أعلن مسؤولون أفغان وباكستانيون اليوم (الأحد) أن باكستان ستقدم خلال اجتماع رباعي غداً في إسلام آباد، مخصص لإحياء عملية السلام المتوقفة، لائحة بأسماء مسؤولي «طالبان» الأفغان المستعدين لاستئناف محادثات السلام مع كابول. ويهدف هذا الاجتماع إلى الاتفاق على خارطة طريق لاحتمال استئناف المحادثات المباشرة بين الحكومة الأفغانية والمتمردين، والتوصل في النهاية إلى وقف تمرد «طالبان» الدامي الذي بدأ لدى سقوط نظامهم في 2001. وبالإضافة إلى باكستانوأفغانستان، ستشارك في المحادثات كل من الصين والولايات المتحدة، لكن أياً من مسؤولي «طالبان» لن يكون موجوداً. وقال المتحدث بإسم الهيئة التنفيذية الأفغانية جواد فيصل عبدالله عبدالله إن باكستان التي تتهمها كابول برعاية «طالبان» واستضافتهم، ستكشف خلال الاجتماع «لائحة بأسماء مسوؤلي طالبان المستعدين للمشاركة في مفاوضات سلام، وأسماء مسؤولي طالبان الذين لا يرغبون» في إجراء حوار مع الحكومة الأفغانية. وأضاف «سنتحاور مع الذين يرغبون في الحوار، وسنعتمد الخيار العسكري للتعامل مع الآخرين». وأشار عبدالله من جهة أخرى الى ان باكستان لن تتعهد «بالتوقف عن تمويل قياديي الحركة الموجودين في مدينتي كويتا وبيشاور» الباكستانيتين اللتين تتخذ منهما مقراً لها. وأكد مصدر حكومي باكستاني أن الاجتماع الرباعي سيعقد غداً في العاصمة وأن سكرتير الشؤون الخارجية سيمثّل باكستان. وأجريت أولى المحادثات المباشرة بين الحكومة الأفغانية و«طالبان» في تموز (يوليو) الماضي بالقرب من إسلام آباد، لكن الجولة الثانية منها أرجئت إلى أجل غير مسمى لدى الإعلان في تموز عن وفاة الملا عمر، مؤسس الحركة. وأدت مسألة خلافته إلى حرب بين القادة، ولم يحصل زعيمهم الجديد الملا اختر منصور على الإجماع. وبدأت الخلافات عندما انشق فصيل يقوده الملا محمد رسول أواخر السنة الماضية. وفي كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أصيب الملا منصور بجروح خلال تبادل لإطلاق النار ناتج من خلاف بين كوادر في باكستان. لكن هذه المحادثات لم تمنع حركة «طالبان» من تكثيف تمردها في كل أنحاء أفغانستان، وتمكنت من الاستيلاء على مدينة قندوز الكبيرة في الشمال، أواخر أيلول (سبتمبر) الماضي، في وقت زادت هجماتها ضد رموز الوجود الأجنبي في البلاد.