أصيب فتى فلسطيني الاثنين بالرصاص بعد أن طعن اسرائيلية في إحدى المستوطنات الواقعة في جنوبالضفة الغربيةالمحتلة. ووسط مؤشرات على تصعيد هجمات الفلسطينيين على الإسرائيليين داخل المستوطنات اليهودية، منع العمال الفلسطينيون من دخول بعض المستوطنات، واعتقلت قوات الاحتلال 30 شاباً في مدن الضفة فيما نفى الهلال الأحمر الفلسطيني رفضه معالجة أي إسرائيلي. وأصيبت المستوطنة التي تبلغ 30 سنة بجروح خطرة بعد أن طعنها الفتى بسكين بينما كانت في أحد شوارع مستوطنة «تقوع» التي بنيت على اراضي قرية تقوع الفلسطينية، جنوب شرقي مدينة بيت لحم. ونقل الفتى (17 سنة) الى مستشفى هداسا الإسرائيلي في القدس في حالة حرجة بعد إصابته برصاص قوات الأمن في المستوطنة، فيما تضاربت المعلومات حول وضعه الصحي. ويشهد جنوب بيت لحم هجمات متكررة ضد مستوطنين وجنود خصوصاً عند تجمع مستوطنات «غوش عتصيون». وأمر الجيش الإسرائيلي العمال الفلسطينيين بترك أماكن عملهم في بعض المستوطنات، خصوصاً في «غوش عتصيون»، كما أعلن مجلس مستوطنات جبال الخليل منع دخول العمال الفلسطينيين الى المستوطنات هناك. وقال بيان للجيش «في ضوء تقييم الموقف وبعد هجمات إرهابية في الآونة الأخيرة... تلقى العمال الفلسطينيون أوامر بمغادرة مجتمعات (غوش عتصيون)». ويأتي ذلك على خلفية تصاعد العنف في الشوارع ومحطات الحافلات في الضفة الغربية وإسرائيل وصولاً الى الجيوب الاستيطانية الإسرائيلية التي عادة ما تحظى بحماية شديدة. وحادث الطعن هو الثاني في مستوطنة خلال يومين. وكان مهاجم طعن مستوطنة في منزلها في مستوطنة «عتنئيل» بجنوبالضفة الغربية الأحد، فيما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالعثور على المهاجم ومثوله أمام العدالة. وأضاف أن إسرائيل ستعزز أمن المستوطنات لكنه لم يقدم تفاصيل. وتواصل السلطات الإسرائيلية البحث عن المهاجم، وفرض الجيش الإسرائيلي الاثنين طوقاً أمنياً على قرية كرمة القريبة من مستوطنة «عتنئيل»، وأغلق مداخلها ومنع الدخول إليها والخروج منها. وبدت القرية فارغة صباح الاثنين من السكان الذين فضلوا البقاء في منازلهم. ووصل رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال غادي آيزنكوت وكبار الضباط، صباح الاثنين، إلى مدينة الخليل لمتابعة آخر التطورات في شأن ملاحقة منفذ عملية مستوطنة «عنتئيل». وتفقد آيزنكوت موقع العملية أول من أمس كما قام بجولة ميدانية في محيط المنطقة. وقال رئيس المجلس البلدي في كرمة طلب ابو شيخة «البارحة بعد العملية في المستوطنة، تم اقتحام القرية في شكل كثيف وبطريقة جنونية واعتقل جميع الشبان واحتجز الأهالي حتى الفجر»، مشيراً الى اعتقال اربعة شبان من القرية حتى الآن. وأضاف أن الجنود «لا يقولون أي شيء، يدخلون للتفتيش بطريقة جنونية وليس لمرة او مرتين، فتشوا بعض المنازل أربع او خمس مرات وتم تفتيش بيتي أربع مرات». في غضون ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الاثنين، 30 مواطناً فلسطينياً خلال حملات اقتحام ودهم لعدد من المدن في الضفة الغربية، بينهم 16 فلسطينياً في سلواد. وقال محللون إن تصاعد التوترات قد يدفع المستوطنين الذين يتمتعون بنفوذ قوي في الحكومة الإسرائيلية اليمينية إلى حض صانعي السياسة على فرض المزيد من قيود السفر والتوظيف على الفلسطينيين. وستتفاقم التوترات إذا حدث هذا. وقال عوفير زالزبيرج من «مجموعة الأزمات الدولية» أمس «كلما شعر المستوطنون بأنهم معرضون لمثل هذه الهجمات الوحشية فإن زعماءهم الذين يتمتعون بالنفوذ سيزيدون ضغوطهم على الحكومة للتفريق في شكل أوضح بين الفلسطينيين والمستوطنين». وأضاف: «وإذا اتخذنا من الماضي مثالاً