طهران، واشنطن، نيويورك - أ ب، رويترز، أ ف ب، وكالة «إرنا» - اعتبرت إيران أمس، أن العالم يتجه نحو نظام «تعدد الأقطاب»، بعد «فشل» محاولات الولاياتالمتحدة لإقامة عالم أحادي القطب، فيما أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أنه لمس «تغييراً» في موقف طهران إزاء اقتراح تبادل الوقود النووي. في غضون ذلك، قال رئيس «المنظمة الروسية للطاقة الذرية» (روس آتوم) سيرغي كيريينكو إن مفاعل «بوشهر» النووي في إيران «سيُدشن في آب/أغسطس» المقبل. وأضاف: «نسير وفق الجدول المحدد. يدرك الجميع أن بوشهر لا يمثل أي تهديد لنظام منع الانتشار النووي في أي شكل من الأشكال. لا أحد لديه مخاوف في شأنه». وشدد على أن «العقوبات ضد إيران التي يجرى الحديث عنها أكثر فأكثر، لا علاقة لها ببوشهر». وقال الجنرال يحيى رحيم صفوي مستشار مرشد الجمهورية علي خامنئي ان «محاولات أميركا لإقامة عالم أحادي القطب فشلت، والعالم يتجه نحو تعدد الأقطاب». وأضاف ان «الدول الإسلامية تمتد على مساحة واسعة من العالم، ويمكن ان تؤثر في المعادلات الاقتصادية والسياسية والثقافية والأمنية في العالم»، مشيراً الى ان «للعالم الإسلامي مكانة مهمة في الجغرافيا السياسية، تمكّنه من القيام بدور قطب قوي في العالم، في اطار النظام العالمي الجديد في القرن الحادي والعشرين». أما الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد فاعتبر أن «أهداف الحرب العالمية الأولى والثانية ظهرت من خلال مساعي الدول الاستعمارية للسيطرة على الطاقة في الشرق الأوسط، لأن النظام الرأسمالي يقوم على أساس الحصول على الطاقة من مصادرها الرخيصة، وهذا ما عمل عليه هذا النظام». وفي واشنطن، اعتبر داود أوغلو أن اقتراح تبادل الوقود النووي بين ايران والغرب، لا يزال مطروحاً. وقال إنه لمح تغييراً في الموقف الإيراني على مدى الشهور الماضية التي قال إنه زار خلالها طهران نحو ست مرات، مضيفاً: «ثمة تطوّر إيجابي وتغيّر في النهج (الإيراني). لدينا فرصة ما، وإذا واصلنا هذه الجهود الديبلوماسية أعتقد أن في إمكاننا التوصل إلى تسوية». وأشار الى أن طهران باتت «أكثر ليونة» في إصرارها على إجراء التبادل في شكل متزامن على أراضيها، مكرراً رفض تركيا فرض عقوبات على إيران. لكن واشنطن شككت في فرص نجاح أي محاولة حوار جديدة مع طهران. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي: «لن نتفق مع القائلين: انتظروا (لفرض عقوبات) لأننا لا نزال نعتقد ان ثمة إمكاناً لتسوية الأزمة عبر التفاوض». وأضاف: «لا نزال نأمل بنجاح قنوات الحوار، لكننا نؤمن أيضاً بأن الوقت حان للتقدم بقرار قوي، يؤدي الى نتائج فعلية». الى ذلك، قال الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا انه سيبلغ نجاد الذي سيلتقيه في طهران الشهر المقبل، ان طهران «ستدفع ثمناً» إذا سعت الى امتلاك أسلحة نووية. جاء ذلك في وقت أعلن مندوبو الصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا ان جلسة محادثات ثانية أجرتها الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني، في مقر البعثة الأميركية لدى الأممالمتحدة في نيويورك، كانت «بناءة». وشارك في الاجتماع الأربعاء، مندوبو الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (فرنساوالولاياتالمتحدةوروسيا والصين وبريطانيا) وألمانيا. وقال المندوب الصيني لي باودونغ: «عقدنا اجتماعاً بناءً جداً. لدينا الآن معرفة افضل بمواقف كل الأطراف. سنواصل مشاوراتنا». واعتبر المندوب الروسي فيتالي تشوركين ان المحادثات كانت «بناءة جداً»، لافتاً الى ان اجتماعات أخرى ستُعقد «قريباً جداً». كما تحدث المندوب البريطاني مارك غرانت عن إجراء «مناقشات بناءة»، فيما اشار المندوب الفرنسي جيرار ارو الى «بدء التفاوض على قاعدة النص» الذي اقترحته الولاياتالمتحدة لفرض عقوبات على ايران، مضيفاً: «تطرقنا الى لبّ الموضوع. نعمل في العمق ونحقق تقدماً. أعتقد أن ثمة اتفاقاً بين الدول الست». وتستهدف هذه العقوبات خصوصاً «الحرس الثوري» الإيراني، وتقترح فرض قيود جديدة على المصارف الإيرانية وحظراً شاملاً على الأسلحة وإجراءات أكثر صرامة ضد الملاحة الإيرانية، إضافة الى فرض حظر على الاستثمارات الجديدة في قطاع الطاقة الإيراني. وقال ديبلوماسي: «نحن في بداية المحادثات حول نص، ويجب ألا يفاجأ أحد بأنهم منقسمون. الصينيون يريدون شيئاً أضعف بكثير وأضيق بكثير» من مسودة القرار الأميركي. ورجّح عدم التوصل الى اتفاق حول العقوبات، قبل حزيران (يونيو) المقبل. في السياق ذاته، أعلن ناطق باسم شركة النفط الوطنية الماليزية «بتروناس» إن الشركة أوقفت إمداد إيران بالبنزين. وقبل ساعات من اجتماع مندوبي الدول الست، أقر وليم بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأميركية بأنه سيكون «من الصعب جداً» إقناع روسيا والصين بالموافقة على عقوبات تستهدف الواردات الإيرانية من الوقود والمنتجات النفطية الأخرى. في الوقت ذاته، اعتبر الجنرال جيمس كارترايت مساعد رئيس الأركان الأميركي ان ايران قد تتمكن من انتاج ما يكفي من اليورانيوم العالي التخصيب لصنع قنبلة ذرية في غضون سنة، لكنها لن تمتلك بالتأكيد تكنولوجيا تطوير هذا السلاح بنفسها، قبل 3 او 5 سنوات.