كشفت وزارة الصحة السعودية أمس، أن سبب وفاة وإصابة 148 شخصاً في حريق نشب عند ساعات الفجر في مستشفى جازان العام (جنوب السعودية) فجر أمس، كانت بسبب استنشاق الدخان الناتج من الحريق، معلنة خروج 57 حالة مصابة من المستشفيات التي تم تحويلهم إليها. وقالت الوزارة، في بيان صحافي إلحاقي، إن «استنشاق الدخان الناتج من الحريق أدى إلى وفاة 25 شخصاً وإصابة 123»، منوّهة إلى أن معظم المصابين الباقين في المستشفيات في حال «مستقرة»، ولم يبق في العناية المركزة منهم سوى ثماني حالات. واستيقظت منطقة جازان (جنوب السعودية) صباح أمس على فاجعة اتسمت برائحة الموت، وذلك إثر اندلاع النيران في مستشفى جازان العام، فيما باشرت 21 فرقة من الدفاع المدني و39 فرقة من الهلال الأحمر التعاطي مع الحادث، في الوقت الذي وجّه فيه أمير منطقة جازان محمد بن ناصر بن عبدالعزيز بإجراء «تحقيق عاجل يوضح تفاصيل ما حدث لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها». وكشف شهود عيان أن المستشفى يعاني من نواقص عدة في شروط السلامة الواجب توافرها، إضافة إلى وجود مشكلات في الإخلاء ومخارج الطوارئ، مبيّنين أن ذلك يأتي بين الأسباب التي أدت إلى حدوث الوفيات والإصابات في ظل ضعف الإمكانات المتوافرة في التعامل مع الحريق. وأوضحت وزارة الصحة في بيان صحافي وزعته أمس، أنها تمكنت من إخلاء الأطفال الموجودين في الحاضنات من دون حدوث إصابات لهم. كما تم إخلاء المرضى المنومين في قسم العناية المركزة مع وقوع حالة وفاة واحدة بينهم، منوّهة إلى أن امتداد الحريق إلى الأدوار العلوية تسبّب في وقوع مزيد من الوفيات والإصابات، مشيرة إلى إعلان حال الطوارئ في المستشفى فور وقوع الحريق وإخلاء المرضى المنومين في الأقسام التي امتد إليها الحريق، مؤكدة أنها تعمل على معرفة ملابسات الحادثة. وانتشر في الموقع عشرات المسعفين والإطفائيين، لإنقاذ الحالات الموجودة في المستشفى، وإخماد الحريق المندلع في عدد من المرافق، وإسعاف المصابين بشكل عاجل. فيما طاولت الإصابات خمسة من المنقذين في الدفاع المدني بإصابات متفرقة، منها كسور ورضوض واختناقات وحروق، وتم نقلهم إلى مستشفى الأمير محمد بن ناصر، في حين شهد موقع الحادثة تكثيف العناصر الأمنية من الشرطة والأدلة الجنائية وقطاعات خدمية أخرى، شملت الكهرباء والأمانة وغيرها. وكشف الحريق عن سلبيات عدة وقصور في ما يصل إلى 15 محوراً من اشتراطات السلامة في المستشفى، منها ما كان يُنذر بحدوث ما لا يُحمد عقباه. وتوصّلت «الحياة» إلى مستند يفيد بضرورة إصلاح تلك المخالفات والقصور بالغة الخطورة، وذلك على خلفية اجتماع سابق جمع مسؤولين من المديرية العامة للشؤون الصحية، ومديرية الدفاع المدني، ومستشفى جازان العام، والشركة المنفذة للبرج، إلا أن ذلك لم يحدث على رغم التوصية به.