تكشف السلطات الألمانية اليوم (الاثنين)، عن التقرير الأول المعمّق للتحقيق حول أعمال العنف التي جرت في كولونيا وقدّمت في شأنها أكثر من 500 شكوى، في وقت أضعفت هذه الأحداث موقف المستشارة أنغيلا مركل في مسألة اللاجئين. وينظّم الفرع المحلي لحركة «الوطنيين الأوروبيين ضد أسلمة الغرب» (بيغيدا) المعادية للإسلام في المساء، تظاهرة ضد اللاجئين وضد مركل في مدينة لايبزيغ (شرق)، بعد تجمع جرى في كولونيا في نهاية الأسبوع الماضي، وتخلّلته صدامات مع الشرطة. وسيستمع برلمان مقاطعة شمال الراين فيستفاليا الى الوزير المشرف على الشؤون الداخلية في المقاطعة، رالف ييغر، إذ وعد بعرض شامل لما توصّل إليه التحقيق حول موجة الاعتداءات التي وقعت في ليلة رأس السنة، واستهدفت في صورة خاصة نساء. وستكون جلسة الاستماع الأولى من نوعها في هذه القضية، إذ اتسم موقف شرطة كولونيا منذ أسبوع ب «المضطرب» في نقل المعلومات وبقلة العناصر التي تم الكشف عنها، ما دفع بييغر الى إقالة رئيسها في نهاية الأسبوع الماضي. وبلغ عدد الشكاوى في شأن أعمال العنف التي وقعت ليلة رأس السنة بكولونيا 516 شكوى، ويتعلق حوالى 40 في المئة منها بالاعتداءات الجنسية. وشهدت مدينة هامبورغ خلال الليلة ذاتها، أعمال عنف رفعت في شأنها 133 شكوى، لا سيما في اعتداءات جنسية. ويعتبر في الوقت الحاضر 19 شخصاً مشتبهاً بهم في كولونيا، فيما أفادت الشرطة بأن معظمهم لاجئون ومهاجرون غير شرعيين يتحدرون من دول أفريقيا الشمالية، من دون أن تعلن عن توقيفات، لا سيما في الأعمال الأكثر خطورة مثل الاغتصاب. ولم تعلن الشرطة عن أي أدلة تثبت تورّط لاجئين في الأحداث، إلا أن ما حصل في كولونيا أثار شكوكاً متزايدة لدى الرأي العام، حول قدرة البلاد على دمج طالبي اللجوء المليون الذين توافدوا العام الماضي الى ألمانيا قادمين من سورية والعراق وأفغانستان وشمال أفريقيا. ووفق استطلاع أجرته شبكة «آر تي أل»، فإن 57 في المئة من الألمان باتوا يخشون تزايد الجرائم مع وصول هذه الأعداد من المهاجرين، في مقابل 40 في المئة يخالفونهم الرأي. وفي مواجهة تحدّي أحداث كولونيا، اضطرت مركل الى الحد من سياسة فتح الأبواب أمام المهاجرين، وأعلنت في نهاية الأسبوع الماضي، عن تسهيل آلية طرد طالبي اللجوء بالنسبة الى الذين يخالفون القانون. ويعتزم وزير الداخلية الألماني، توماس دي ميزيار، تكثيف انتشار كاميرات المراقبة ونشر مزيد من عناصر الشرطة في الساحات العامة، فيما تباشر الكتل النيابية لأحزاب الائتلاف الحاكم اعتباراً من اليوم، التحضير للتدابير التشريعية في هذا الصدد. وفي المساء، تسعى «ليغيدا»، وهي فرع حركة «بيغيدا» في لايبزيغ، الى استغلال المخاوف المنتشرة بين الألمان فتنظّم تظاهرة في الذكرى الأولى لتأسيسها، ويتوقع أن يشارك فيها الآلاف.