مازال وضع مصفاة بيجي مجهولاً، بعد تحريرها من سيطرة «داعش» الأسبوع الماضي، فقد تعرضت لكثير من القصف خلال سنة كاملة، ونقل «داعش» بعض معداتها ومعدات مصفاة أصغر في الصينية إلى سورية. وسيطرت القوات العراقية على المصفاة وعدد من المصافي والمصانع القريبة منها، بعد معركة استمرت نحو أسبوعين، سبقتها 6 محاولات خلال عام، لم تنجح في إزاحة مسلحي «داعش» من مواقعهم داخلها. وأكدت مصادر أمنية أن هناك مخاوف من وجود انتحاريين أو عبوات مهيأة للتفجير. وقال مصدر في وزارة النفط ل «الحياة»، إن «لا معلومات لديه عن مصير المصفاة أو مدى إمكان تشغيلها، وقد أرسلت لجنة خاصة إلى هناك ولم تضع تقريرها بعد، كما أن محيطها ما زال يعتبر منطقة حرب». لكن أحد كبار الموظفين في المصفاة قال إن «الأضرار التي أصابتها تتجاوز ال50 في المئة بسبب المعارك التي دارت داخلها». محافظ صلاح الدين، حيث تقع بيجي، رائد إبراهيم أكد ل «الحياة» أن «أجزاء من المصفاة مدمرة بشكل شبه كامل وهي الآن تحت سيطرة جهاز مكافحة الإرهاب ومجموعات الحشد الشعبي»، نافياً أن يكون هناك من حاول سرقة معدات المصفاة، وقال: «كل شيء على ما يرام، لكن بعض عناصر داعش ما زالوا داخلها، وهناك عدد من العبوات يجري تفكيكه». وأكد أن «الأجزاء الرئيسية في المصفاة سالمة، ولكن الحرائق التهمت أبنية ومخازن الوقود»، مشيراً الى أن «النظرة الأولية تظهر إمكان إعادة تشغيلها، ونحن في انتظار رأي المختصين». وأفادت وسائل إعلام محلية بأن مجموعات مسلحة حاولت سرقة أجهزة المصفاة ونقلها الى مكان خارج بيجي، لكن مسؤولين في «الحشد الشعبي» نفوا ذلك. وقال شهود إن «داعش» سرق معدات مصفاة ثانية في بلدة الصينية (غرب)، وهي مصفاة ثانوية، ونقلها إلى مدينة الرقة السورية. وباتت بغداد تستورد من إيران نحو 200 ألف برميل نفط يومياً، بعد توقف مصفاة بيجي (تنتج نحو 180 ألف برميل يومياً). ويستهلك العراق حالياً نحو 600 ألف برميل يومياً يستخدم جزء كبير منها في محطات توليد الطاقة الكهربائية، فيما يستورد عبر منفذه البحري ما يراوح بين 5 و7 ملايين ليتر من زيت الغاز يومياً، وقرابة 9 ملايين ليتر بنزين، فضلاً عن استيراده الغاز السائل والنفط الأبيض (الكيروسين). وأكد الخبير النفطي كوفند شيرواني ل «الحياة»، أن «توقف مصفاة بيجي تسبب بمشكلات اقتصادية كبيرة، إذ إن إقليم كردستان كان يعتمد بشكل أساسي على المصفاة، والآن يعتمد على المصافي الصغيرة التي لا تسد الحاجة». وأشار إلى أن «وزارة الكهرباء تضررت من شراء الوقود من خارج العراق». وأضاف شيرواني أن «تأهيل المصفاة ليس سهلاً لأنها تعرضت لضرر كبير، كما أن مخزون النفط الخام داخلها سبب ضرراً كبيراً للخزانات».