تبدأ في إسلام آباد اليوم لقاءات تشارك فيها باكستانوأفغانستانوالصينوالولاياتالمتحدة، تمهّد لإحياء عملية السلام بين كابول وحركة «طالبان». وأعلنت إسلام آباد أن تشودري أعزاز، وكيل الخارجية الباكستانية، سيرأس وفد بلاده، وأن خليل كارزاي، نائب وزير الخارجية الأفغاني، يقود وفد بلاده، كما يمثّل الصينوالولاياتالمتحدة مبعوثاهما الخاصان إلى أفغانستان. وتعوّل كابول على ضغط تمارسه الصينوالولاياتالمتحدة على باكستان، لكي تقنع قيادة «طالبان» الأفغانية بالجلوس إلى طاولة الحوار مع كابول، علماً أن الحركة لن تشارك في اجتماعات إسلام آباد. واعتبر ناطق باسم الخارجية الأميركية ان المحادثات ستشكّل «فرصة لتعزيز شراكتنا مع أفغانستانوباكستانوالصين، في دعم مصالحة يقودها الأفغان». وأشار جاويد فيصل، نائب الناطق باسم رئيس السلطة التنفيذية الأفغانية عبدالله عبدالله، إلى أن الحكومة الباكستانية ستكشف خلال الاجتماع الرباعي قائمة بأسماء ممثلين عن «طالبان»، سواء الذين يوافقون على الحوار مع كابول، أو يعارضونه. وأضاف: «سنتحاور مع الذين يرغبون في الحوار، وسنعتمد الخيار العسكري للتعامل مع الآخرين». ولفت إلى أن أي اتفاق سيتضمّن «تعاوناً حول مكافحة الإرهاب». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن فيصل إن إسلام آباد لن تتعهد «وقف تمويل (قادة) طالبان الموجودين في مدينتَي كويتا وبيشاور» الباكستانيتين. وتتهم كابول وواشنطن إسلام آباد بتأمين ملاذ آمن ودعم مالي وتسليحي لمسلحي «طالبان»، خصوصاً شبكة «حقاني» التي أدرجتها الولاياتالمتحدة على قائمة التنظيمات الإرهابية. وتنفي باكستان ذلك، لكنها شكّلت صلة وصل بين كابول وقيادة الحركة. واتفقت الدول الأربع المشاركة في الجلسات التمهيدية للحوار الأفغاني على عدم حضور أي ممثل عن «طالبان» أو الفصائل الأفغانية المعارضة لحكومة الرئيس أشرف غني. وتطالب إيران بإشراكها في عملية السلام الأفغانية، اذ إنها مجاورة لأفغانستان وتستقبل أكثر من 1.5 مليون لاجئ أفغاني على أراضيها. وتدعم الحكومة الأفغانية مشاركة طهران في الحوار، من أجل إيجاد كتلة ضغط على إسلام آباد التي تقف إلى جانب «طالبان». وكانت الحكومة الأفغانية و «طالبان» عقدتا جلسة حوار أولية في باكستان في تموز (يوليو) الماضي، اتُفِق خلالها على استئناف الحوار نهاية ذاك الشهر. لكن الجولة الثانية من الحوار لم تُعقد، بعد تسريب الحكومة الأفغانية نبأ وفاة زعيم «طالبان» الملا محمد عمر، بعدما أخفته الحركة لأكثر من سنتين، ما أغضب الأخيرة فأوقفت الحوار مع كابول. الإعلان عن وفاة الملا محمد عمر أدى إلى انشقاق داخل «طالبان»، بعد خلاف على تزعّم الملا أختر منصور الحركة. كما استقال عاملون في مكتبها السياسي في الدوحة، على رأسهم ملا محمد طيب آغا رئيس المكتب السياسي مدير مكتب الدوحة التابع ل «طالبان». على رغم ذلك، صعّدت الحركة هجماتها في الأشهر الأخيرة، اذ سيطرت على مدينة قندوز شمال أفغانستان، قبل إخراجها منها بعد 3 أيام إثر هجوم مضاد شنته القوات الحكومية. وأعلنت وزارة الدفاع الأفغانية أمس أن قواتها استعادت السيطرة على منطقة درقد شمال البلاد على الحدود مع طاجيكستان، مشيرة إلى أنها قتلت 30 من مسلحي «طالبان» وصادرت مركبات وأسلحة.