تفقد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو منشآت وقوات عسكرية في شبه جزيرة القرم أمس، بعد ساعات على استكمال قوات بلاده سيطرتها على كل القواعد الأوكرانية في شبه الجزيرة، واعلان نائب رئيس وزراء القرم، رستم تميرغالييف، ان جميع العسكريين الأوكرانيين انضموا الى القوات الروسية، أو غادروا المنطقة. والتقى شويغو، اول مسؤول روسي بارز يتوجه الى شبه الجزيرة منذ انضمامها الى روسيا الأسبوع الماضي، ضباطاً أوكرانيين أعلنوا ولاءهم لروسيا، وأكد لهم انهم سيحصلون على كل الفوائد الاجتماعية على غرار الجنود الروس، وسيخدمون في كل مناطق البلاد. وطالب شويغو المسؤولين العسكريين الروسيين في القرم بجمع وإحصاء كل الأسلحة المتوافرة في الثكنات الأوكرانية. جاء ذلك بعد ساعات على اقتحام قوات روسية قاعدة عسكرية اوكرانية في فيودوسيا (شرق)، ما ادى بحسب وزارة الدفاع الاوكرانية الى جرح جنود في البحرية الأوكرانية، وأسر بين 60 و80 منهم. ونفِذت العملية بدعم من آليات مدرعة خفيفة ومروحيات، وشهدت اطلاق نار من اسلحة رشاشة، قبل ان تغادر شاحنات نقلت الجنود الاوكرانيين موثوقي الايدي القاعدة بعد بساعتين. وافادت الوزارة في بيان: بأن «قائد الكتيبة ديميترو دلياتنتسكي ونائبه روستيسلاف لومتيف ألقيا ارضا وتعرضا للركل في الوجه، ثم نقلتهما مروحية الى وجهة غير محددة». وتابع البيان: «لم يسمح العسكريون الروس بنقل الجرحى الأوكرانيين الى المستشفى، فيما اشترطوا رحيل الضباط الاوكرانيين من القرم لإطلاق العسكريين الأسرى». ولاحقاً، اعلن الرئيس الأوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف ان كييف قررت سحب قواتها من القرم، وقال خلال اجتماع مع رؤساء الكتل النيابية: «تلقت الحكومة تعليمات بتأمين مساكن لعائلات الجنود وأي شخص اجبر على ترك منزله بسبب الضغط والعدوان الذي يمارسه الجيش الروسي المحتل». وزاد: «رغم الخسائر الفادحة، نفذ الجنود الأوكرانيين في كييف واجباتهم. المهم انهم منحوا القوات العسكرية الوقت لتحضير دفاعاتها ووضع الجيش في حال تأهب للقتال، وبدء تعبئة عسكرية محدودة»، علماً ان مسؤولين اوكرانيين حذروا أول من امس من ان الهجوم الروسي على المناطق الناطقة بالروسية جنوب اوكرانيا بات وشيكاً. وكان لافتاً عدم تناول وسائل الإعلام الروسية الهجوم اقتحام القاعدة الأوكرانية في فيودوسيا. وتحدثت قناة «روسيا 1» العامة عن انقطاع التيار الكهربائي في القرم وتظاهرات موالية للروس شرق اوكرانيا. كما لم تورد وكالتا «ريا نوفوستي» و«ايتار تاس» الخبر، بينما بثت وكالة «انترفاكس» الخاصة برقية على نشرتها الخاصة «انترفاكس – اوكرانيا»، وليس على نشرتها العامة في روسيا. وتحدثت وسائل اعلام خاصة عن الهجوم، لكن استناداً الى مصادر اوكرانية. وكانت شركة «كريمنيرجو» التي تزود القرم بالكهرباء قالت في بيان إنها «قطعت الكهرباء جزئياً بعد تعرض خط تديره شركة الكهرباء الوطنية الأوكرانية الى عطل فني». وأضافت ان «العطل ألحق أضراراً بخط محلي للكهرباء في القرم، ما حتم قطع الكهرباء لتنفيذ إصلاحات والحيلولة دون وقوع أضرار آخرى بالشبكة». وهددت كييف الأربعاء الماضي سلطات القرم باتخاذ «اجراءات ملائمة ذات طبيعة فنية وتكنولوجية، إذا لم تنته الإستفزازات ضد القوات الأوكرانية في المنطقة»، علماً ان القرم تحصل على معظم الكهرباء والماء والغذاء من اراضي اوكرانيا. خطوات «ايجابية» ورغم استمرار التوتر، نقلت وسائل إعلام روسية عن النائب الأوكراني سيرغي كيفالوف الذي يرأس لجنة نيابية معنية بتطوير العلاقات مع موسكو في البرلمان الأوكراني «الرادا» قوله خلال لقائه رئيس مجلس النواب الروسي سيرغي ناريشكين إن قسماً كبيراً من زملائه «لا يزال مهتماً بالحفاظ على العلاقات الكاملة مع روسيا». وركّز اللقاء بين ناريشكين وكيفالوف على تعزيز العلاقات بين برلماني البلدين، اضافة إلى مجموعة قضايا تتعلق بالتعاون الإنساني. وفيما صرح الناطق باسم الحكومة شتيفن زايبرت بأن «ترحيب روسيا بنشر بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوروبية في أوكرانيا هو المؤشر المشجع الوحيد الذي نتج من مكالمة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل»، طالب القائد السابق للجيش البريطاني بين عامي 2006 و2008 الجنرال ريتشارد دانات، بنشر قوات اضافية من جيش بلاده في المانيا لتوجيه رسالة إلى الرئيس الروسي بوتين، رداً على تدخل بلاده في أوكرانيا وضمها القرم. وكتب الجنرال دانات في صحيفة «ديلي تليغراف»: «يتعين ان تصدر بريطانيا بياناً عسكرياً موجها إلى روسيا عبر ابقاء 3 آلاف جندي في المانيا»، محذراً الغرب من «عدم اظهار الضعف في مواجهة استفزازات روسيا». وزاد أن «الاستيلاء على شبه جزيرة القرم تناسب مع أجندة الرئيس بوتين وطموحاته، وسيثبت الوقت وحده إذا كانت هذه الطموحات ستمتد إلى شرق أوكرانيا». واعتبر أن سياسة الديبلوماسية والعقوبات «قد تكون استجابة صحيحة للرئيس الروسي حالياً، لكنها ستحتاج الى المضي أبعد من ذلك لتحديد طرق الرد على أفعاله».