أعلنت كوريا الشمالية أمس، أنها أجرت أول تجربة ناجحة لقنبلة هيدروجينية أدت الى هزات في مدن صينية حدودية هي يانجي وهونشون وشانغباي في اقليم جيلين، حيث أجلي سكان وظهرت تشققات في مبانٍ. ورجح المكتب الصيني لرصد الزلازل كون الهزات «انفجاراً»، فيما كان المعهد الأميركي للجيولوجيا أكد في مرحلة اولى أن «زلزالاً بقوة 5.1 درجة على مقياس ريختر وقع قرب مركز للتجارب النووية في منطقة كيلجو الكوريية الشمالية» حيث أجرت كوريا الشمالية تجارب نووية سابقة، مبدياً خشيته من تنفيذ بيونغيانغ تجربة نووية جديدة، بعد ثلاث تجارب سابقة اعوام 2006 و2009 و2013 حتمت فرض عقوبات دولية عليها. وفي فيينا، أكدت المنظمة المسؤولة عن الحظر التام للتجارب النووية التي تنشر مئات من محطات المراقبة لرصد النشاطات الزلزالية غير العادية او الانبعاثات الاشعاعية التي تشير الى تجربة نووية، انها رصدت نشاطاً زلزالياً «غير عادي» في كوريا الشمالية. وفيما أعلن التلفزيون الكوري الشمالي الرسمي «نجاح تفجير قنبلتنا الهيدروجينية التاريخية الصغيرة الحجم والتي طورتها يدنا العاملة، ما يجعلنا ننضم الى صفوف الدول النووية المتقدمة»، اعتبر خبراء ان النشاط الزلزالي للتجربة «يوازي تفجير قنبلة أقل قوة من قنبلة هيدروجينية التي تتسبب في انفجار أقوى بكثير من الانفجار الناجم عن الانشطار الذي يولده اليورانيوم والبلوتونيوم فقط». ورأى المحلل في مؤسسة «راند كوربوريشن» للبحوث بروس بينيت ان السلاح الذي أختبر «في حجم القنبلة الأميركية التي انفجرت في هيروشيما، لكن ليس قنبلة هيدروجينية كانت ستؤدي الى انفجار أقوى بعشر مرات». ويتفق الخبراء على ان بيونغيانغ ما زالت بعيدة جداً من امكان انتاج قنبلة نووية هيدروجينية، لكنهم منقسمون في شأن قدرتها على صنع أسلحة ذرية صغيرة، وهي مرحلة اساسية في انتاج الرؤوس النووية. وعرض التلفزيون صوراً ثابتة للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون يوقع أمراً قالت انه صدر الأحد في الثالث من كانون الثاني (يناير) بإجراء التجربة، مشيرة الى انه دعا الى بدء سنة 2016 على «الوقع العظيم لأول تفجير لقنبلة هيدروجينية». وكان كيم جونغ اون الذي خلف والده بعد وفاته في 19 كانون الأول (ديسمبر) 2011، لمّح خلال تفقده موقعاً عسكرياً اخيراً الى ان بلاده صنعت قنبلة هيدروجينية. لكن واشنطن شككت في صحة تصريحاته. وبعد إعلان التجربة، نددت الولاياتالمتحدة بشدة ب «استفزازات» كوريا الشمالية، من دون ان تؤكد اختبار الدولة الشيوعية قنبلة هيدروجينية. وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي نيد برايس: «نراقب الوضع ونواصل تقويمه بتنسيق وثيق مع شركائنا الإقليميين». وأضاف: «أوضحنا دائماً اننا لن نقبل بأن تصبح كوريا الشمالية دولة نووية. سنواصل حماية حلفائنا في المنطقة والدفاع عنهم بما في ذلك الجنوب، وسنرد في شكل مناسب على كل استفزازات كوريا الشمالية». وكانت أولى الادانات جاءت من كوريا الجنوبية المجاورة واليابان، حليفتي الولاياتالمتحدة. واعتبرت سيول ان التجربة «تحدٍ خطير» للسلام العالمي، مؤكدة انها ستتخذ كل «الإجراءات الضرورية» لمعاقبة بيونغيانغ وبينها قرارات مُحتملة للأمم المتحدة. اما طوكيو فقالت ان التجربة «تشكل تحدياً جدياً لنا، وخطراً للجهود التي يبذلها العالم من اجل الحد من الانتشار النووي». وأعلنت بكين، حليفة بيونغيانغ، انها «تعترض بحزم» على التجربة التي تجاهلت معارضة المجتمع الدولي». وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية هويا شونيينغ في مؤتمر صحافي: «نحض بقوة جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية على احترام التزامها نزع السلاح النووي، ووقف اي عمل يزيد الوضع سوءاً». وأفادت وزارة الخارجية الروسية بأن «التجربة ستكون خطوة جديدة من بيونغيانغ على طريق تطوير أسلحة نووية، وتشكل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن». وأكدت الناطقة باسمها ماريا زاخاروفا ان «هذه التصرفات تفاقم الوضع في شبه الجزيرة الكورية، وهو وضع مهيأ جداً لمواجهات عسكرية وسياسية». وصرحت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني بأن «التجربة تهدد أمن كل منطقة جنوب شرقي آسيا»، داعية بيونغيانغ الى استئناف حوار «يتسم بالصدقية» مع الأسرة الدولية «ووقف سلوكها غير القانوني والخطير». واعتبرت فرنسا التجربة «انتهاكاً» للقرارات الدولية، ودعت الى «رد قوي من الأسرة الدولية». ووصف وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بعد لقائه نظيريه الصيني يانغ جيشي في بكين، التجربة بأنها «استفزاز» و «انتهاك خطير» لقرارات الأممالمتحدة. وقال: «نتشارك مع الصين التصميم ذاته على تحقيق الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، وإمكان تشديد العقوبات على كوريا الشمالية، وسنعمل مع باقي اعضاء مجلس الأمن لتوجيه رد دولي صارم». وأجرى هاموند أيضاً محادثات مع نظيريه الياباني والكوري الجنوبي. وأسفت ألمانيا لإجراء التجربة التي تشكل «تهديداً جدياً للسلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية». ودعا الناطق باسم وزارة خارجيتها مارتن شافر الى عودة بيونغيانغ «سريعاً» الى طاولة المفاوضات حول ملفها النووي. واعتبر الأمين العام للحلف الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ ان تجربة بيونغيانغ قنبلة هيدروجينية «تعرض الأمن الاقليمي والدولي لخطر». وقال في بيان: «ادين التطوير المستمر لأسلحة نووية وبرامج صواريخ باليستية تنفذها كوريا الشمالية، وكذلك لهجتها النارية والتهديدية». كما نددت استراليا «بأشد العبارات» التجربة التي «تؤكد وضع كوريا الشمالية كدولة مارقة».