فإن مثل هذا التفريق، بخاصة تخصيص بعض الطرق في الضفة الغربية للمستوطنين وتحويل مرور الفلسطينيين إلى طرق ثانية متعرجة، فسيزيد هذا من تشدد الفلسطينيين». وتأججت موجة الهجمات التي دخلت شهرها الرابع بسبب عوامل بينها شعور الفلسطينيين بالإحباط بسبب انهيار محادثات السلام واستمرار البناء في المستوطنات اليهودية على أراض يطالب بها الفلسطينيون ضمن دولة لهم في المستقبل. وتأجج العنف أيضاً بسبب معارضة المسلمين لزيارات اليهود المتزايدة للحرم القدسي الشريف. وقتل 25 إسرائيلياً وأميركي في هجمات طعن ودهس وأخرى بالأسلحة منذ أن اندلع العنف في أول تشرين الأول (أكتوبر). واستشهد 148 فلسطينياً منذ اندلاع هذه الهبّة الفلسطينية في تشرين الأول، فيما قتل 25 اسرائيلياً. في غضون ذلك، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الاثنين ان تحقيقاً داخلياً كشف ان الهلال الأحمر الفلسطيني لم يرفض معالجة مصابين اسرائيليين اثنين من المستوطنين، قضيا متأثرين بجروحهما. وادعت مستوطنة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي ان مسعفي الهلال الأحمر رفضوا معالجة زوجها وابنها بعد مهاجمتهما قرب مستوطنة في جنوبالضفة الغربيةالمحتلة. وقتل الرجلان بعد إطلاق النار عليهما في 13 تشرين الثاني. وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية تناقلت القصة ما ادى الى اتهام للهلال الأحمر الفلسطيني بالفشل في البقاء على الحياد. ودعا سفير إسرائيل في الأممالمتحدة داني دانون الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى ادانة المنظمة في شكل علني. وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان ان رفض علاج مريض كان سيمثل «انتهاكاً خطيراً لمبادئنا الاساسية». وقتل الحاخام يعقوب ليتمان وابنه البالغ من العمر 18 سنة بالرصاص في سيارتهما قرب مستوطنة «عتنئيل». وإثر تحقيق في المسألة، خلصت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الى ان الفريق لم يتمكن من تقديم المساعدة للمستوطنين لانهما ماتا بالفعل. وأكد جاك دي مايو مدير فرع اسرائيل والاراضي الفلسطينية في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان ان «فريقاً طبياً للطوارئ من شخصين تابعاً للهلال الاحمر الفلسطيني، استجاب لنداء طارئ، وكان اول الواصلين الى المكان». وأضاف «لم يكن الناجون في حاجة الى مساعدة طبية طارئة، وللأسف لم يكن في إمكان فريق الهلال الأحمر فعل شيء لأولئك الذين أصيبوا بالرصاص وقتلوا». ووفق البيان، فإن فريق الهلال الأحمر غادر الموقع بعد وصول الخدمات الطبية الإسرائيلية الى هناك. واستشهد مساء الاثنين شاب فلسطيني وأصيب آخر إثر دهس مستوطن لهما بسيارته بالقرب من مدينة سلفيت، شمال رام الله. وذكرت مصادر ان المستوطن دهس شابين فلسطينيين كانا يستقلان دراجة نارية قرب حاجز شمرون شمال غربي نابلس، قرب مدينة قلقيلية. الاتحاد الأوروبي يسعى إلى موقف مشترك في شأن عملية السلام والاستيطان يسعى الاتحاد الأوروبي للتوصل الى قرار مشترك في شأن عملية السلام في الشرق الأوسط والاستيطان الاسرائيلي المفترض ان يعتمده وزراء خارجية دوله ال 28 من دون مناقشة، فيما اعلنت الرئاسة الفلسطينية انها تقوم بمساع عربية ودولية للتحضير لعقد مؤتمر دولي للسلام يفضي الى آلية لتنفيذ انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية. وصرح وزير الدولة الفرنسي للشؤون الاوروبية هارلم ديزيريه لدى وصوله الى الاجتماع الشهري لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسيل «ان بعض الدول عبرت عن رغبتها في اجراء تعديل (...) سنستمع الى حجج اليونان و(دول) اخرى». وأفاد