أعلنت الشرطة الألمانية عن 379 شكوى جنائية قدمت بعد الهجمات الجماعية على نساء في مدينة كولونيا في ليلة رأس السنة، فيما تنصب التحقيقات في شكل كبير على طالبي اللجوء أو المهاجرين غير الشرعيين القادمين من شمال أفريقيا. وأشارت الشرطة إلى أن نحو 40 في المئة من الشكاوى يشمل جرائم جنسية بينها حالتا اغتصاب وأن قوة قوامها 100 شرطي تواصل التحقيقات. وأثارت الهجمات التي استهدفت النساء في الأساس وتراوحت بين السرقة والتحرش الجنسي، جدلاً ساخناً في ألمانيا حول سياستها المرحبة باللاجئين الذين وصل أكثر من مليون منهم إلى البلاد العام الماضي. وذكرت ناطقة باسم شرطة كولونيا أمس، أن «هناك اعتقالات وسنواصل ذلك». وأضافت أن الشرطة زادت عدد أفراد الدوريات. وتابعت: «سنحدد بعدها ما إذا كان هؤلاء الأشخاص شاركوا أم لا في أحداث ليلة رأس السنة». وفي بيان سابق أعلنت شرطة المدينة أن المشتبه بهم «أتوا في الغالب من دول في شمال أفريقيا» وأن التحقيقات «تنصب في غالبيتها على طالبي اللجوء والأشخاص الذين يقيمون في ألمانيا بصورة غير قانونية». وتجد المستشارة الألمانية انغيلا مركل نفسها مضطرة لتشديد سياسة الأبواب المفتوحة التي اتبعتها حيال اللاجئين، أمام القلق والاضطراب الذي أثارته اعتداءات ليلة رأس السنة في كولونيا ما يهدد بالتأثير على شعبيتها. ولخص هذه الحالة فولكر بوفيه، أحد أبرز وجوه حزب المستشارة الألمانية المحافظ، «الاتحاد المسيحي الديموقراطي»، بقوله: «إن كولونيا غيرت كل شيء، الناس يشككون». ويشكك الرأي العام في خيارات المستشارة التي نجحت أثناء مؤتمر سنوي في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، في تهدئة حالة الغليان المخيمة في حزبها منذ أشهر بسبب استراتيجيتها المتبعة، لكن بات على مركل الآن إعطاء ضمانات لأنصارها باعتماد سياسة الحزم. ولاستخلاص العبر من أحداث كولونيا، أعلنت الحكومة في عطلة نهاية الأسبوع تشديد نظام طرد طالبي اللجوء أو اللاجئين المدانين في القضاء حتى بأحكام مع وقف التنفيذ، وتحدثت عن «واجب الاندماج» بالنسبة للمهاجرين. ويرغب وزير الداخلية توماس دي ميزيار في تعزيز وجود الشرطة في الشارع وزيادة كاميرات المراقبة. على صعيد آخر، أعلنت الشرطة المقدونية أن 33 مهاجراً، غالبيتهم من العراق وإيران، نجوا السبت من الموت اختناقاً داخل شاحنة، بعدما تمكنوا من تحطيم بابها إثر اكتشافهم أن السائق الذي كان يقوم بتهريبهم إلى أوروبا الغربية هجر شاحنته وتركهم محتجزين في الداخل. وأوضحت الشرطة في بيان أن السائق ترك الشاحنة في منطقة كومانوفو في شمال مقدونيا قرب الحدود مع صربيا. وأضاف البيان أن الشاحنة «كان على متنها 16 عراقياً و15 إيرانياً وليبيان». وبحسب وسائل الإعلام المحلية فإن مخزن الشاحنة له باب واحد يقفل من الخارج فقط ولا يمكن فتحه من الداخل وجدرانه صلبة، ولكن المهاجرين المكدسين بداخله تمكنوا مع ذلك من تحطيمه. وأفاد شهود شاركوا في إنقاذ المهاجرين أن بعض هؤلاء كانوا في حال صحية حرجة. وتفيد الشرطة أن المهاجرين دخلوا مقدونيا من اليونان واستقلوا الشاحنة في جنوبمقدونيا، مشيرة إلى أن لوحة تسجيل الشاحنة مزورة. وتسمح مقدونيا فقط لرعايا الدول التي تشهد حروباً بإكمال طريقهم نحو أوروبا الغربية، وبناء عليه فقد نقل العراقيون ال16 وحدهم إلى مركز لإيواء اللاجئين في تابانوفس على الحدود مع صربيا حيث سمح لهم بمواصلة رحلتهم إلى الاتحاد الأوروبي، كما أضافت الشرطة. وفي نهاية آب (أغسطس) الماضي، عثر في النمسا على شاحنة بداخلها 71 جثة لمهاجرين قضوا اختناقاً بعدما تخلى عنهم مهربوهم. وقضى في «شاحنة الموت» هذه 59 رجلاً وثماني نساء وأربعة أطفال.