فيما واصلت مقاتلات التحالف الدولي ضد الإرهاب استهداف مواقع ل «داعش» في العراق عبر 17 ضربة جوية؛ أعلنت بغداد تقدُّم قوَّاتها في مواقع مهمة في مدينة بيجي بعد مواجهاتٍ لأشهر مع المتطرفين. وكشفت قوة المهام المشتركة، الناطقة باسم التحالف الدولي، عن شنِّ مقاتلاته 17 غارةً في الأجواء العراقية أمس الأول «ما أسفر عن استهداف وحدات تكتيكية وأسلحة ومواقع قتالية ومركبات وأهدافاً أخرى للإرهابيين قرب 8 مدن». وأشارت القوة المشتركة، في بيانٍ لها أمس، بشنِّ 8 غارات في اليوم ذاته قرب 6 مدن سورية. وتزامن هذا الإعلان مع تأكيد بغداد سيطرة القوات الحكومية على مصفاة بيجي (200 كلم شمال العاصمة). وتخوض القوات العراقية المسنودة من التحالف الدولي معارك حاسمة ضد تنظيم «داعش» في محوري بيجي «شمال» والرمادي «غرب» حيث أبرز معاقل المتطرفين في البلاد. وأكد أحد الضباط الكبار في قوات الجيش والشرطة تحرير مصفاة بيجي النفطية الواقعة في محافظة صلاح الدين بالكامل. لكن المنشأة، التي كانت تنتج سابقاً 300 ألف برميل نفط يومياً وتغطي نصف حاجة البلاد من المشتقات النفطية، باتت غير صالحةٍ للعمل بسبب دمارٍ لَحِقَ بغالبية وحداتها وبنيتها التحتية. وتشكِّل المنطقة التي تحمل اسم المصفاة موقعاً رئيساً يربط بين مناطق مهمة في محافظات صلاح الدين وكركوك ونينوى. وتواصل القوات النظامية محاولاتها لطرد المتشددين من مناطق احتلوها العام الماضي بعد انسحابٍ مفاجئ لآلاف الجنود. وتمكَّنت القوات من التقدُّم باتجاه مناطق جديدة شمال بيجي في إطار هجومٍ مضاد. ولاحظ محافظ صلاح الدين، رائد حمد الجبوري، «تقدُّم القوات الأمنية والحشد الشعبي والشرطة الاتحادية لتحرير مناطق بيجي ومكحول من العصابات الإرهابية»، بينما أبلغ ضابط كبير في قيادة عمليات صلاح الدين عن «نجاح قواتنا في قطع طرق الإمدادات عن داعش من مناطق تكريت والشرقاط والأنبار». وتستهدف الحكومة في بغداد خصوصاً تحرير الرمادي «عاصمة محافظة الأنبار» التي سقطت في أيدي المتطرفين في مايو الماضي بعد أشهر من الهجمات على الجنود المتمركزين فيها. وشكَّل سقوطها أسوأ انتكاسة للجيش والشرطة خلال العام الجاري، ما دفع رئيس الوزراء، حيدر العبادي، وقادة أمنيين إلى التعهد بإعادة السيطرة عليها خلال أيام. لكن استخدام محتليها أعداداً كبيرة من العبوات الناسفة واستغلالهم حرارة الصيف أدى إلى تأخر تنفيذ العملية. وأعلنت قوات التحالف الدولي الثلاثاء الماضي عن تدريبات إضافية على حرب الشوارع ليصبح الجنود العراقيون جاهزين لتنفيذ العملية. وتحدث ناطق باسم التحالف، وهو الكولونيل الأمريكي ستيف وارن، عن «تلقي القوات البرية العراقية مؤخراً تدريبات وتجهيزاً استعداداً للمرحلة الحاسمة من هجومٍ لاستعادة الرمادي». وقدَّر عدد المتحصنين من المتطرفين داخل المدينة بنحو 600 إلى 1000 عنصر مسلح. وتحدثت مصادر أمنية عن استعادة القوات هذا الأسبوع مواقع إلى الشمال من المدينة بينها منطقة البوفراج. ولم يبقَ أمام «داعش» إلا الاعتماد على الهجمات الانتحارية لوقف تقدُّم الجنود، كما يقول مراقبون. في هذا الإطار؛ أفصح قائد عمليات الأنبار، إسماعيل المحلاوي، أمس عن «تمكُّن طيران التحالف الدولي من تدمير مركبتين مفخختين يقودهما انتحاريان قبل وصولهما إلى القوات الأمنية في منطقة البوفراج». بدورها؛ تنفذ قوات البشمركة الكردية عمليات منذ أسابيع لطرد المتطرفين من مناطق بينها الحويجة في محافظة كركوك «شمال».