حضّت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون هي، حلفاء بلادها على فرض «عقوبات تأديبية» إضافية على بيونغيانغ، فيما طالب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، علماءه بتفجير «قنبلة هيدروجينية أكثر قوة». وأطلق جنود كوريون جنوبيون عيارات تحذيرية على ما اشتبهوا بأنها طائرة من دون طيار كورية شمالية عبرت الحدود بين البلدين. وقال ناطق باسم وزارة الدفاع في سيول، أن الطائرة دخلت الأجواء الكورية الجنوبية بعمق «عشرات الأمتار»، مشيراً الى أن الحادث وقع قرب مركز عسكري للمراقبة يبعد نحو 50 كيلومتراً شمال سيول. وأضاف أن الطائرة عادت بعد ذلك في اتجاه كوريا الشمالية. واعتبرت بارك أن التجربة النووية التي نفذتها بيونغيانغ قبل أسبوع، تشكّل استفزازاً و «تحدياً غير مقبول» للأمن والسلام الدوليين. وشدّدت على ضرورة أن «يتخذ المجتمع الدولي تدابير مختلفة عن السابق إزاء كوريا الشمالية». وتابعت خلال مؤتمر صحافي سنوي، أن سيول تعمل بالتنسيق مع الأممالمتحدة، ليتّخذ مجلس الأمن قراراً «أكثر حزماً» إزاء بيونغيانغ، لافتة الى أنها تريد أن تناقش مع الولاياتالمتحدة وحلفائها فرض «عقوبات تأديبية» إضافية على الدولة الستالينية. وحذّرت بارك من أن «استفزازاً آخر من كوريا الشمالية يمكن أن يحصل في أي وقت»، وندّدت بموقفها «المخادع وغير المسؤول». وحضّت بكين التي تقدّم دعماً اقتصادياً حيوياً لبيونغيانغ، على كبح حليفتها، إذ قالت: «تعلم الصين أن أقوالها الحازمة يجب ترجمتها الى أفعال، وإلا لن نستطيع الحؤول دون تنفيذ تجربة نووية خامسة وحتى سادسة». وكان مجلس النواب الأميركي صوّت بالإجماع تقريباً لتشديد العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية. في المقابل، اعتبر كيم جونغ أون أن التهديدات بفرض عقوبات على بلاده وبتعزيز الانتشار العسكري الأميركي في كوريا الجنوبية، هي بمثابة «غيوم داكنة تنذر بحرب نووية». كيم الذي كان يتحدث أثناء منح جوائز لعلماء نوويين، حضّهم على تطوير قوة نووية «قادرة في أي وقت على توجيه ضربات نووية ضد الإمبرياليين بقيادة الولاياتالمتحدة، إذا اعتدوا على سيادة كوريا الشمالية وقاموا بتهديدات استفزازية». وأفادت وكالة الأنباء الكورية الرسمية، بأن كيم «حدّد الواجبات المهمة التي يجب أداؤها لتعزيز القوة النووية»، وطالب «بتفجير قنبلة هيدروجينية أكثر قوة». وكانت كوريا الشمالية نشرت السبت الماضي، تسجيل فيديو أعلنت أنه يوثّق تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ باليستي من غواصة، بعد ثلاثة أيام على إعلانها تفجير قنبلة هيدروجينية. لكن خبراء خلصوا الى أن التجربة كانت فاشلة، إذ رجّحت كاثرين ديل، وهي باحثة في «مركز جيمس مارتن للدراسات» حول منع الانتشار النووي (مقره كاليفورنيا)، إطلاق الصاروخ بنجاح، مستدركة: «نعتقد أن خطأ كارثياً حصل عند اشتعال محرّكه». وأضافت أن النظام الكوري الشمالي «تلاعب بالصور لإخفاء هذه النتيجة، لكنّ هناك مشهداً يتضمن صورتين زائدتين. الصاروخ انفجر كما يبدو». الى ذلك، سحب منظمو «المنتدى الاقتصادي العالمي» في دافوس، دعوة وُجهت الى وزير الخارجية الكوري الشمالي ري سو يونغ، للمشاركة في اجتماعاته المرتقبة بين 20 و23 الشهر الجاري، وكانت ستكون الأولى لوفد من الدولة الستالينية منذ العام 1998. وبرّر المنظمون قرارهم بالتجربة النووية التي نفّذتها بيونغيانغ أخيراً.