بعد الاعتداءات الصادمة التي حصلت ليلة رأس السنة شهدت مدينة كولونيا أمس، تظاهرة لحركة «بيغيدا» المعادية للإسلام، فيما تتجه حكومة المستشارة انغيلا مركل لتسهيل إجراءات ترحيل اللاجئين المخالفين للقانون. وذكرت شرطة كولونيا أمس، أن عدد الشكاوى التي سُجلت بسبب تلك الاعتداءات وصلت إلى 379 شكوى، مشيرةً إلى أن غالبية المشتبه بهم من اللاجئين أو المهاجرين غير الشرعيين. وأضافت الشرطة في بيان أن «غالبية الأشخاص الذين تتركز حولهم التحقيقات، يتحدرون من دول شمال أفريقيا، وأكثريتهم من طالبي اللجوء». وتجمّع المتظاهرون أمام محطة رينانيا التي شهدت أعمال النشل والتحرش والعنف الجنسي ليلة رأس السنة، وسرعان ما وقعت مواجهات بينهم وبين الشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريقهم. ودوّت الصفارات وطلبت الشرطة من المحتجين السلميين مغادرة المكان، وفتحت خراطيم المياه لتفريق الحشد الذي ازداد غضباً. وقالت الشرطة إن حوالى 800 مشاغب كانوا من بين 1700 شخص شاركوا في المسيرة التي نظمتها حركة «الوطنيين الأوروبيين ضد أسلمة الغرب» (بيغيدا). ونشر مؤسس الحركة اليمينية المتطرفة لوتز باخمان صورة له على حسابه على «تويتر» وهو يرتدي قميصاً كُتب عليه: «لا أهلاً ولا سهلاً باللاجئين المغتصبين» بعد أن قالت الشرطة إن عدداً كبيراً من المشتبه بهم هم من طالبي اللجوء أو من أصول عربية رغم عدم الإعلان عن توقيف أحد بعد. وأدى ضعف المعلومات وعدم تحرك قوات الأمن ليلة رأس السنة إلى إقالة قائد شرطة كولونيا ولفغانغ البرس. وكشفت الشرطة الفيديرالية هوية 32 مشتبهاً بهم، من بينهم 22 طالب لجوء، وقالت إن 76 جريمة سُجِلت، منها 12 ذات طابع جنسي. وقالت شرطة كولونيا التي كلفت مئة محقق مشاهدة 350 ساعة من تسجيلات الفيديو، إن لديها 16 مشتبهاً بهم لم تعط أي معلومات عنهم. ورأت صحيفة «دي فيلت» المحافظة أمس، أن 6 كانون الثاني (يناير) وهو اليوم الذي نُشرَت فيه معلومات عن الاعتداءات «يشكل منعطفاً لسياسة الهجرة»، مشددةً على «فوائد ومخاطر الهجرة الكثيفة وخصوصاً من دول إسلامية». وتعالت الأصوات المنددة داخل حزب مركل المحافظ، وقال نائب رئيس الحزب فولكر بوفييه خلال اجتماع في ماينز جنوب غربي البلاد، إن «حوادث كولونيا غيّرت كل شيء وبات الناس يشككون». وكان لأعمال العنف الأخيرة تأثير حتى على مركل التي كانت تؤيد استقبال اللاجئين تحت شعار «سننجح» وباتت تعتبر أنه ينبغي ترحيل حتى المحكوم عليهم مع وقف التنفيذ. وينص القانون الألماني على عقوبة بالسجن 3 سنوات على الأقل قبل طرد طالب لجوء أثناء درس ملفه شرط ألا تكون حياته أو سلامته مهددة في بلاده. وقالت مركل أمس: «إذا خالف لاجئ القانون فلا بد أن تكون لذلك عواقب. هذا يعني أنهم يمكن أن يفقدوا حقهم في الإقامة هنا بغض النظر إن صدر بحقهم حكم بالسجن نافذ أو مع وقف التنفيذ». وأضافت: «إذا كان القانون لا يكفي، فينبغي إذاً تعديله»، مشددةً على أن ذلك «ليس فقط في مصلحة المواطنين وإنما كذلك في مصلحة اللاجئين المقيمين هنا». وتحدثت المستشارة الألمانية بعد اجتماع لقادة حزبها الذين تبنوا توصيات بتسهيل عمليات طرد اللاجئين المجرمين. إلى ذلك، أعلنت الأممالمتحدة أمس، وفاة 10 صوماليين بالكوليرا وإصابة ألف آخرين بهذا المرض في مخيم «داداب» للاجئين الذي يُعد الأكبر في العالم في شمال شرقي كينيا. وغرق عشرات المهاجرين من إثيوبيا والصومال في البحر قبالة منطقة أرض الصومال عندما تعطل قاربهم أثناء رحلته وجرفته الأمواج. وقال أحمد عبدي فالاي حاكم منطقة سناغ إن القارب الذي بدأ الرحلة من ميناء بوصاصو منذ أسبوعين كان متجهاً نحو أحد موانئ شبه الجزيرة العربية واكتشفه خفر السواحل في منطقة أرض الصومال ذات الحكم الذاتي في شمال الصومال. وأضاف إن حرس السواحل «اعتلوا القارب وصُدموا حين وجدوا جثث 10 أشخاص و72 آخرين يعانون بدرجات متفاوتة وبعضهم في حالة خطرة».