شن «داعش» أمس هجمات انتحارية متزامنة في شمال العراق وغربه أسفرت عن قتل وإصابة العشرات من قوات الأمن، وهي أول هجمات يشنها التنظيم منذ أسابيع بعد التزامه موقع الدفاع في الأنبار وصلاح الدين، بعد التقدم الذي تحرزه القوات الأمنية. إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أن طائراتها أطلقت للمرة الأولى صواريخ عابرة جو- أرض على مواقع «داعش» في العراق. وأوضحت في بيان أن « الغارة شنت من الإمارات العربية المتحدة والأردن، وشاركت فيها عشر طائرات مطاردة (رافال وميراج 2000) مجهزة قنابل وصواريخ عابرة». وقال عبد المجيد الفهداوي، وهو أحد شيوخ الرمادي في اتصال مع «الحياة» أن «داعش» شن «هجمات انتحارية بعربات عسكرية مفخخة استهدفت قوات الجيش شرق الرمادي وشمالها أدت إلى قتل وإصابة عدد من الجنود ومقاتلي العشائر». وأضاف أن العمليات «استهدفت معاقل القوات الأمنية في مناطق البوعيثة والبوفراج شمال المدينة، ومناطق جبل المشيهد والبوعلي والبوشعبان والخالدية، وانطلقت من منطقتي السجارية وجويبة التي يسيطر عليها التنظيم». ولفت الفهداوي إلى أن «معلومات مؤكدة تشير إلى حصول التنظيم في الرمادي على إمدادات من الفلوجة، وهو أمر حذرت العشائر من حصوله منذ أسابيع وطلبت من القوات الأمنية قطع الطريق بين المدينتين»، وزاد أن «تأخر حسم معركة الرمادي وعدم استثمار انهيار داعش وراء قدرته على مواصلة شن الهجمات». وأكد أن القوات صدت الهجمات وأحبطت هجوما واسعاً على قضاء الخالدية الذي يسعى التنظيم للسيطرة عليه». وأعلن قائد العمليات في الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي أمس، أن «خمسة أفواج من مقاتلي العشائر بقيادة قائد حشد الأنبار اللواء طارق العسل وصلت إلى مقر القوات في المحور الشمالي لمدينة الرمادي». وأضاف أن «وصول الأفواج يأتي من أجل المشاركة في تحرير مناطق جزيرة الرمادي، وجميع عناصر هذه الأفواج هم من أبناء العشائر». وأعلنت قوات «سرايا الجهاد»، أحد فصائل «الحشد الشعبي»، إحباط عملية تسلل لعناصر «داعش» إلى خط الصد الأول في الكرمة واستطاعت قتل أربعة منهم شمال المدينة، وأكدت قتل أحد قناصة التنظيم في منطقة السجر. في صلاح الدين، أعلنت مصادر أمنية قتل وإصابة عناصر من القوات الأمنية و «الحشد الشعبي» في هجمات انتحارية شنها «داعش» على ناحية العلم، شمال شرقي تكريت. وأوضحت أن «الحشد العشائري تمكن أمس من قتل انتحاري كان مختبئاً في منطقة العالي، خلال اشتباكات جرت في المنطقة وأدت إلى قتل ثلاثة من عناصر الحشد». وأشارت إلى أن «اشتباكات وقعت بين عناصر قوة سوات وداعش خلال عمليات التمشيط أسفرت عن قتل جندي في قوات سوات وإصابة ثلاثة آخرين بينهم آمر السرية». وأعلنت القوات الأمنية إغلاق الطرق المؤدية إلى ناحية العلم بعد، وسط مخاوف من قدرة التنظيم على شن هجمات. ونفت قيادة العمليات الخاصة في بيجي، شمال تكريت، أنباء عن قتل مدير الاستخبارات في قوات التدخل السريع في محافظة صلاح الدين بعد ساعات من إعلان مصادر أمنية قتله في هجمات ل «داعش» على منطقة الحاوي.