حلّقت قاذفة أميركية من طراز «بي-52» على ارتفاع منخفض فوق كوريا الجنوبية أمس، في عرض للقوة بعد تجربة نووية نفذتها بيونغيانغ الأسبوع الماضي، اعتبر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أنها منعت «حرباً ذرية» بين بلاده والولاياتالمتحدة. وعلى رغم تشكيك خبراء في إعلان الدولة الستالينية تنفيذ اختبار لقنبلة هيدروجينية، أثار الأمر استهجاناً دولياً، فيما استأنفت سيول حرباً دعائية على الحدود بين الكوريتين. وتوعد مجلس الأمن بتشديد العقوبات المفروضة على بيونغيانغ، إثر تجارب نووية سابقة (2006 و2009 و2013)، علماً أن قرارات المجلس تحظر عليها تطوير برنامج ذري أو باليستي. وأعلن الجيش الأميركي أن مقاتلتين، إحداهما أميركية والأخرى كورية جنوبية، انضمتا إلى قاذفة «بي-52 ستراتوفورتريس» المتمركزة في غوام والقادرة على حمل أسلحة نووية، في طلعة على ارتفاع منخفض فوق قاعدة «أوسان» الجوية التي تبعد نحو 100 كيلومتر من الحدود مع الشمال، قبل عودة القاذفة إلى قاعدة «أندرسن» الجوية في جزيرة غوام في المحيط الهادئ. وأشار الجيش الأميركي إلى أن هذه الطلعة شكّلت «رداً على العمل الاستفزازي الأخير لكوريا الشمالية». والمرة الأخيرة التي أعلن فيها الجيش الأميركي تحليق قاذفة من هذا الطراز فوق كوريا الجنوبية، تعود إلى عام 2013 بعد تنفيذ كوريا الشمالية تجربتها النووية الثالثة. وقال الجنرال ترنس جاي اوشوغنسي، مساعد قائد القوات الأميركية في كوريا الجنوبية، إن لواشنطن «إرادة من حديد في التزامها الدفاع عن كوريا الجنوبية وحفظ الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، وتأمين ردع شامل تقدمه قواتنا التقليدية ومظلتنا النووية». وأضاف: «مهمات القاذفة بي-52 تعزّز التزام الولاياتالمتحدة ضمان أمن حلفائنا وشركائنا. القوات الجوية الأميركية والكورية الجنوبية تعمل معاً في شكل وثيق يومياً، وإننا مستعدون لمواجهة أي خطر يهدد تحالفنا». وأفادت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء بأن الولاياتالمتحدة تدرس نشر حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية، قبالة سواحل شبه الجزيرة الكورية الشهر المقبل، لتنضم إلى مناورات بحرية أميركية - كورية جنوبية. في المقابل، أكد كيم جونغ أون أن بيونغيانغ اختبرت «قنبلة هيدروجينية»، مشدداً على أن الأمر هو «إجراء للدفاع عن النفس، من أجل حماية فاعلة للسلام في شبه الجزيرة الكورية، والأمن الإقليمي من خطر اندلاع حرب نووية يتسبّب بها الإمبرياليون بقيادة الولاياتالمتحدة». كيم الذي أدلى بتصريحاته خلال زيارة للقوات المسلحة الكورية الشمالية، من اجل تهنئتها ب «نجاح» التجربة النووية، تحدث عن «حق مشروع لدولة ذات سيادة، وعمل صائب لا يمكن لأحد انتقاده». وأشار إلى أهمية توقيت التجربة، وإلى تنفيذها في سنة تنظيم مؤتمر لحزب العمال الشيوعي الحاكم في الدولة الستالينية، معتبراً أنه «سيكون نقطة تحوّل تاريخية في استكمال قضية غوتشي الثورية». و «غوتشي» هي أيديولوجية كوريا الشمالية، وتجمع بين الماركسية والوطنية المتطرفة، وضعها مؤسس الدولة الستالينية كيم إيل سونغ، جدّ كيم جونغ أون.