كشف وكيل محافظة بيشة محمد الغثيم، ملاحظات عدة رصدتها لجنة مُشكّلة من المحافظة على جسور وأودية، من ضمنها جسر وادي تبالة، الذي توفي فيه 8 أشخاص، من بينهم رجل دفاع مدني، مشيراً إلى أنه تمت مخاطبة الشرطة، لإحضار صاحب محطة محروقات، وأخذ تعهد عليه بشأن إزالة العقم الترابي، الذي يستخدمه طريقاً آخر لمحطته، وتقع المسؤولية على الجهات التي صرحت له بذلك. وأضاف في حوار مع «الحياة»، أن السيول جرفت سيارته أثناء متابعته، «كونها تقف على طرف الوادي، وفجأة إذا بالمياه تأخذ مساراً مغايراً وتزداد، فهرعت مسرعاً لإنقاذ نفسي، وتركت سيارتي التي رأيتها في الماء»، لافتاً إلى أن محافظة بيشة من أوائل الجهات الحكومية التي ساءلها المحافظ، وأبدى استعداده لتحمل أي خطأ متى ما ثبت تورطهم فيه. كيف استطعتم أن تتفاعلوا مع الحدث في ظل غياب الكثير من موظفي الدولة من مكاتبهم، نظراً لاستغلال أسبوع الإجازة مع أبنائهم؟ - منذ أن هطلت الأمطار على بيشة وصلتني أخبار عن جريان المياه في وادي تبالة، والذي لم نعهده من قبل، وحينها تلقيت اتصالاً من رئيس مركز الثنية بالهاتف المتحرك، يستغيثني ويؤكد أن المياه دخلت منزله بشكل مفزع، واتجهت للموقع بنفسي، وعندما رأيت مياه الوادي وصلت إلى أعلى الجسر، وهي تهدده بالانهيار اتصلت مباشرة بمكتب أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد، وأجابني الدكتور ذعار العتيبي، الذي نقل الصورة والمشهد لأمير المنطقة، الذي وجّه مدير الدفاع المدني في عسير اللواء عبدالواحد الثبيتي والجهات ذات العلاقة بتحريك كل وحداتها وإنقاذ المحتجزين، وتوجيه طائرة الإنقاذ لهم، والاستعداد لخطورة سيول بيشة التي عرف عنها، لذا قمت بالاتصال بكل مسؤولي الإدارات الحكومية المعنية في بيشة. ما الذي حدث لأصحاب المنازل في مركز الثنية حين دخلت المياه بيوتهم؟ - غزارة الأمطار لم تحصِ لنا أي نتيجة في الليلة الأولى من سقوط الأمطار، لكن الحدث في الواقع يؤكد أن كثيراً من البيوت غمرتها المياه، وبعد أن اشتغلت وسائل الاتصال بيننا وبين مركز الثنية، الذي كنا لا نستطيع عبور الجسر، على رغم بقائه خشية أن يسقط، ومنع رجال الدفاع المدني العبور من خلاله، وأكد لي العاملون في المركز أن من في البيوت تم إخلاؤهم، فوجهت مدير إدارة التعليم في المحافظة بفتح كل المدارس لهم، واستجاب فرع المالية لإمدادهم بالأغذية والبطانيات، والمهم لدينا هو إنقاذ المحتجزين، علماً بأنني في تلك اللحظة فقدت سيارتي في السيل، ولا أعلم عنها شيئاً، حتى اتصلت بي بلدية بيشة، التي نقلتها إلى مستودع البلدية، وتحتاج إلى صيانة كاملة. كيف فقدتها؟ - أثناء متابعتي للحدث، كانت سيارتي على طرف الوادي، وأتابع مع الزملاء من فوق الجسر، آخر الأحداث في مركز الثنية، وفجأة إذا بالمياه تأخذ مساراً مغايراً وتزداد، فهرعت مسرعاً لإنقاذ نفسي، وتركت سيارتي التي رأيتها في الماء. لم تصلكم فرق الطوارئ من منطقة عسير في اليوم نفسه لبعد المسافة، كيف كان موقفكم وقتها وأنتم ترون المحتجزين في السيول أمامكم؟ وما قصة الفيلم الأجنبي الذي كان سبباً في إنقاذ المحتجزين؟ - لم أر في حياتي مثل هذا الموقف، إذ كدت أهلك نفسي من أجل إنقاذ المحتجزين، وأي شخص يراهم في هذا الموقف لا يستطيع أن يتركهم، خصوصاً أن من بينهم نساء وأطفالاً، لكن مدير إدارة الدفاع المدني في عسير اللواء عبدالواحد الثبيتي كان معي في الموقف، ويحاول ألا يضع كل فرق الدفاع المدني في مكان واحد، حتى لا يصبحوا مصيدة للسيل الكبير. هل كانت الأمطار مفاجأة لكم، علماً بأن بيشة مشهورة بالأودية؟ وماذا عن الخطأ في جسر وادي تبالة الذي يقع تحت مسؤوليتكم؟ - لا أخفيك سراً أننا قبل شهرين من نزول الأمطار، كلف محافظ بيشة مساعد التمامي لجنة بالبحث في الجسور، وعن كل ما يعوق دفع السيول في الأودية لاستباق الحدث، ورفعنا ملاحظات عدة على بعض الجسور والأودية، أبرزها عقم جسر وادي تبالة الذي يقع على طريق رنية - بيشة، ولدينا ما يثبت أننا خاطبنا شرطة بيشة، وطالبناها بإحضار صاحب محطة محروقات، وأخذ تعهد عليه بشأن إزالة العقم الترابي، الذي يستخدمه طريقاً آخر لمحطته ولسنا مسؤولين عن ذلك، فالجهات التي صرحت له هي من يتحمل المسؤولية، والأمطار لم تكن مفاجأة، بل كان لدينا إدراك بها، من خلال الغيوم السوداء التي لم أرها منذ 20 عاماً، لذا أخذنا الاحتياطات كافة في الإدارات الحكومية والعمل لا يكتمل، لكن السيول كشفت لنا أخطاء كثيرة، وسيتم القضاء عليها، بعد أن وجّه أمير منطقة عسير بتداركها، والبحث والتحقيق والتحري فيها. أمير منطقة عسير لام عدداً من الجهات الحكومية في بيشة، فهل يلحقكم ذلك؟ وماذا عن الإحداثات في مجاري الأودية؟ - أمير منطقة عسير حينما يلوم، فهو يوجه ويرشدنا، وحمّل نفسه والإمارة الخطأ إذا كان هناك ما يثبت ذلك، وهو رجل إداري ناجح يعلم تماماً مكامن الخطأ، وكانت محافظة بيشة من أوائل الجهات الحكومية التي ساءلها المحافظ، ونحن نتحمل أي خطأ متى ما ثبت تورطنا فيه، وندرك تماماً أهمية العمل بأمانة لهذا الوطن، وأي تساهل أو تجاهل يسيء لنا.