قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، إن نتائج مؤتمر المعارضة السورية الذي عقد في الرياض يجب أن تُحترم، كونه جمع الأطياف الرئيسة للمعارضة، مطالباً المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بالاتفاق مع اللجنة العليا المنبثقة عن المؤتمر لهذا الغرض. وشدّد فابيوس خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره السعودي عادل الجبير في الرياض أمس، على أهمية وقف قصف المدنيين قبل أي مفاوضات مزمع عقدها، وقال: «يجب أن يتوقف القصف، هناك أعمال ليست شروطاً مسبقة ولكنها التزامات تفرضها الأممالمتحدة يجب أن تحترم، هناك مدن يجوع فيها الناس ويموتون جوعاً، هناك قصف على التجمعات المدنية، وهذا لا يساهم في إنجاح المفاوضات، يجب أن تحصل المفاوضات، ولكن يجب أن تُنظّم بشكل يسمح لها بالوصول إلى نتيجة». من جانبه، أكد الوزير الجبير أن المعارضة السورية تمثلها اللجنة العليا المنبثقة عن مؤتمر الرياض، وهي الجهة المعنية و «هم من يحددون من يمثلهم في المفاوضات، ولا يجوز لأي أحد أو أي طرف آخر أن يفرض على المعارضة السورية من يمثلها في المحادثات مع بشار الأسد». وأشار وزير الخارجية الفرنسي أثناء المؤتمر إلى وجود «بعض الأسئلة التي لا تزال تحتاج الى إجابات قبل بدء المفاوضات السورية، السؤال الأول هو من سيجلس إلى الطاولة؟ نعتقد أن مؤتمر الرياض قد جمع الأطياف الرئيسة من المعارضة السورية من المعتدلين ونتائجه التي كانت ناجحة يجب أن تُحترم، وبالتالي يجب أن يتفق دي ميستورا مع اللجنة العليا التي انبثقت عن مؤتمر الرياض لهذا الغرض. من جانب آخر، إذا حصلت مفاوضات فإن الحديث عن جوهر الموضوع تم تحديده في بيانات جنيف وفيينا وهو القرار 2254، فإذا بدأت المفاوضات وبعد ثلاثة أيام توقفت كما حصل في جنيف2 لن نتجه نحو السلام ولا الحل المنشود ونأمل بأن يؤخذ هذا في الاعتبار». وشدّد فابيوس على أن موقف فرنسا في شأن سورية ثابت، وقال: «نحن نتمنى سورية حرة، سلامة أراضيها مضمونة يعيش فيها كل السوريين أياً كان دينهم ومعتقدهم، إذا أردنا تحقيق الهدف المنشود يجب التوصل إلى حل سياسي، ومن هنا تأتي أهمية اجتماعات فيينا، والمفاوضات المزمع عقدها (في جنيف) في حال بدأت ونجحت، طبعاً يجب أن نتوصل إلى وقف عمليات القصف، أحياناً داعش يقصف المدنيين ونحن نستهدف داعش في التحالف ونشارك في العمليات في العراق وسورية، الروس تدخلوا وتعرفون ظروف هذا التدخل، ونحن نقول للروس وقلنا لهم منذ البداية إن تدخلهم يجب أن يستهدف داعش وليس المعارضة المعتدلة، وعندما نضع حصيلة بعمليات القصف ولا أحد يشكك في ذلك لأن هناك معلومات متوافرة، هناك بعض القصف الروسي على داعش، ولكن هناك عمليات قصف كثيرة جداً على المعارضة المعتدلة وضد المدنيين، وهذا عكس ما يجب أن يحصل». وفي سؤال عن احتمال فرض عقوبات أوروبية على إيران بسبب تجاربها الباليستية، أكد أن جانب الصواريخ لم يشمله الاتفاق النووي، وقال: «في ما يتعلق بالصواريخ، علينا أن نكون ساهرين لنتأكد من احترام هذا الاتفاق ومتيقظين لكل ما تفعله إيران، وقمنا بإدانة مساعي إيران وتجاربها للصواريخ الباليستية، وهذا أمر ممنوع في قرارات الأممالمتحدة، ولا يجب أن يكون هناك خلط، فالعقوبات المرتبطة بالصواريخ الباليستية لا علاقة لها بالاتفاق النووي، الأميركيون أعلنوا اتخاذ تدابير إضافية، وبالنسبة لأوروبا الاجتماع الأخير لمجلس الاتحاد الأوروبي (الإثنين الماضي) قرر إعادة النظر من جانب تقني بالنظام الأوروبي الذي ينطبق بالنسبة إلى تجارب الصواريخ الباليستية، علينا درس ما هي العقوبات التي يمكن أن نفرضها وما علاقتها بالعقوبات الأميركية، هل تستهدف الأطراف أو الأشخاص أنفسهم؟ ولكن إذا كان هناك أشياء ممنوعة ضمن قرارات الأممالمتحدة من الطبيعي أن تكون هناك عقوبات تفرض على إيران نتيجة لذلك».