يظهر معرض «تشوكليت هابي لاند» للشوكولا في شنغهاي مدى اهتمام صانعي الحلوى العالميين بغزو الأسواق الصينية التي ما زالت عصيّة على منتجاتهم، بسبب إعراض الصينيين عن تناول الشوكولا عموماً. وازدان المعرض بمنتجات الشوكولا في شكل برج إيفل أو تمثال داوود الشهير لمايكل انجلو، محاطة بسور يحاكي سور الصين العظيم وبجيش الفخار الشهير الذي أمر الإمبراطور كين ببنائه ليدفن معه... وحوّلت هذه الآثار العالمية إلى قطع شوكولا موجهة خصيصاً إلى المستهلك الصيني. وهذه ليست المنتجات وحدها التي تحاول غزو الأسواق الصينية. فقد أدّى ارتفاع القدرة الشرائية للصينيين، إضافة إلى كون الصين الأكبر في العالم من حيث عدد السكان، إلى جذب المنتجات الأجنبية على اختلاف أنواعها، من القهوة إلى أفلام هوليوود، مروراً بالهواتف الذكية. وتحولت الصين في السنوات الماضية إلى السوق الأولى في العالم لمنتجات مثل الجعة والسيارات. لكن الصينيين قليلاً ما يستهلكون الشوكولا، فهم لم يعتادوا بعد المذاق الحلو وطعم الكاكاو. ولذلك، لا يتجاوز معدل استهلاك الفرد الصيني للشوكولا 100 غرام سنوياً، أي ما يعادل لوحين من الشوكولا. أما في اليابان مثلاً، فإن استهلاك الشوكولا يعادل 11 مرة استهلاكه في الصين، وفي الولاياتالمتحدة 44 مرة، وفي ألمانيا 82 مرة، وفق دراسة نشرت أخيراً. ويقول لورانس آلن، الخبير في هذا القطاع: «ما زال سوق الشوكولا في الصين في مراحله الأولى، ولم يتجاوزها خلال السنوات الثلاثين الماضية» التي شهدت انفتاح الصين على المنتجات العالمية. ويضيف: «لم يكن مذاق الشوكولا معروفاً لدى الصينيين في ذلك الوقت». وشهدت سوق المنتجات الاستهلاكية نمواً في الصين بمعدل 17 في المئة سنوياً، خلال السنوات الخمس الماضية، ومن المرتقب أن تشهد سوق المنتجات الفاخرة نمواً بنسبة 20 في المئة في السنوات العشر المقبلة. أما سوق الشوكولا، فلا يتوقع أن تسجل نمواً بأكثر من 15 في المئة بحلول العام 2015. ويركّز الكثير من المؤسسات التجارية على ذوق المستهلك الصيني في المنتجات الفاخرة والهدايا في محاولة لوضع الشوكولا على قائمة السلع الراقية والأنيقة. ويعتمد هذا الأسلوب عدد من سلسلات المقاهي التي توفر لزبائنها المقاعد المريحة والجو الدافئ، والتي حصدت نجاحاً كبيراً في مختلف مناطق البلاد. ومن المرتقب أن تصبح الصين، العام المقبل، ثاني أكبر سوق لسلسلة مقاهي «ستاربكس» في العالم. وعمدت ماركة «غوديفا» البلجيكية إلى تطوير مجموعة من السلع المرتفعة الثمن للاستفادة من التقاليد الصينية التي تقضي بتبادل الهدايا في الأعياد والمناسبات. ويقول جون هولمبرغ، المدير الإقليمي، ل»غوديفا» إن «الصينيين يحبون كثيراً تبادل الهدايا في كل أنواع المناسبات والأعياد، ونحن نحقق مبيعات جيدة جداً في مواسم الأعياد في الصين». وفي شنغهاي، يحاول معرض «تشوكليت هابي لاند» تحويل المعالم العالمية إلى شوكولا. أما منافسه، معرض «تشوكليت ووندرلاند»، فينظم عروضاً للأزياء، ترتدي خلالها العارضات فساتين من الشوكولا.