قُتِلَ 37 شخصاً على الأقل وأصيب 35 آخرون بجروحٍ جرَّاء هجوم حركة «طالبان» على مطار قندهار، كبرى مدن جنوبأفغانستان، في وقتٍ تمسكت كابول وإسلام آباد بموقفيهما من العلاقات المتأزِّمة بينهما. وأفادت وزارة الدفاع الأفغانية بمقتل 37 شخصاً بريئاً وإصابة 35 آخرين بجروح دون تحديد عدد المدنيين بينهم. لكنها بيَّنت، في بلاغ صحفي أمس، أن مسلحاً واحداً من أصل 11 مهاجماً ما زال يواجه قوات الأمن التي قتلت 9 مسلحين وأصابت عاشراً بجروح. وأبلغ سكانٌ عن سماعهم جنوداً يطلبون من المتمردين السماح بمغادرة النساء والأطفال خلال القتال الشرس. واتهم مسؤول أمني المهاجمين بأنهم استخدموا المدنيين «دروعا بشرية» ما أدى إلى تعقيد الهجوم المضاد. وتبنَّت «طالبان»، المتمردة منذ سقوط نظامها في عام 2001، هذا الهجوم الشرس على المطار الذي يضم إلى جانب منطقة سكنية مدنية قاعدة مشتركة لقوات حلف شمال الأطلسي والقوات المحلية. سياسياً؛ تمسكت حكومتا كابول وإسلام آباد بشدَّة بمواقفهما من العلاقات المتأزمة بينهما، وذلك خلال مؤتمرٍ حول مستقبل أفغانستان تستضيفه العاصمة الباكستانية منذ أمس الأول. ويأتي اجتماع «قلب آسيا» السنوي بمشاركة دول آسيوية وغيرها دعماً للحكومة الأفغانية بعد أشهرٍ من إجرائها أول محادثات غير حاسمة مع المتمردين عليها. وأعلنت وزيرة الخارجية الهندية المشاركة في المؤتمر، سوشما سوراج، مدَّ بلادها اليد لغريمتها القديمة باكستان، معتبرةً أن على الباكستانيين والأفغان إبداء نضجٍ وثقةٍ لتحسين العلاقات. بدوره؛ دعا نائب وزير الخارجية الأمريكي المشارك في المؤتمر، أنتوني بلينكن، إسلام آباد إلى استخدام نفوذها داخل «طالبان» للدفع في سبيل مصالحة مع حكومة كابول. لكن الآمال في استئناف المحادثات بين الجانبين بدت بعيدةً بشكلٍ أكبر فيما تقاتل القوات الأفغانية مقاتلي الحركة في مطار مدينة قندهار الجنوبي لليوم الثاني. ويعدُّ التعاون بين أفغانستانوباكستان ضرورياً للسلام في الأولى، لكن الأمل تبدَّد سريعاً في تحسُّن العلاقات بين البلدين بعد تنصيب أشرف عبدالغني رئيساً أفغانياً العام الماضي. وأبلغ عبدالغني المشاركين في «قلب آسيا» بأن «الأعداء حاولوا تقسيم أفغانستان لكنهم فشلوا»، وألقى باللوم على «جماعات إرهابية إقليمية ودولية» في أعمال العنف في بلاده. وتابع «لجأوا في الماضي إلى استخدام لاعبين من خارج الدول كأدواتٍ للسياسة الخارجية» في إشارةٍ واضحةٍ إلى اتهاماتٍ لباكستان بدعم «طالبان»، وهو ما تنفيه إسلام آباد. في المقابل؛ شدَّد رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، على التزامه ب «عملية مصالحة أفغانية تقودها كابول». وانهارت المحادثات بعد جولة واحدة في يوليو الماضي نتيجة لتسريب أنباء تفيد بأن مؤسس «طالبان»، الملا محمد عمر، تُوفِّيَ قبل عامين. وتولى الملا أختر منصور، وهو نائب الملا عمر، قيادة الحركة، لكن انقسامات دبَّت في داخلها. وأشار نواز شريف أيضاً إلى هدفٍ لدى بلاده، وهو ترحيل مليوني لاجئ أفغاني بعضهم يعيش على أراضيها منذ عقود .