أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو الثلثاء أن إسرائيل ستهدم منزل الفتى الفلسطيني المتهم بقتل إسرائيلية طعناً في مستوطنة «عتنئيل» في الضفة الغربيةالمحتلة، بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي اعتقال قاصر فلسطيني يشتبه بأنه قتل المستوطنة في منزلها الأحد. وقال نتانياهو: «سنهدم منزل الإرهابي»، خلال زيارته منزل المستوطنة دفنة مئير (38 سنة) التي قتلت الأحد طعناً في مستوطنة «عنتئيل» في جبل الخليل جنوبالضفة الغربية، متهماً مجدداً السلطة الفلسطينية ب»التحريض ونشر الكراهية»، مؤكداً أن «هنالك إنسانية ورغبة بتحقيق السلام والتعايش من طرفنا (...)». وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الثلثاء في بيان أنه اعتقل قاصراً فلسطينياً، هو مراد بدر عبد الله ادعيس (15 سنة) يشتبه بأنه قتل المستوطنة طعناً في منزلها الأحد. ومراد تلميذ مدرسة، من سكان قرية بيت عمرة بالقرب من مدينة يطا والقريبة من مستوطنة «عتنئيل» التي قتلت فيها المستوطنة ليل الأحد حين اقتحم منزلها أثناء وجود أولادها الستة وقتلها بسكين. وتقوم إسرائيل بهدم منازل المتهمين بتنفيذ هجومات على إسرائيليين في شكل منهجي بحجة أنه سيكون رادعاً للآخرين، بينما يتهم الفلسطينيون إسرائيل بأنها تقوم بخطوات انتقامية. وتقول منظمات حقوق الإنسان إن هدم البيوت هو أسلوب من أساليب العقاب الجماعي يسبب المعاناة لعائلة بأكملها. وعاد نتانياهو وكرر: «هناك كراهية لا حدود لها في الطرف الآخر. ولهذه الكراهية عنوان وهو التحريض الذي تمارسه السلطة الفلسطينية وأطراف أخرى مثل الحركة الإسلامية وحماس، وآن الأوان للمجتمع الدولي أن يكف عن النفاق الذي ينتهجه وعليه أن يتعامل مع الأمور على حقيقتها». وقال خضر ادعيس، عم الفتى مراد: «جاءت قوات كبيرة من الجيش إلى بيت عائلته وبيوت أعمامه وفتشتها وقامت باعتقاله في الفجر». وأضاف: «هو ولد صغير لا يمكنه أن يقوم بهذا العمل. لا أعتقد أن له علاقة به. نحن سمعنا عنه من وسائل الإعلام فقط». ونشر الجيش شريط فيديو قصيراً لعملية الاعتقال شاركت فيها قوات من الجيش الإسرائيلي والأمن العام (شاباك) ووحدة «دفدوفان» الخاصة في الجيش. وأظهر الفيديو كيف دخل عسكريون مقنعون وآخرون يضعون كاميرات صغيرة على خوذاتهم إلى البيت وتنقلوا فيه وصولاً إلى فراش الفتى النائم على الأرض. ودفنة مئير هي أول إسرائيلية تقتل داخل مستوطنة منذ فترة في حين استهدفت أعمال العنف بصورة خاصة حتى الآن الرجال وكانت تحصل دائماً على أطراف المستوطنات من غير أن تجتاز فعلياً بوابات الحراسة. وأثار قتلها الذي تلته الاثنين عملية طعن امرأة بسكين في مستوطنة أخرى غضباً في إسرائيل ومخاوف من أن تتخذ أعمال العنف الجارية بعداً جديداً. وتعرضت ميخال فرومان (30 سنة) للطعن الاثنين في الشارع في مستوطنة «تقوع». وأصيب مهاجمها الفلسطيني الشاب (17 سنة) برصاص قوات الأمن الإسرائيلية. في هذا السياق، منع الجيش الإسرائيلي الثلثاء العمال الفلسطينيين من الدخول للعمل في مستوطنات الضفة الغربية على أن يعيد تقييم الوضع يوماً بعد يوم، فيما قال قائد الجيش غادي ايزنكوت الاثنين إن «حظر التجول ومنع العبور سيكونان خطأ كبيراً وسينقلبان على إسرائيل». ويعيش قرابة 400 ألف مستوطن في الضفة الغربيةالمحتلة التي تعد 2,5 مليون نسمة. ويعمل قرابة 26 ألف فلسطيني في المستوطنات في ظل بطالة مرتفعة في الأراضي الفلسطينية. ومنذ الأول من تشرين الأول (أكتوبر) استشهد 155 فلسطينياً في أعمال عنف تخللتها مواجهات بين فلسطينيين وإسرائيليين وإطلاق نار وعمليات طعن قتل فيها أيضاً 24 إسرائيلياً إضافة إلى أميركي وإريتري.