حزم مستخدمو برامج المراسلات الفورية أمتعتهم نحو وجهة جديدة: «تليغرام»، التي استقر فيها أكثر من 5 ملايين مستخدم منذ بدء انطلاق التطبيق في 2013، ولا يزال التطبيق يحقق معدلات انتشار عالية حتى اللحظة، بمعدل 100 مستخدم جديد كل ثانية بحسب الحساب الرسمي الخاص ل«التليغرام» على «تويتر»، في توجس عال نحو إزاحة التطبيق المبتدئ ل«المنافس» الأكثر شراسة «واتسآب» من عرش تطبيقات المراسلة الفورية، إلا أن مؤسسه بافل دوروف في تغريدة له على «تويتر» يقول أمس الأول: «تأكدت أن حركة التلغرام في السعودية بطيئة والسبب غير معروف». وأصبحت قنوات «تليغرام» تملأ مواقع التواصل وعناوين المشاهير الذين اتخذوا لهم مسكناً آمناً في البرنامج الذي يتيح الكثير من المميزات، التي لا تتوافر في غيره من البرامج. كما أسست القنوات الإخبارية وبعض الصحف وبعض الشركات والمؤسسات والأنشطة الموقتة حسابات خاصة بها، وذلك بعد نصائح بعض أمناء المعلومات الذين أشادوا بالتطبيق ومميزاته من جانب تفوق الأمان فيه والخصوصية. وتتعدد أسباب هجرة المستخدمين بين شهادات المبرمجين بمستوى الأمان العالي الذي يحققه «تليغرام» وتخوف ملايين المستخدمين من اتجار «واتسآب» ببياناتهم الشخصية، بعد أن اشتراه الموقع الشهير «فيسبوك»، على رغم التأكيدات التي صدرت من مؤسس الموقع مارك زوكربرج، حول عدم نيته تغيير سياسة عمل التطبيق. ويتميز «تليغرام» بأنه سريع وآمن وقوي، وتخضع رسائله إلى تشفير عال، ويمكّن إنشاء مجموعات للدردشة في حدود 200 فرد للمجموعة الواحدة، ولديه خاصية إرسال فيديو في حدود 1 غيغا. كما يمكن دخول الحساب من أي جهاز من طريق خدمات «الآي كلاوود»، وبهذا الأداء سيشكل منافساً قوياً، ويسعى من طريق مستخدميه لإزاحة «واتسآب» من عرشه. وحقق برنامج «تليغرام» أخيراً بعض الأرقام المهمة على موقع التطبيقات «آبل ستور»، واحتل الصدارة في 46 دولة منها ألمانيا، والإكوادور، والولايات المتحدة الأميركية. ويبدو أن كونه مفتوح المصدر أعطاه قدراً من الثقة، فيمكن الاطلاع على البروتوكول الخاص به، وهو بروتوكول جديد أنشئ من الصفر، متحاشياً قدر الإمكان الثغرات الأمنية التي لا تخلو منها برامج المراسلات الأخرى. ومن مميزات «تليغرام» تشفير الرسائل المتبادلة من المستخدمين وتدمير نفسها ذاتياً، حتى لا تنكشف لطرف ثالث أو رابع. إلا أن روع مستخدمي «واتسآب» هدأ، إثر التحديثات الجديدة التي طرأت أخيراً في معرفة المرسل إن كان المستلم قرأ رسالته أم لا، وبعد تداول ميزة معرفة مسمى الشخص الذي تتحدث معه في حال فتحه على المحادثة، وبعد لحظات من تداول الخبر أثبت أنه مجرد إشاعة، ولكن التخوف من البرنامج ما زال قائماً مع كلّ تحديث يطرأ. وأطلق تطبيق «تليغرام» ميزة تعتبر نقلة نوعية في عالم المراسلات الفورية من خلال سماحه بإنشاء قنوات خاصة تبث أخباراً وتحديثات عبر مقاطع فيديو لمتابعيها على مدار الساعة، وهو ما يعد تحولاً كبيراً في بيئة برامج التواصل. كما يعد فرصة كبيرة للقنوات والمواقع الإخبارية للوصول إلى المستخدمين بشكل مباشر وبشكل مبسط.