أوضح المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة أن «قوات التحالف قامت بإسقاط 40 طناً من الأدوية الخاصة بالأطفال والمضادات الحيوية والمحاليل الطبية والمواد الغذائية الجافة على السكان في محافظة تعز اليمنية المحاصرة، لتصل إلى المنكوبين هناك، إذ تشير المعلومات إلى تردي الوضع الإنساني والافتقار إلى المواد الأساسية بها». وقال أمس (الأربعاء)، بحسب وكالة الأنباء السعودية: «إن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية استجاب لنداءات النساء والثكالى والأطفال المحاصرين في تعز، جراء الظروف التي يعانيها سكان هذه المحافظة وانعدام متطلبات الحياة الأساسية التي تكفل لهم العيش الكريم، وبعد تخطيط وتنسيق دقيق من الجهات المختصة في المملكة تم إيصال المساعدات الطبية والإغاثية إلى المحاصرين في المدينة، وبخاصة في الأحياء والمناطق الوعرة، وإنزال 40 طناً من المساعدات الطبية والإغاثية، من خلال الإسقاط الجوي، وصل معظمها إلى نقاط الإنزال المحددة بدقة». وكان البرلمان العربي دعا أمس إلى فك الحصار الخانق على المدنيين في مدينة تعز اليمنية، والعمل على إزالة العقبات أمام إدخال المساعدات الإنسانية في المناطق المتأثرة في اليمن، معبراً في بيان له في ختام أعمال جلسته السنوية الرابعة، عن رفضه الكامل لاستخدام معاناة المدنيين في اليمن واستغلالهم وسيلة في الصراع الدائر. وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته في إنهاء هذه الأساليب المرفوضة والمخالفة لكل القيم والشرائع والتي تعتبر من جرائم الحرب. إلى ذلك، كثف طيران التحالف العربي أمس غاراته على مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح في تعز ومأرب وامتدت الضربات إلى محافظات ذمار والحديدة وصعدة، بالتزامن مع التقدم المستمر للقوات المشتركة ل «المقاومة الشعبية» والجيش الموالي للحكومة الشرعية في مناطق مديرية نهم شمال شرقي صنعاء وجبال «هيلان» غربي مأرب. في غضون ذلك، عقد رئيس هيئة الأركان العامة للجيش اليمني اللواء الركن محمد المقدشي مؤتمراً صحافياً عقب لقاء جمعه مع محافظي ذمار وصنعاء والجوف وقائد المنطقة العسكرية الثالثة في سياق تنسيق الجهود العسكرية والإدارية لتحرير هذه المحافظات من قبضة الحوثيين. وأكد المقدشي أن «الجيش الوطني سيدخل صنعاء قريباً». وقال إن «اليمن تعرض لغزو بربري فارسي نفذته أيد يمنية»، في إشارة إلى الحوثيين وقوات صالح، كما كشف عن أن الجيش السابق «تعرض لخيانة كبيرة من قبل الرئيس السابق وحلفائه». وأضاف أنه بدأ العمل على تأسيس جيش وطني جديد منذ منتصف العام الماضي على أسس وطنية وبعيداً من الفساد. (راجع ص 2) وأبدى مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ بعد لقائه الثلثاء في صنعاء وفد الحوثيين وحزب صالح، تفاؤلاً بانعقاد جولة جديدة من المحادثات بين المتمردين والحكومة الشرعية. وقال على صفحته على «فايسبوك»: «التقيت في العاصمة اليمنية صنعاء بوفدي أنصار الله (الحوثيين) والمؤتمر الشعبي العام وناقشنا التحضيرات لجولة جديدة من المحادثات في ظل استجابة كبيرة للحل السياسي وليس سواه». وأفادت مصادر المقاومة أمس بأن طيران التحالف استهدف مواقع الحوثيين في جبال «هيلان» في مديرية صرواح غرب مأرب، كما ضرب مواقعهم في مديرية نهم شمال شرق صنعاء في وقت اشتدت المعارك في منطقتي «جبل الحجر» وجبل «يام» بعد سيطرة المقاومة على جبل «وترين» وجبلي «صلب» و «قرود» الاستراتيجيين وعلى عدد من القرى على بعد نحو 50 كلم شمال شرق صنعاء. كما شنت مقاتلات التحالف غارات على مواقع للمتمردين في مديرية «آنس» التابعة لمحافظة ذمار، واستهدفت مواقعهم في جبهتي «الضباب» و «المسراخ» في تعز، ودمرت تحصيناتهم في المجمع الحكومي في مديرية حيفان وفي مناطق متفرقة شرق مديرية الراهدة جنوب شرقي تعز، وسط أنباء عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم. على صعيد منفصل، قُتل شرطيا مرور في مدينة عدن التي تشهد سلسلة اغتيالات شبه يومية، وقال شهود إن مسلحين مجهولين كانا يستقلان دراجة نارية أطلقا النار على الشرطيين أثناء أداء عملهما في منطقة «الشيخ عثمان» وسط المدينة، وفر المهاجمان. وفي محافظة أبين المجاورة، أكد شهود أن مسلحي «القاعدة» نشروا نقاط تفتيش على الطريق بين عدن وأبين، لتفتيش السيارات وحقائب المسافرين. وكشفت مصادر ل «الحياة» أن غارات التحالف استهدفت مواقع المقهاية والتبة الحمراء ومزارع الميهال ومصنع المعدن بجوار السجن المركزي في مدينة تعز وريفها، كما قصفت المقاتلات تجمعات للحوثيين وقوات صالح داخل المجمع الحكومي بمديرية حيفان، وأدى القصف إلى تدمير آليات مسلحة. وأفاد مصدر عسكري «الحياة»، بأن المقاتلات قصفت مواقع للجماعة المسلحة في جبهة الضباب ومناطق المسراخ فجر أمس. وذكر مصدر طبي أن طفلاً قتل وأصيب ثلاثة مدنيين بسقوط صاروخ «كاتيوشا» أطلقه الحوثيون وقوات صالح على قرية حنا بمديرية الوزاعية غربي تعز. وقال شهود إن اثنين من رجال المقاومة قُتلوا نتيجة القصف المدفعي والصاروخي الذي استهدف مواقعهم في المنطقة. إلى ذلك، ردّت القوات السعودية على قذائف أطلقها الحوثيون باتجاه بلدة الخشل السعودية الحدودية مع اليمن ولم تتسبب بأي أضرار، وتمكّن القناصة من قتل أكثر من 10 مسلحين أثناء محاولاتهم التسلل إلى الحدود السعودية. واستهدفت طائرات التحالف تجمعات للحوثيين في حجة وصعدة، فيما لاحقت طائرات «الأباتشي» مسلحين في حدود حرض، وصد أفراد الجيش واللجان الشعبية أمس محاولة تسلل للحوثيين باتجاه ميدي أدت إلى مقتل وجرح أكثر من 14 مسلحاً من الحوثيين وقوات صالح فيما فر المتبقون باتجاه منطقة عبس.