علمت «الحياة» من مصادر عراقية موثوق فيها أن «مطالبة الحشد الشعبي بالتقدم نحو الفلوجة أولاً، وإصرار القوات الأميركية على تحرير الرمادي قبل ذلك، حسمت لمصلحة الأخيرة»، وأكدت أن «توافقاً حصل بين الطرفين على توزيع الأدوار يقضي بأن تكون معركة الرمادي بقيادة الجيش العراقي بالتنسيق مع التحالف الدولي». (للمزيد). ووصل قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي الجنرال لويد أوستن إلى بغداد أمس والتقى رئيس الوزراء حيدر العبادي. وقالت المصادر ان أوستن أراد التأكد بنفسه من تطبيق الاتفاق الآنف الذكر. وتم التوصل إليه خلال زيارة وزير الدفاع أشتون كارتر العراق، قبل أسبوعين. وأوضحت أن «خطة تحرير الرمادي ستكون بمشاركة فاعلة لقوات العشائر السنية، بغطاء جوي أميركي». وانعكس الاتفاق على الأرض. وأكد عضو مجلس محافظة الأنبار مزهر الملا ل «الحياة» ان «داعش انهار في الرمادي بعد كسر دفاعاته حولها»، ورجح ان «تتمكن قوات الأمن من تحرير المدينة خلال أيام، فقد استعادت مناطق عدة في جنوبها وغربها». إلى ذلك، قال عبدالمجيد الفهداوي، وهو أحد شيوخ الرمادي ل «الحياة» ان «قوات الأمن تواصل تجنيد وزج مقاتلي أبناء المحافظة في المعارك»، وأضاف أن «شيوخ العشائر تلمسوا جدية الحكومة في استيعاب أبنائهم في صفوف الجيش والحشد الشعبي، وسيلتحق المئات منهم، ومن عناصر الشرطة المحلية بمعسكر الحبانية، جنوب الرمادي، لتلقي التدريب اللازم ثم إشراكهم في القتال، وقد بدأ الذين أنهوا تدريبهم سابقاً بالمساعدة في مهمات لوجستية ومعلوماتية ومسك الأرض». إلى ذلك، قال ضابط كبير في قيادة العمليات ل «الحياة» ان «قوات الأمن التي تخوض معركة الرمادي تواصل التقدم نحو وسطها، وتمكنت أمس من السيطرة على مناطق جديدة». وأوضح أنها «اخترقت أمس حي التاميم وحولت جامعة الأنبار مقراً عسكرياً، وشنت حملة واسعة على مناطق حصيبة الشرقية والجزيرة والمخازن والقادسية، ودخلت في اشتباكات مع عناصر من التنظيم انتهت بفرارهم». وزاد: «لدينا ملعومات تفيد بأن داعش ينوي الانسحاب من مركز الرمادي الى معاقله السابقة، شمال المدينة في مناطق البو فراج والصوفية والثيلة، بعدما فخخ المجمع الحكومي». وقال مصدر أمني أن «الجيش صد أمس هجوماً للتنظيم بشاحنة مفخخة يقودها انتحاري حاول استهداف القطعات العسكرية في منطقة حصيبة الشرقية». وأعلن فصيل «سرايا العقيدة» التابع ل «الحشد الشعبي» تسليم مناطق الجسر الياباني والبو شجل والطالعة الى أبناء العشائر الذين أوكل إليهم مسك الأرض بعد تحريرها.