قدمت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» مبادرة لحل أزمة معبر رفح الواقع على الحدود بين قطاع غزة ومصر ومغلق في شكل شبه تام منذ الإطاحة بالرئيس المصري «الإخواني» محمد مرسي في الثالث من تموز (يوليو) عام 2013. وقالت «الشعبية» في مبادرتها التي أعلن عن قرب إطلاقها عضو مكتبها السياسي، مسؤول فرعها في القطاع جميل مزهر خلال احتفال نظمته في مدينة غزة أول من أمس لمناسبة ذكرى انطلاقتها ال48، إن حل أزمة معبر رفح وفتحه في صورة دائمة «يتطلب التوافق الوطني الفلسطيني على إدارة هذا المعبر، وتحييده عن التجاذبات السياسية، ويحافظ على انتظام العلاقة الأخوية مع الشقيقة مصر، ويحفظ العلاقة بين الشعبين الشقيقين». وتنص مبادرة «الشعبية» التي عرضتها على الفصائل الفلسطينية، أولاً على الاتفاق على أن حكومة التوافق الوطني الفلسطيني هي المرجعية والجهة المسؤولة عن المعبر. وقال مزهر ل»الحياة» إن «الشعبية» اقترحت في مبادرتها، ثانياً، على «التوافق وطنياً على شخصية وطنية مهنية كفوءة تتولى مسؤولية إدارة المعبر، بعيداً عن التجاذبات السياسية، والاتفاق على الطاقم الرئيس الذي سيدير المعبر». وأضاف: «بعد الاتفاق المبدئي على البندين الأول والثاني، يتم تسليم المعبر مباشرة إلى حكومة التوافق الوطني التي بدورها تشرف على تنفيذ الاتفاق، وتقوم بالإجراءات وهي إعداد كشف بأسماء الأشخاص الذين كانوا يعملون في المعبر قبل الانقسام وبعده، على أن يتم دمجهم مع طاقم العمل الذي ستكلفه الحكومة إدارة المعبر». وأوضح أن على «الحكومة أن تخصص الواردات المالية للمعبر ضمن صندوق وطني لإعادة تأهيل المعبر وتحسين المرافق والخدمات العامة»، فضلاً عن «استلام حرس الرئاسة أمن المعبر والحدود بين فلسطين والشقيقة مصر»، علاوة على أن «تتابع حكومة التوافق كل الترتيبات المتفق عليها لتشغيل المعبر مع الشقيقة مصر». واعتبر أن «حل عقدة» معبر رفح وفتحه أمام حركة المسافرين والبضائع «سيشكل مدخلاً لمعالجة كل القضايا العالقة، ويخلق أجواء ومناخات إيجابية ومناسبة لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية». من جهته، قال عضو المكتب السياسي ل»الشعبية» رباح مهنّا ل»الحياة» إن «المبادرة تتناول أساساً تسليم إدارة المعبر لشخصية وطنية ومهنية لا تكون تابعة لأي من حركتي فتح وحماس، ويجمع عليها الكل الفلسطيني». وأوضح أن «الشعبية» طرحت المبادرة على كل القوى والفصائل الفلسطينية التي أبدت موافقة عليها، مشيراً إلى أنها ستطرح باسم كل القوى الوطنية والإسلامية في القطاع، بما فيها حركة «الجهاد الإسلامي»، وباستثناء حركتي «فتح» و»حماس». وشدد على أن «إغلاق المعابر في قطاع غزة شكل المشكلة المستعصية الأكبر والدائمة لدى أهالي القطاع غزة الذي يعاني من وطأة الحصار المفروض عليه منذ سنوات طويلة». ويعتبر معبر رفح المنفذ شبه الوحيد للفلسطينيين على العالم نظراً لأن سلطات الاحتلال تغلق بقية المعابر ولا تسمح سوى لأعداد قليلة جداً من «الغزيين» بمغادرة القطاع ودخول البضائع.