تحاول حفنة من صانعي الشوكولا المتمرسين إحداث تحول في هذه الأوساط التقليدية عادة، من خلال الإشراف على العملية برمتها انطلاقاً من حصاد الحبوب وصولاً إلى صناعة الشوكولا الفاخرة. ففي بلد تشكل فيه الشوكولا مصدر فخر، يعتبر صانع الشوكولا بونوا نيان واحداً من 12 خبيراً في هذا المجال يتوجهون مباشرة إلى أفريقيا والقارة الأميركية وآسيا لتحقيق أفضل مذاق ممكن. ويقول الخبراء إن مصدر أفضل شوكولا هي حبوب الكاكاو التي تجفف تحت أشعة شمس أميركا اللاتينية في ساحة بلدة تشواو على ساحل الكاريبي في فنزويلا. ويتحدث نيان باحترام عن حبوب الكاكاو هذه التي ترد إلى مشغله في مدينة أوان الصغيرة في ضاحية لياج في جنوببلجيكا. فهو ينتمي إلى ناد ضيق في العالم مع بيار ماركوليني من بلجيكا أيضاً، يسعى إلى تحويل أوساط الشوكولا التقليدية من خلال التحكم بالعملية. ويقول نيان (41 سنة): «احتجنا إلى ثلاث أو أربع سنوات للتحكم بذلك ولنفهم تأثير طريقة العمل في مزارع الحبوب على الشوكولا بحد ذاته». وقد بدأ نيان العمل مهندساً في مجال التعدين في بلجيكا قبل أن يحدث هذا التحول الجذري في حياته عند بلوغه سن الثلاثين. ويؤكد: «أدركت فجأة أنني لم أختر المسار الصحيح ولم أختر مصيري. كنت أطمح إلى ابتكار شيء وأن أحيا شغفي كل يوم». شغفه هذا كان الشوكولا مع اهتمام بأدق التفاصيل في عمله. ويوضح أن «الشوكولا الجيد يُصنع بحب. يصنع بحبوب مصدرها مزرعة صغيرة ولا يخلط إنتاجها بحبوب مزرعة مجاورة». وقد اختار نيان تسع مزارع بعد زيارات لفنزويلا والإكوادور وكوبا ومدغشقر وبالي في إندونيسيا. ويأمل قريباً بالحصول على حبوب من بيرو حيث اشترى أرضاً قبل فترة قصيرة. وهو يستورد 25 طناً من حبوب الكاكاو سنوياً في بلد ينتج 650 ألف طن من الشوكولا في السنة، غالبيتها تحمل أسماء تجارية بارزة من قبيل غوديفا وليونيداس ونويهاوس.