قال مسؤولون عراقيون إن الأضرار في مصفاة بيجي وصلت إلى قرابة 40 في المئة من المنشأة النفطية وربما تكون أكبر بسبب الحرب التي دارت رحاها داخلها. وأشاروا إلى أن الحشد الشعبي سيسلّم مباني المنشأة إلى الموظفين الفنيين والهندسيين لغرض إعادة إعمارها. وكانت «الحياة» قد أشارت عقب طرد تنظيم «داعش» من بيجي العام الماضي إلى أن الأضرار تصل إلى 50 في المئة من منشآت المصفاة، بحسب ما قالت مصادر فيها تحدثت أيضاً عن سرقة «داعش» معدات مصفاة ثانوية تتبع مصفاة بيجي ونقلها إلى الرقة في سورية. وقال نائب رئيس مجلس محافظة صلاح الدين مخلف عودة ل «الحياة» إن «اجتماعاً عُقد مع المفتش العام لوزارة النفط والمدير العام للاستكشافات النفطية بعد زيارة قاما بها بهدف إعداد تقرير عن مصير المصفاة، وتبع ذلك الاتفاق - بحضور القيادي في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس - على تسليم الحشد مباني المصفاة إلى الموظفين الفنيين مع بقاء الحشد على أبراج المراقبة والأسوار». وأضاف أنه «تم الاتفاق على ذلك بهدف تأهيل المصفاة وإعادتها إلى العمل»، مشيراً إلى أن «أي عرقلات قد تقع مع أي جهة ومن بينها الحشد الشعبي فإن الحكومة المحلية في المحافظة تعهدت بحلها». وعن مدى الخسائر في المصفاة، قال عودة: «إنها قد تصل إلى نحو 40 في المئة، ولكن مهما كانت الخسائر - حتى وإن وصلت إلى 70 في المئة - فإنها ستعود إلى العمل لأنها مهمة ليس فقط لمحافظة صلاح الدين وإنما لعموم العراق حيث أنها كانت تزوّد البلد بأكثر من نصف احتياجاته النفطية وتسد حاجة المحافظات الوسطى والشمالية إضافة إلى أنها ترتبط بخط استراتيجي لنقل النفط إلى جيهان في تركيا». وزاد المسؤول المحلي إن «المصفاة، في حال عودتها، لن تكون أهميتها فقط في توفير المشتقات النفطية وإنما تحريك السوق أيضاً من خلال الموظفين الذين سيلتحقون مجدداً بالعمل». إلى ذلك، قال الناطق باسم وزارة النفط عاصم جهاد ل «الحياة» إن «الوزارة لم تصدر حتى الآن التقرير النهائي حول الخسائر (في بيجي) لكنها جادة في إعادة المصفاة النفطية إلى العمل. ذهبت لجان فنية وهندسية إلى هناك وأعدّت تقاريرها وعملية الإعمار ستتم بمراحل عدة وبحسب الأهمية». من جانبه، قال قائد عمليات صلاح الدين جمعة عناد ل «الحياة» إن «القوات الأمنية أبعدت خطر داعش عن بيجي في شكل كبير جداً وهو الآن في الشرقاط ويمكن لبيجي أن تعود إليها الحياة تدريجياً والقوات تفرض طوقاً كاملاً عليها». وشهدت بيجي التي تضم أكبر مصافي تكرير النفط في العراق عمليات كر وفر لمدة عام تقريباً قبل أن تستعيدها القوات العراقية في تشرين الأول (أكتوبر) العام الماضي. وكانت الطاقة الإنتاجية لمصفاة بيجي قبل احتلالها من التنظيم وتدميرها تقدّر بنحو 3 آلاف برميل يومياً، ما كان يسهم في توفير 60 في المئة من حاجة البلاد من المشتقات النفطية، إلا أن تلك الكميات تراجعت خلال المدة الماضية إلى أقل من 180 ألف برميل يومياً، ثم توقفت. وتستهلك البلاد محلياً ما يعادل 600 ألف برميل يومياً من مشتقات النفط يذهب جزء كبير منها إلى محطات توليد الطاقة الكهربائية، ما يعني اضطرار العراق إلى استيراد المشتقات النفطية بعد توقف مصفاة بيجي عن العمل، بحسب ما يقول خبراء. وانخفض سعر النفط بشكل عام إلى أقل من 35 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ 11 عاماً، متأثراً بزيادة المعروض. ووصل سعر خام برنت الآن إلى أقل من ثلث سعره في منتصف 2014 على رغم التوتر الشديد في الشرق الأوسط. ويمر العراق حالياً بأزمة مالية خانقة وأقر موازنته السنوية بعجز كبير.