ينفذ المغرب مشروعاً طموحاً لاستكمال بناء شبكة للطرق السيارة السريعة كلفتها 15 بليون درهم (بليونا دولار) تستكمل حتى العام 2015 بطول 384 كيلومتراً من الطرق السريعة الإضافية لترفع طول الشبكة إلى 1800 كيلومتر تربط بين المدن المغربية الكبرى وتفك العزلة عن المناطق النائية. وتساهم بعض الصناديق العربية في تمويل المشروع. وأعطى الملك محمد السادس انطلاق الأشغال في بناء طريق سريع جديد بين مدينة بني ملال في سفوح جبال الأطلس ومدينة برشيدجنوب شرق الدارالبيضاء بطول 172 كيلومتراً، وهي منطقة غنية بمواردها الزراعية والمعدنية والسياحية ومصادر المياه العذبة، وظلت تعاني من نقص في البنية التحتية ومن بعدها عن الحواضر الكبرى، على رغم توفرها على 20 في المئة من الإنتاج الزراعي والألبان واللحوم، واحتياطها من الفوسفات ومشتقاته، وتواجدها في منطقة منابع اكبر وديان المغرب بخاصة أم الربيع ثالث أطول نهر في أفريقيا والذي بنى المغرب عليه عشرات السدود. وينتظر أن تنتهي الأشغال في توسيع مطار بني ملال قريباً لربطه بمطارات شمال إيطاليا، حيث تتواجد جالية مهمة من شباب الإقليم، الذي حولته الهجرة إلى أوروبا والسيارات الفاخرة والعملات الصعبة، إلى رمز للارتقاء الاجتماعي في جهة تزيد مساحتها على دول بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ مجتمعة، وتعتبر جهة تادلة – ازيلال التي يقطنها مليونا شخص، من أغنى مناطق المغرب في الضِيَع الزراعية المتعددة الغلال وبعضها يعود إلى فترة الانتداب الفرنسي التي اعتمدها منتجعات للراحة والتزحلق على الجليد شتاء. وقالت مصادر محلية – التي سبق وزارتها «الحياة»، في إطار برنامج التنمية الاجتماعية – إن كثافة السيارات التي تجوب المنطقة صيفاً حتمت بناء طرق سريعة لامتصاص حركة النقل الناجمة عن عودة المغتربين، وربط بني ملال بمدن الدارالبيضاء ومراكش. وقال وزير النقل والتجهيز كريم غلاب إن كلفة بناء طريق بني ملال - برشيد تقدر ب 730 مليون دولار وهي من اكبر الطرق السيارة كلفةً، بسبب تضاريسها وتواجدها فوق أحواض مائية ومرورها في مناطق صناعية. وستتولى شركات مغربية وصينية إنجاز الطريق الذي يربط للمرة الأولى بين جبال الأطلس والمحيط الأطلسي ويساهم في تمويلها الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية. وأشار الوزير إلى «أن البرنامج التكميلي للطرق يتضمن إنجاز طرق سريعة قبل عام 2012 تشمل الطريق المداري للرباط بطول 41 كيلومتراً والطريق السريع الجديدة – أسفي بطول 140 كيلومتراً والدارالبيضاء - برشيد ب. وقال إن المغرب انتقل من وتيرة إنجاز 40 كيلومتراً من الطرق السيارة سنوياً في تسعينات القرن الماضي إلى 100 كيلومتر في النصف الأول من العقد الماضي و 160 كيلومتراً منذ 2006 ليصل طول شبكة الطرق السريعة إلى 1800 كيلومتر بحلول 2015 تربط جميع المدن التي يتجاوز عدد سكانها 400 ألف نسمة، وتمتد الشبكة من وجدة في أقصى شمال شرقي المغرب على الحدود الجزائرية إلى اغادير في أقصى الجنوب المحيط الأطلسي على مسافة تزيد على ألف كلم.