يربط مختصون نفسيون تزايد حالات الطلاق والانفصال العاطفي في المجتمعات العربية بتردي الظروف الاقتصادية والاجتماعية إلى جانب الجهل بأصول الحياة الزوجية، وهو ما قد يتسبب في انحراف أحد الطرفين أو حصول الطلاق أو الانفصال عاطفياً والذي يعد أكثر الأمور سوءاً من الناحية الزوجية. وأوضحت الاختصاصية النفسية الدكتورة ليلى لنجاوي أنه «ما زال هناك خجل اجتماعي يطغى على صوت المرأة التي لا يحق لها أن تظهر عيوب العلاقة الزوجية الخاصة، وهو ما قد يوصلها إلى انفصال زوجها عاطفياً عنها من دون أن يطلقها». وأكدت لجناوي في حديث مع «الحياة» أنه لا يوجد نسبة معينة تحدد عدد الحالات الزوجية التي تعاني من الفتور، وقالت: «جميع العلاقات الزوجية في إحدى مراحلها الممتدة تصاب بهذا الفتور وهو إحدى المشكلات الأساسية والبارزة التي تظهر في العلاقات الزوجية، خصوصاً إذا كانت العلاقة مبنية على أساس أنها أمر ضروري أو واجب»، لافتةً إلى أن الفتور لا يعني الإهمال وإنما إغفال واجبات الزواج «وهي ما تسمى في العلاقة الزوجية بمرحلة السكون العاطفي بين الطرفين». وعن تحول الحياة الزوجية إلى «روتين ممل» بحسب ما يردده أزواج، أوضحت لنجاوي أن الضغوط الاقتصادية والاجتماعية تصنع هذا الروتين الممل، فضلاً عن التعامل الخاطئ مع الصراعات الزوجية التي قد تنشأ بسببها حال من الاستياء تنهار معها متعة الزواج وتحدث اضطراباً انفعالياً في العلاقة بين الزوجين، إضافة إلى شعور المرأة بعدم اهتمام بعلها بها، إلى جانب لومه الدائم ونقده المستمر لها، وخداعها وخيانتها بإقامة علاقات غير شرعية لإشباع رغباته الذكورية». من جهتها، أكدت الاختصاصية النفسية الدكتورة عائشه الشهراني أن الاضطرابات الجنسية بين الزوجين تنشأ عادة عن تربية وتنشئة الفتيات على الخوف من الحديث عن «الجنس بين الزوجين» وهو ما يصنع حاجزاً بين الزوجة وزوجها، خصوصاً في أيامهما الأولى معاً، وأضافت: «تتربى بعض الفتيات على أن مطالبة زوجها بحقوقها الجنسية من العيب، وعليها القبول بواقعها من دون اعتراض، وهو ما يؤدي أحياناً إلى انحراف بعض الزوجات». وأوضحت الشهراني أن أسباباً عضوية مثل الإصابة بالسكر والضغط واستخدام بعض الأدوية المثبطة للجنس، إضافة إلى اضطرابات الغدة الدرقية ونفسية مثل والكآبة والضغوط والتفكك الأسري تساعد في حدوث الاضطرابات الجنسية بين الزوجين. وأشارت إلى وجود عوامل علاجية يمكن من خلالها نشر الثقافة الجنسية في المجتمع «عبر إقامة المحاضرات وعقد الندوات وإدراجها في المناهج الدراسية وتناولها في وسائل الإعلام لزيادة ثقة المرأة في نفسها احترامها لكينونتها إلى جانب مساعدة الزوج على تفهم حاله إذا كان يعاني من عجز جنسي ودعمه للحصول على العلاج الطبي إذا كان السبب يكمن في فيه، واختيار المكان والوقت المناسبين للعملية الجنسية والتحضير الجسدي والنفسي لها وإضافة أجواء من المودة والرومانسية لمساعدة الزوجين للحصول على علاقة سليمة».