في وقت تنتظر واشنطن رد إسرائيل الرسمي على المطالب التي قدمها الرئيس الأميركي باراك أوباما لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، وفي مقدمها وقف البناء الاستيطاني في القدسالمحتلة والقيام ببادرات حسن نية تجاه الفلسطينيين، توجه رئيس البلدية الإسرائيلية للقدس نير بركات أخيراً إلى الشرطة الإسرائيلية بطلب استئناف هدم بيوت فلسطينية في القدسالشرقية تعتبرها البلدية «غير قانونية» لبنائها من دون الحصول على التراخيص اللازمة من «لجنة التخطيط والبناء». ويدور الحديث عن عشرات البيوت، بينها 20 بيتاً في حي سلوان حيث تعتزم البلدية بناء «حديقة وطنية» على أنقاضها. وأشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في موقعها على الإنترنت إلى أن البلدية جمدت هدم البيوت قبل ستة شهور في أعقاب حساسية الوضع السياسي والضغط الأميركي على الحكومة لمنع البلدية من تنفيذ مخططها. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اعتبرت سلوك البلدية استفزازياً وطالبت بالكف عنه. وأضافت الصحيفة أنه في حال تجاوبت الشرطة مع طلب رئيس البلدية، فإن من شأن الهدم أن يشعل أزمة سياسية جديدة مع الولاياتالمتحدة «فضلاً عن اشتعال الأوضاع الميدانية». من جهتها، عقبت البلدية بالقول إنها «تعمل بالتنسيق مع الشرطة على تنفيذ أوامر المحاكم (بالهدم) في القدسالغربيةوالشرقية على السواء وفقاً للبرنامج السنوي». وأشارت الصحيفة إلى أن التأخير في تنفيذ الهدم نجم عن التأخير في مصادقة وزارة الداخلية على «موازنة التطوير» للبلدية التي تشمل موازنة خاصة للهدم. وتابعت أنه بعد مصادقة الوزارة استأنفت البلدية استعداداتها لاستئناف عمليات الهدم. وأعربت منظمة «نير عميم» الإسرائيلية اليسارية التي ترصد النشاط الاستيطاني في القدسالمحتلة، عن أسفها لنية البلدية، بموافقة الحكومة الإسرائيلية، مواصلة سياسة هدم البيوت. وأضافت أن هذه السياسة «لن تأتي بحل لمشكلة البناء غير المنتظم في القدس بل من شأنها أن تشعل أعمال عنف وتعرّض أية تسوية ممكنة لاتفاق مستقبلي أو التعايش السلمي في المدينة إلى الخطر». إلى ذلك، ترأس رئيس الحكومة الإسرائيلية ليل الاثنين - الثلثاء اجتماعاً آخر للمنتدى الوزاري السباعي، هو الثالث هذا الأسبوع، للبحث في الرد الإسرائيلي على مطالب الرئيس الأميركي التي قدمها في اجتماعه مع نتانياهو قبل ثلاثة أسابيع في البيت الأبيض. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن المجتمعين، في غياب العضوين دان مريدور وموشي يعالون الموجودين خارج إسرائيل، حاولوا في ضوء معارضتهم معظم المطالب، وفي مقدمها وقف البناء الاستيطاني في القدسالمحتلة، إيجاد صيغة ترضي واشنطن، لكنها لم تشر إلى نجاحهم في هذا المسعى. وأضافت أن نتانياهو معني بالانتهاء من بلورة الموقف الإسرائيلي قبل وصول الموفد الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل إلى إسرائيل الأسبوع المقبل. وأشارت إلى أن مستشاري رئيس الحكومة اسحاق مولخو وعوزي اراد يجريان منذ أيام في واشنطن اتصالات مع مسؤولين أميركيين هدفها التوصل إلى تفاهمات تتيح إطلاق المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، بوساطة أميركية. وكانت صحف إسرائيلية تحدثت عن إلحاح أميركي على تلقي رد إسرائيل على مطالب الرئيس أوباما خلال أسبوع، وأن الإدارة الأميركية أوضحت أنها لن تسمح للحكومة الإسرائيلية بالمماطلة المتعمدة، علماً أن أوساطاً في الحكومة نصحت نتانياهو بعدم التسرع في تبليغ واشنطن برد إسرائيل، أملاً بأن يكون مرور الوقت كفيلاً بتخفيف حدة الأزمة بين البلدين. إلى ذلك، (أ ف ب) أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس أن بلدية القدس تستعد للموافقة على بناء كنيس ومدرسة في القدسالشرقيةالمحتلة على أراض صودرت من فلسطينيين. وأضافت أن هذا المشروع سيحصل غداً على موافقة لجنة التخطيط والبناء في البلدية. وأكد رئيس هذه اللجنة كوبي كالون للإذاعة وجود هذا المشروع، مشيراً إلى أن القرار «رسمي بحت إذ أن هذا المشروع أطلق في 1993 ثم بقي حبراً على ورق بسبب مشاكل مالية... ومن الضروري أن نتصرف بحذر ومسؤولية، لأن القدس مدينة قابلة للانفجار». وانتقد عضو مجلس البلدية مئير مرغاليت من حزب «ميرتس» اليساري، المشروع معتبراً أنه «يشكل فضيحة تفوق فضيحة البناء في الأحياء العربية بالقدس كحي الشيخ جراح». وأكد أن لجنة التخطيط والبناء لم تجتمع «منذ أكثر من شهر بناء على أمر من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بعد التوتر مع الولاياتالمتحدة».