على رغم الظروف الصعبة جداً، إلا ان فريق الرائد كان عند مستوى الحدث، فالرائد بعد ذلك الفوز التاريخي وتأكيد حضوره يستحق الكثير من المعلقات، ليست مجرد مقالة عابرة، حضر وكأنه لم يحضر من قبل، والرائد الذي انطلق بعزيمة الرجال من الثانية الى الأولى ثم مع الممتازين، حضر ذلك المساء ليؤكد أنه لا زال ممتازاً، فالرائد لا زال من «عصبة المحترفين»، وهذا أقل وصف يمكن أن يقال عنه، فليست المرة الأولى التي اكتب فيها عن الرائد لأن مزاياه لا تعد ولا تحصى، ولا يمكن حصرها في عجالة، بكل بساطة كانت نهاية شهر أبريل محطة تاريخية في ذلك النادي الكبير. اللحظة التاريخية التي عبر عنها رئيس نادي الرائد بتلك الفرحة العارمة والحركة العفوية بعد هدف الفوز، هي تجسيد لكل أفراح الرائديين، اهتزت المدرجات فرحاً وطرباً، فكانت انطلاقة الوثب صوب المجد ونحو النصر والى موسم جديد مع الانتصارات والمنافسات والبقاء مع الكبار وتحت الأضواء وأمام بريق الفلاشات، ألا يستحق ذلك الأمر كل ذلك العناء...؟ لا يمكن أن نتخيل مسألة الحسم التي وجد الرائديون أنفسهم مجبرين عليها بعد ان كانوا في منأى من كل الاحتمالات بتقدمه الجيد في سلم الترتيب، ولأنه لا ينفع معها نظام إسباني ولا حتى يوناني ولا مسألة الفوز الرائدي على هذا المنافس في الدوري وكل التبريرات المنطقية لبقاء الرائد كحق مشروع، ومن دون لت وعجن في اللوائح والأنظمة، كان المنطق يعطي الرائد الأفضلية في البقاء، لكن مع كل ذلك ظهر الرائد منتشياً قادراً على فرض اسمه بقوة وبكرة برازيلية سلسة ليؤكد ذلك الشموخ الذي تحلّى به كل رائدي داخل الملعب وخارجه، فكان الانتصار الكبير، أرادوها فاصلة، فأرادها الرائد تأكيد زعامة حقيقية بعيداً عن كل زيف، وما أخطأ من قال عنه رائد التحدي. ورائد التحدي بقاعدته الجماهيرية المهولة لا يمكن ان يخسر رهان لم يقحم نفسه فيه، بل وجد نفسه مجبراً على ركوب الصعب وصعود المخاطر ومباراة فاصلة ممكن ان تعيده الى البناء من جديد، انه خيار لا بد منه، أن تبقى او تسقط، فما أصعب هذا الامتحان، انه امتحان أبطال وفراسة نشماء، وحتى اللحظات الأخيرة من المباراة كانت كل الأمور تشير الى سقوط بطلاً لم تكتب شهادة ميلاده بعد، فالكل كان ينتظر ولادة عسيرة، كانت تلك اللحظات أقرب الى ان تتبخر فيها الأحلام، لكنه إصرار بطل وعزيمة رجال وجماهير اوقدت لحم حطب البقاء، فدوت صرخة هزت كل أرجاء الملعب، لقد وقّع كل رائدي على صك البقاء، إنهم لا زالوا محترفين ومع الحرّيفين ومع الأبطال ومن ضمن الصفوة، لكن بريدة لم تنم ذلك المساء بقيت حتى الصباح، ليس لأنها أشعلت قناديل الفرح، بل تنتظر إنجازاً جديداً، ربما كتب لهم بأحرف من ذهب، هذا باختصار هو فريق الرائد، من لا يعرف الرائد عليه ان يتوجه فوراً الى هيئة المحترفين السعوديين، فلديهم بطاقة تعريف تقول ان الرائد ضمن منتسبيها. خسر الهلال بالثلاثة، وفاز الشباب وخسر الحزم وفاز الاتحاد، لكن هذا كله لا يهم ما دام ان الرائد في الواجهة، وفي حضرة الرائد قد تتعطل الكلمات وقد تتوقف المقالات ويشع صمت رهيب إلا في ما يخص الرائد الذي يستحق كل تمجيد وثناء، انه فريق المستقبل وفريق المنصات، كلها مسألة وقت، إني أعني ما أقول. سليمان الجمهور