إنها كيت هادسون، ابنة نجمة هوليوود غولدي هاون والتي صارت بدورها ممثلة مشهورة منذ توليها بطولة الفيلم الناجح «مشهور تقريباً» في عام 2000 وهي بعد في العشرين من عمرها. لكن هادسون بدأت مشوارها الفني قبل هذا الحدث بسنوات طويلة بما أن أمها فتحت أمامها باب المسرح الكلاسيكي واسعاً في نيويورك، إضافة إلى ظهورها وهي صبية في إعلانات دعائية مصورة، الأمر الذي شكل بالنسبة اليها خبرة في مجالي المسرح والصور. ومن أبرز أفلام هادسون على مدى السنوات التسع الأخيرة «دكتور تي والنساء»، و «أربع ريشات»، و «كيف تقطعين علاقتك في عشرة أيام»، و «الطلاق»، و «أنا وأنت ودوبري»، و «ذهب الأحمق». وكي تزداد كيت شهرة صنفتها مجلة «بيبول» الأميركية بين أجمل خمسين امرأة في العالم. لمناسبة نزول فيلميها الجديدين «تسعة» الاستعراضي و «صديقة أعز أصدقائي» الفكاهي إلى صالات العرض، التقت «الحياة» كيت هادسون وحاورتها. تشاركين في بطولة فيلم «تسعة» مع بنيلوبي كروز ونيكول كيدمان وهو عمل يعتمد أساساً على الغناء والرقص، فهل تجيد كل واحدة منكن الفن الاستعراضي؟ - أنا شخصياً تابعت دروساً في الغناء والرقص في شبابي الأول ولكنني لم أمارس الاستعراض أمام الكاميرا أو فوق المسرح، الأمر الذي جعلني أضطر إلى التدرّب الشاق مع معلم خصوصي قبل البدء في تصوير الفيلم. وأعرف أن بنيلوبي كروز فعلت الشيء نفسه بإشراف الشركة المنتجة للفيلم. الوحيدة بيننا التي كانت ملمة بهذه الأمور من قبل هي نيكول كيدمان. ولكن النتيجة النهائية جاءت مجزية لنا جميعاً إذ إن المتفرج لا يلاحظ أي فارق بيننا فوق الشاشة، ذلك لأنني تلميذة جيدة ومجتهدة وهذا أيضاً حال كروز. وماذا عن فيلم «صديقة أعز أصدقائي»؟ - إنه ذو حبكة كوميدية تروي كيف يتخصص شاب في إعادة خطيبات أصدقائه إليهم بعدما تكون الخطيبة قد قطعت علاقتها بشريك حياتها المستقبلي. وهو يفعل ذلك من طريق التعرف إلى الفتاة ومغازلتها ومواعدتها، ثم التصرف بأسلوب منافٍ لأبسط قواعد الأدب والأخلاق والاحترام المتبادل، الأمر الذي يدفع الشابة إلى التفكير الجدي في العودة إلى خطيبها السابق لأنه ملاك بالمقارنة مع الرجل الذي عاشرته من بعده. وتسير الأمور على ما يرام ويتقاضى الغليظ المحترف أجراً جيداً لقاء خدماته ويكوّن لنفسه سمعة في ميدانه، إلى أن يقع بطبيعة الحال في غرام امرأة من المفروض أن يعيدها إلى العقل والحكمة أي إلى الخطيب القديم. والمرأة التي تغريه وتجذبه ليست إلا الخطيبة السابقة لأعز أصدقائه، وهنا تتعقد الأمور. وأمثل أنا دور هذه المرأة طبعاً. تنتقلين من المسرح الكلاسيكي الجدي في نيويورك إلى شخصيات سينمائية نسائية معاصرة وجذابة، فكاهية كانت أم عاطفية ودرامية، فمن أنت بالتحديد؟ وكيف يتسنى تصنيفك فنياً؟ - أنا باختصار شديد ممثلة عادية جداً، وأقصد بذلك أنني دمية بين يدي كل مخرج يفكر في منحي شخصية خيالية معينة وأتأقلم مع هذه الشخصية بحسب إمكاناتي التمثيلية وأصقلها ثم أبلورها حتى تتخذ شكلها النهائي أمام الكاميرا أو فوق خشبة المسرح بحسب الحالة. وأنت بسؤالك هذا توجه إلي أكبر مجاملة يمكن أي ممثلة أن تتلقاها، فأنا أرفض التصنيف الفني لأنه أسوأ ما يحدث للفنان. ألا يحب الجمهور مشاهدة نجومه المفضلين في أدوار معينة لمجرد أنهم نجحوا أصلاً بفضل حسن تقمصهم شخصيات كوميدية أو درامية أو مخيفة أو عنيفة أو شريرة بحسب الحالة؟ - هذا شيء يحدث طبعاً ويسبب حبس الممثل في لون محدد يصعب عليه في ما بعد الفرار منه، والأمثلة مع الأسف كثيرة في هذا الشأن، لكنني إذا نجحت في تفادي التصنيف والحفاظ على حريتي الفنية أكون فعلاً امرأة وممثلة محظوظة إلى درجة كبيرة، وهذا ما أسعى إليه. التمعن في التفاصيل كيف عشت نجاحك السينمائي العريض والمفاجئ الذي حدث فور ظهور فيلم «تقريباً مشهور» في مطلع الألفية الحالية؟ - سعدتُ جداً بحصولي على بطولة فيلم «تقريباً مشهور» لأن هدفي كفنانة كان منذ البداية هو الانتشار خارج الحدود المحلية، وهو أمر صعب طالما انني بقيت سجينة إطار المسرح في نيويورك طبعاً. وكوني حققت هذه النقطة أسعدني ولا يزال يفرحني إلى درجة كبيرة، وبالنسبة الى نجاحي في شكل عام فهو يجعلني أشعر بأنني طفلة تحولت أحلامها الجنونية إلى واقع وترى نفسها فوق الشاشة الكبيرة وكأن معجزة ما تحققت. وكدت أبكي من الفرح والدهشة حينما رأيت نفسي للمرة الأولى في السينما بعدما مارست المسرح والصور الدعائية طوال سنوات. بدأتِ فوق المسرح بالتحديد، فهل تشعرين بأنك مدينة له بشيء ما من نجاحك؟ - أعتقد أن هناك مبالغة في هذا الكلام، وأنا على رغم تعلمي الكثير من خلال تجربتي المسرحية التي بدأتها وأنا بعد طفلة بفضل نجومية والدتي التي فتحت أمامي الباب واسعاً، لا أعتقد أن نجاحي السينمائي يتعلق بأي شكل بما فعلته فوق الخشبة. ربما انني استوحيت من عملي المسرحي بعض المقومات التي تجعلني أمثل الآن أي دور يعرض علي بطريقة معينة فضلاً عن غيرها، ولكنني في النهاية أعترف بأن التمثيل أمام الكاميرات يتطلب عكس ما يحتاجه المسرح تماماً. وأنا أدركت مع مرور الوقت ما الذي يجب تفاديه في السينما بالنسبة الى ما اعتدت فعله في المسرح، وأقصد بكلامي هذا البطء في الأداء والتمعن في التفاصيل حتى يفهم المتفرج الحبكة جيداً ويتأقلم مع عقلية الشخصيات الموجودة أمامه، ثم الأداء بصوت مرتفع وممارسة الحركات الكبيرة بالأيدي والتمادي في التعبيرات بالوجه، وكل ذلك لا يفيد في السينما أو التلفزيون لأن المطلوب هو السرعة والتخفيف من حدة المشاعر والحركة. هل تنوين الاستمرار في السينما أم إنها مرحلة شهرة دولية قد تسمح لك بمعاودة العمل المسرحي في نيويورك بشروط جديدة لا سيما من الناحية المادية؟ - انني أنوي بلا شك الاستمرار في السينما ولكن من دون التنازل عن العمل المسرحي إذا تلقيت ما يثير اهتمامي من عروض في هذا الميدان، ولست مستعدة للتضحية بدور سينمائي ولا بأجر سينمائي من أجل العمل في مسرحية متوسطة المستوى، وذلك مهما دفعوا لي من أجر، لأن المسرح مهما فعل من جهود في هذا الميدان لا يقدر على منافسة السينما أبداً، وأعلى أجر مسرحي لا يوازي ما يتقاضاه ممثل غير معروف في السينما. إن المسرح في نيويورك يجذبني بلا شك خصوصاً أنني جربته، ولكنني الآن أرغب في ممارسته على طريقة نيكول كيدمان عندما تولت بطولة مسرحية «الغرفة الزرقاء» في لندن أولاً ثم في نيويورك، وكانت كل الأماكن قد حجزت قبل شهور من الافتتاح وذلك في المدينتين، وتقاضت كيدمان عن عملها أعلى أجر مسرحي نسائي حتى الآن في كل سهرة، كما أن السر وراء طلبها أجراً باهظاً وحصولها عليه هو وقوفها مجردة من ثيابها فوق الخشبة مدة طويلة ما سمح لوكيل أعمالها بفرض شروط مادية غير عادية اطلاقاً. اما انا فأرغب في الوصول إلى القمة والتربع فوق عرشها لأن المكانة الثانية لا تناسبني ولا ترضي طموحي أو مزاجي الصعب. يبدو أن طموحك المادي يلعب دوره بطريقة أساسية في تحديدك مستقبلك. أليس كذلك؟ - لست امرأة مادية ولكنني أعير المال أهمية قصوى ومرتبطة بطريقة جذرية مع العمل في حد ذاته. أشعر بقيمة موهبتي ومجهودي وبقيمتي الفنية في نظر جمهوري من خلال المبلغ الذي أتقاضاه عن كل دور أمثله. وماذا تفعلين إذا وجدت نفسك في موقف مثل نيكول كيدمان يتطلب منك مشاهد جريئة جداً فوق المسرح؟ - حسدت كيدمان على شجاعتها وجرأتها عندما شاهدت المسرحية لأنني في معظم الأحوال معرضة لرفض مثل هذا العرض إذا حدث وتلقيته، مثلما لا أوافق على أداء اللقطات الجريئة أمام الكاميرا في السينما. إنها مسألة حياء تنتج عن التربية التي يتلقاها كل منا في صغره. وأنا كبرت في جو عائلي محتشم كانت السترة فيه طبيعية وإجبارية وبالتالي لا أتمتع بعلاقة مع جسدي مبنية على الحرية الكاملة، ولا علاقة للموضوع اطلاقاً بنسبة جمالي. لكنك كثيراً ما عملت في السينما الهامشية المجردة من الإمكانات المادية، الأمر الذي يدل على أنك تعيرين أهمية لشيء ما غير المال؟ - لم أقل إن المال سبيلي الوحيد، لكنه ذو أهمية كبيرة بالنسبة إلي، حتى عندما أعمل في السينما الهامشية التي لا تتمتع بإمكانات ضخمة. ففي كل مرة ظهرت في فيلم من النوع الهامشي تقاضيت أعلى أجر بالمقارنة مع غيري من الممثلات اللاتي يعملن في هذا الحقل. لماذا؟ - لأنني من ناحية ثانية أعمل في السينما التقليدية وأتقاضى إذاً الأجور التي لا علاقة لها بما يحدث في السينما الهامشية، الأمر الذي يحث الشركات المنتجة على الرفع من قيمة أجري «الهامشي» بقدر الإمكان. أما زميلاتي في هذا الميدان، فالعدد الأكبر منهن يتخصص في لون واحد وبالتالي فالأجور تظل منخفضة لأنها لا تقارن بأي أجر في لون أخر. وأنا بالتالي نجمة في السينما الهامشية أيضاً. صنفوك بين أجمل خمسين امرأة في العالم، فما شعورك حيال هذا الأمر؟ - الجمال شيء نسبي، مثلما نعرف، ولا أفهم بالتحديد ماذا يعني مثل هذا التصنيف لكنني أتقبله بصدر رحب وأعتبره مجاملة حلوة من قبل لجنة التحكيم التي قررته.