شددت باكستان في افتتاح اجتماع رباعي جديد اليوم (السبت) على أمل إحياء عملية السلام بين كابول وحركة «طالبان»، على ضرورة مشاركة أكبر عدد من «فصائل طالبان» الأفغانية في المحادثات. وتوافد مندوبون من أفغانستانوباكستان والصين والولايات المتحدة وإسلام آباد للمشاركة في الاجتماع الرباعي على رغم حملة الهجمات غير المسبوقة التي تشنها الحركة خلال الشتاء في مختلف أنحاء أفغانستان. وقال المستشار الباكستاني للشؤون الخارجية سرتاج عزيز أن جهوداً مشتركة يمكن أن تقنع «طالبان» بالمشاركة في العملية، ما سيؤدي إلى تراجع «ملحوظ» في أعمال العنف. وعلى غرار الاجتماعين السابقين، لم يشارك أي ممثل عن الحركة. وصرح عزيز في الكلمة الافتتاحية للجولة الثالثة من المحادثات «يجب أن تركز جهودنا المشتركة في هذه المرحلة على إقناع أكبر عدد من الفصائل المؤيدة لطالبان بالمشاركة في محادثات السلام». وأضاف «نعتقد بأن تحديد خارطة طريق واضحة لعملية السلام بين الحكومة الأفغانية وطالبان هو في غاية الأهمية». وعُقدت الجولة الأولى من المحادثات في إسلام آباد الشهر الماضي وأعدّ خلالها المندوبون لحوار مباشر بين كابول و«طالبان»، أما الجولة الثانية فعُقدت في كابول في 18 كانون الثاني (يناير) الماضي وتم خلالها توجيه نداء إلى «طالبان» بالمشاركة في محادثات السلام من دون شروط مسبقة. وجرت المفاوضات الأولى مباشرة بين الحكومة الأفغانية و«طالبان» في تموز (يوليو) الماضي قرب إسلام آباد، لكن سرعان ما تعثرت بعد الإعلان في الشهر نفسه عن وفاة الملا محمد عمر. وأثارت مسألة خلافته صراعاً بين قادة الحركة. ولم يتمكن الزعيم الجديد الملا اختر منصور من الحصول على تأييد بالإجماع. وظهرت الخلافات إلى العلن عندما انشق فصيل يقوده الملا محمد رسول أواخر العام الماضي. وفي كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أصيب الملا منصور بجروح خلال تبادل إطلاق نار نجم عن خلاف بين قادة في باكستان. لكن هذه الخلافات لم تمنع الحركة من تكثيف عملياتها في كل أنحاء أفغانستان. واستطاعت في أواخر أيلول (سبتمبر) الماضي السيطرة لثلاثة أيام على مدينة قندوز الكبرى في الشمال، أي المرة الأولى التي ينجح فيها المتمردون في السيطرة على عاصمة ولاية منذ عام 2001. وضاعف عناصر «طالبان» في الأسابيع الأخيرة الهجمات على رموز الوجود الأجنبي في البلاد. ويرى المراقبون ان تكثيف المعارك على ارتباط بسعي المتمردين إلى الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من المناطق قبل بدء المفاوضات، بهدف الحصول على أكبر قدر ممكن من التنازلات. يُشار إلى ان باكستان هي واحدة من الدول الثلاث التي اعترفت ب «طالبان» الذي حكم بين 1996 و2001. وتتهم السلطات الأفغانية باكستان بدعم المتمردين، خصوصاً من خلال تأمين ملاذات لهم.