعومة من برنامج النقل الاورو - متوسطي تعرف خلالها خبراء عرب شاركوا في الورشة، على خدمة الملاحة الأوروبية الثابتة بالنسبة للأرض (اغنوس) والتي تعد أول مشروع تجاري أوروبي في الملاحة الفضائية. واطلعوا أيضاً على الخطط المستقبلية لمشروع «غاليليو». ويعمل الاتحاد الأوروبي على توسيع إشارات نظام «اغنوس» لتشمل الدول المجاورة له. ومعلوم أن هذا النظام موجود حالياً في أوروبا لتعزيز إشارات (جي بي أس) الأميركية وتقويتها بما يجعلها أكثر فائدة في التطبيقات المختلفة. كما يعمل الاتحاد منذ عام 2003 على تنفيذ مشروع إطلاق القمر الاصطناعي»غاليليو» الذي يقدم الخدمات التطبيقية المتعلقة بالملاحة البحرية والبرية والطيران والسكك الحديد. ويتوقع الخبراء أن تكون خدماته متاحة لدول العالم بين عامي 2016 و2017. وأعلن «مشروع النقل الأوروبي» عن بناء مركزين للتحكم بالقمر»غاليليو» الأول في ألمانيا والثاني في ايطاليا يضمان احدث ما تم التوصل إليه في مجال الأقمار الاصطناعية. ويعتزم المشرفون على المشروع إطلاق قمرين اصطناعيين في كانون الأول ( ديسمبر) المقبل على أن يصلا في السنة المقبلة إلى الوضعية النهائية لاختبار المدار من أجل العمل في إطار نظام «غاليليو». ورأى مدير «مشروع النقل الاورو - متوسطي» لدى مكتب التعاون هو نيدرس «أن سوق الطيران المدني ستستفيد أكثر من غيره من خدمات «اغنوس» في المستقبل القريب وبعد الترخيص لها، كونه يستخدم لعمليات الإقلاع والهبوط عبر تحسين الإشارات المعطاة للطائرات وتقويتها»، لافتاً إلى أن العمل جارٍ على إنشاء أربع محطات لنظام «اغنوس» لتحسين الإشارات بهدف تأمين التغطية الكاملة لمنطقة المتوسط التي خارج هذا النظام وتفتقر إلى الدقة الكافية وإلى السلامة». وقال ل «الحياة»: «إن نظام» إغنوس» يقدم الخدمة المفتوحة منذ عام 2009 وستتأمن سلامة الخدمات نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل في حين سيكون الاستخدام الرسمي متاحاً السنة المقبلة في منطقة المتوسط». وأكد «أن نظام «غاليليو» عبارة عن قمر اصطناعي مرادف لنظام «جي بي أس» الأميركي، الهدف منه تغطية منطقة أوروبا، إضافة إلى الدول المجاورة لها ولاحقاً كافة أنحاء العالم». ولفت إلى «أن تأثير القمر سيكون إيجابياً كونه يؤمن معلومات أكثر موثوقية ودقة عن مختلف أنظمة النقل البري والبحري والجوي وجعلها أكثر كفاءة». وقال: «نسعى إلى أن تكون لدينا أنظمة نقل بخاصةٍ للنقل الجوي ليكون أكثر أماناً من خلال نظام «اغنوس» الذي هو جزء من نظام «غاليليلو» المستقبلي». وتأتي الورشة في إطار «برنامج النقل الاورو - متوسطي» الذي أطلق بعد إعلان برشلونة عام 1995 ويهدف إلى تحقيق تكامل بين مختلف أنظمة النقل الموجودة في شبكات الاتحاد الأوروبي وشبكات الدول الأعضاء لتسهيل حركة التجارة عبر تطوير شبكات النقل البري والجوي والبحري والسككي. واعتبر وزير النقل السوري يعرب بدر الورشة مهمةً «كونها تقدم معلومات إلى دول حوض المتوسط عن نظم الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية التي ستكون عامة في أوروبا خلال فترة قصيرة، كي تتعرّف هذه الدول الى مستلزمات الانضمام والاستفادة من هذه الخدمات وتطلع على المتطلبات والأعمال الإضافية اللازمة من اجل تحقيق هذا الربط». وأضاف: «يجب أن يكون العاملون في الطيران المدني والطرقي والسككي والاتصالات على اطلاع بمشاريع الربط الأوروبي والملاحة الأوروبية ليحضروا سريعاً لهذا الربط الذي سيكون متاحاً خلال السنوات الخمس المقبلة». وأوضح بدر: «أن موقع سورية الجغرافي يستدعي تطوير منظومة النقل المتعددة النمط، بعد أن تحقق الربط السككي الكامل بين المرافئ السورية والعراقية ويستكمل الربط مع الأردن ومن خلال الأردن مع السعودية ودول الخليج العربي. ونعمل أيضاً على إنشاء طريقين سريعين، الأول من الشمال إلى الجنوب والثاني من الغرب إلى الشرق»، لافتاً إلى «أن هذه البنية التحتية تستوجب أن يكون هناك جهد مواز على صعيد تطوير معايير الخدمات وتوحيد هذه المعايير مع المعايير الأوروبية ودول الجوار». وقال المهندس في الخطوط الحديد السورية هيثم مرعش «إن نظام تحديد المواقع عبر الأقمار الاصطناعية مفيد في الخطوط الحديد كونه يحدد موقع القطار وسرعته وحرارة المحرك وضغط الزيت فيه وحالة العجلات، بحيث تعرّف هذه المعلومات عن حالة القطار من بعد ومن دون معرفة السائق». وأضاف: «أن ذلك يتم من خلال وضع حساسات على بارومترات القطار وتوصيلها بجهاز لترسل في ما بعد من طريق «جي بي اس». ويمكن الاتصال بالسائق والطلب إليه تخفيف سرعته، في حال كانت كبيرة، وإخباره عن أي مشكلة تطرأ على أي جزء من القطار لتفاديها، ويساعد النظام أيضاً على تفادي وقوع حوادث الاصطدام بين القطارات». * أوروبا جارتنا مشروع إعلامي مشترك متعدد الوسائط بين «الحياة» وتلفزيون «ال بي سي» وصحيفة «لوريان لوجور» الناطقة بالفرنسية، يموله الاتحاد الاوروبي ويهدف إلى تسليط الضوء على مشاريع الاتحاد وبرامجه في منطقة حوض المتوسط عبر تقارير تلفزيونية ومقالات صحافية تنشرها «الحياة» اسبوعياً وتحمل علامة المشروع. المقالات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الاتحاد الاوروبي. للاطلاع زوروا موقع: www.eurojar.org