نجحت أوركسترا القاهرة السيمفونية، في مواكبة الاحتفالات العالمية بالمؤلف الموسيقي العالمي سيبيليوس، وقدمت طوال الموسم برنامجاً حافلاً لأعماله اختتم بحفلة في المسرح الكبير بالتعاون مع سفارة فنلندا في القاهرة. واقتصر البرنامج على مؤلفات سيبيليوس، وتميزت الحفلة بإقبال جماهيري واهتمام رسمي من الجانبين المصري والفنلندي. يعد يان سيبيليوس (1865-1957) من أهم المؤلفين الفنلنديين، وإشتهر بأعماله الأوركسترالية التي شهدت تميزاً في تناوله لآلات الأوركسترا بخاصة في سيمفونياته السبع والعديد من القصائد السيمفونية. وهو ينتمي إلى أواخر العصر الرومانسي وأوائل العصر الحديث. ويعتبر على نطاق واسع أعظم مؤلف موسيقى لبلاده لأنه من خلال موسيقاه ساعد فنلندا على تطوير الهوية الوطنية وساهم في كفاحها من أجل الاستقلال عن روسيا. كما أنه وصل بموسيقاه إلى مستوى عالمي وتحرص كل الأوركسترات على أن تكون مؤلفاته ضمن رصيدها الفني وتعزف في قاعات الموسيقى في كل أنحاء العالم الذي يحتفل حالياً بمرور 150 سنة على ميلاده. أما احتفال أوركسترا القاهرة فبدأ من أواخر الموسم الماضي حين قدمت سيمفونياته الأولى والثانية والثالثة، أما السيمفونيات الرابعة والخامسة والسادسة فقُدمت هذه السنة، وبقيت السابعة للحفلة الختامية. وعادت هذه الحفلات بالفائدة على الفرقة والجمهور لأن أعمال سيبيليوس تعزف للمرة الأولى. قاد الحفلة المايسترو أحمد الصعيدي، صاحب فكرة هذه الحفلات، وشارك في الأداء المنفرد السوبرانو الفنلندية ريكا هاكولا ومواطنها عازف الكمان بيتري أرنيو. بدأ برنامج الحفلة بمقطوعة بعنوان «ساغا» تعد أول قصيد سيمفونية كتبها سيبيليوس عام 1892 بعد النجاح الذي حققته متتالية كولليرفو، مصنف 7 التي أثارت إعجاب المايسترو روبرت كاهانوس الذي شجع سيبيليوس على كتابة عمل أوركسترالي يبرز فيه عبقريته الفريدة. ومن هنا بدأت فكرة «ساغا، مصنف 9». المقطوعة الثانية كانت سيرينادا للفيولينا والأوركسترا، «مصنف 69». ولأن سيبيليوس لم يكن مؤلفاً موسيقياً فحسب بل كان أيضاً عازفاً ماهراً للفيولينا نجد الكثير من أعماله كتبت لهذه الآلة الفريدة، منهما قطعتان شملتهما الحفلة.