كثف طيران التحالف العربي أمس غاراته على مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح في تعز ومأرب وامتدت الضربات إلى محافظات ذمار والحديدة وصعدة، بالتزامن مع التقدم المستمر للقوات المشتركة ل «المقاومة الشعبية» والجيش الموالي للحكومة الشرعية في مناطق مديرية نهم شمال شرقي صنعاء وجبال «هيلان» غربي مأرب. في غضون ذلك، عقد رئيس هيئة الأركان العامة للجيش اليمني اللواء الركن محمد المقدشي مؤتمراً صحافياً عقب لقاء جمعه مع محافظي ذمار وصنعاء والجوف وقائد المنطقة العسكرية الثالثة في سياق تنسيق الجهود العسكرية والإدارية لتحرير هذه المحافظات من قبضة الحوثيين. وأكد المقدشي أن «الجيش الوطني سيدخل صنعاء قريباً». وقال إن «اليمن تعرض لغزو بربري فارسي نفذته أيد يمنية»، في إشارة إلى الحوثيين وقوات صالح، كما كشف عن أن الجيش السابق «تعرض لخيانة كبيرة من قبل الرئيس السابق وحلفائه». وأضاف أنه بدأ العمل على تأسيس جيش وطني جديد منذ منتصف العام الماضي على أسس وطنية وبعيداً من الفساد. (للمزيد) إلى ذلك، أبدى مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ بعد لقائه الثلثاء في صنعاء وفد الحوثيين وحزب صالح، تفاؤلاً بانعقاد جولة جديدة من المحادثات بين المتمردين والحكومة الشرعية. وقال على صفحته على «فايسبوك»: «التقيت في العاصمة اليمنية صنعاء بوفدي أنصار الله (الحوثيين) والمؤتمر الشعبي العام وناقشنا التحضيرات لجولة جديدة من المحادثات في ظل استجابة كبيرة للحل السياسي وليس سواه». وأفادت مصادر المقاومة أمس بأن طيران التحالف استهدف مواقع الحوثيين في جبال «هيلان» في مديرية صرواح غرب مأرب، كما ضرب مواقعهم في مديرية نهم شمال شرق صنعاء في وقت اشتدت المعارك في منطقتي «جبل الحجر» وجبل «يام» بعد سيطرة المقاومة على جبل «وترين» وجبلي «صلب» و «قرود» الاستراتيجيين وعلى عدد من القرى على بعد نحو 50 كلم شمال شرق صنعاء. كما شنت مقاتلات التحالف غارات على مواقع للمتمردين في مديرية «آنس» التابعة لمحافظة ذمار، واستهدفت مواقعهم في جبهتي «الضباب» و «المسراخ» في تعز، ودمرت تحصيناتهم في المجمع الحكومي في مديرية حيفان وفي مناطق متفرقة شرق مديرية الراهدة جنوب شرقي تعز، وسط أنباء عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم. على صعيد منفصل، قُتل شرطيا مرور في مدينة عدن التي تشهد سلسلة اغتيالات شبه يومية، وقال شهود إن مسلحين مجهولين كانا يستقلان دراجة نارية أطلقا النار على الشرطيين أثناء أداء عملهما في منطقة «الشيخ عثمان» وسط المدينة، وفر المهاجمان. وفي محافظة أبين المجاورة، أكد شهود أن مسلحي «القاعدة» نشروا نقاط تفتيش على الطريق بين عدن وأبين، لتفتيش السيارات وحقائب المسافرين. وكشفت مصادر ل «الحياة» أن غارات التحالف استهدفت مواقع المقهاية والتبة الحمراء ومزارع الميهال ومصنع المعدن بجوار السجن المركزي في مدينة تعز وريفها، كما قصفت المقاتلات تجمعات للحوثيين وقوات صالح داخل المجمع الحكومي بمديرية حيفان، وأدى القصف إلى تدمير آليات مسلحة. وأفاد مصدر عسكري «الحياة»، بأن المقاتلات قصفت مواقع للجماعة المسلحة في جبهة الضباب ومناطق المسراخ فجر أمس. وذكر مصدر طبي أن طفلاً قتل وأصيب ثلاثة مدنيين بسقوط صاروخ «كاتيوشا» أطلقه الحوثيون وقوات صالح على قرية حنا بمديرية الوزاعية غربي تعز. وقال شهود إن اثنين من رجال المقاومة قُتلوا نتيجة القصف المدفعي والصاروخي الذي استهدف مواقعهم في المنطقة. إلى ذلك، ردّت القوات السعودية على قذائف أطلقها الحوثيون باتجاه بلدة الخشل السعودية الحدودية مع اليمن ولم تتسبب بأي أضرار، وتمكّن القناصة من قتل أكثر من 10 مسلحين أثناء محاولاتهم التسلل إلى الحدود السعودية. واستهدفت طائرات التحالف تجمعات للحوثيين في حجة وصعدة، فيما لاحقت طائرات «الأباتشي» مسلحين في حدود حرض، وصد أفراد الجيش واللجان الشعبية أمس محاولة تسلل للحوثيين باتجاه ميدي أدت إلى مقتل وجرح أكثر من 14 مسلحاً من الحوثيين وقوات صالح فيما فر المتبقون باتجاه منطقة عبس.