ديبلوماسيان بأن اليونان خصوصاً تطالب ب «تخفيف» صياغة النسختين الأوليين للنص الذي نشرت صحيفة «هآرتس» مقتطفات منه خلال عطلة نهاية الاسبوع. واجتمع سفراء من الدول ال 28 ايضاً صباح الإثنين لمحاولة ايجاد تسوية، ومن المقرر عقد اجتماع جديد بعد الظهر. وذكر ديبلوماسيان آخران ان قبرص وهنغاريا وبلغاريا عبرت بدورها عن اعتراضات. وأشد الخلافات تتعلق بفقرة تشير الى نشر المفوضية الأوروبية في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 «مذكرة توضيحية» تسمح لدول الاتحاد الاوروبي بوضع ملصق المنشأ على البضائع المنتجة في المستوطنات الاسرائيلية كما هو منصوص عليه في التشريع الاوروبي منذ 2012. ورداً على هذا القرار الذي اعتبر معادياً لإسرائيل، قرر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو تعليق الاتصالات مع الاتحاد الاوروبي حول النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، في الوقت الذي تسعى فيه بروكسيل الى اعادة اطلاق عملية السلام عبر اللجنة الرباعية للشرق الاوسط التي تضم الى الاتحاد الاوروبي الولاياتالمتحدة والامم المتحدة وروسيا. وحول الجوهر يذكر النص بثوابت موقف الاتحاد الاوروبي المدافع عن حل الدولتين تعيشان جنباً الى جنب في سلام وآمان ضمن احترام حدود 1967، والذي يكرر معارضته للاستيطان. وقال ديزيريه «ان موقفنا الاساسي هو ان الوضع في المكان بالغ التوتر، خطر، في منطقة مضطربة للغاية اصلاً بسبب نزاعات عديدة خصوصاً النزاع في سورية والعراق واليمن، وتقدم (تنظيم) داعش بما في ذلك في مصر بجوار غزة». واستطرد «واليوم لا يوجد اي حل (للنزاع) يرتكز على مبدأ الدولتين»، مؤكداً «ان الاتحاد الاوروبي يدعو بإلحاح كل الاطراف، اسرائيل والسلطة الفلسطينية، الى استئناف طريق المفاوضات من اجل (التوصل) الى حل يرتكز على (مبدأ) الدولتين الى ذلك، ذكر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينه ان «القيادة الفلسطينية تقوم هذه الايام بتحرك فلسطيني عربي ودولي جدي لعقد مؤتمر دولي للسلام تنبثق منه آلية دولية جدية ملزمة لإسرائيل لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطينالمحتلة». وأوضح ان هدف الحراك في هذه المرحلة العمل من اجل «انهاء الاحتلال الإسرائيلي وخلق وقائع تجسد قيام دولة فلسطينية». وأضاف ان الرئيس محمود عباس حدد ملامح الحركة السياسية المقبلة والتي دعا فيها الى مؤتمر دولي ينتج منه آلية على غرار مجموعة 5+1 التي تفاوضت مع ايران حول الاتفاق النووي، مستنداً الى مبادرة السلام العربية. وحدد ابو ردينه ملامح هذا المؤتمر قائلاً ان المطلوب هو «مؤتمر دولي على اساس الشرعية الدولية والقرارات الدولية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية على حدود عام 1967 وحل كل القضايا العالقة وأولها وقف الاستيطان». وقال ان هذه الإستراتيجية تتضمن «انضمام فلسطين إلى المؤسسات والهيئات الدولية والذي لن يتوقف». وأوضح انه «تم التفاهم على الحركة السياسية في المرحلة المقبلة وأبلغنا الجامعة العربية ولجنة المتابعة والدول التي ابدت اهتماماً منها خصوصاً فرنسا. وهناك دعم عربي لهذا التحرك نحو مؤتمر دولي للسلام ومع عدد من الجهات الدولية الاخرى». والمفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية مجمدة منذ ان باءت بالفشل في نيسان (ابريل) 2014 مبادرة اطلقتها الإدارة الأميركية لتحقيق السلام بين الطرفين. من جانب آخر طالب ابو ردينة الإدارة الأميركية بالتحرك لإنهاء الجمود في عملية السلام. وقال «آن الأوان ان تلعب الإدارة الأمريكية دوراً فاعلاً لوقف حال عدم استقرار المنطقة والتوتر والعنف القائم».