أعربت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن تخوفها من تأجيل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية حتى نهاية يناير المقبل، بانتظار ما سيتمخض عنه اجتماع اللجنة الرباعية في 26 يناير المقبل، محذرة من مخاطر رهن تشكيل الحكومة بمواقف اللجنة الرباعية أو الولاياتالمتحدة، لأن من شأن ذلك تعطيل المصالحة الفلسطينية وتكريس الانقسام. وقال جميل مزهر، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ل «الشرق» إنه «إذا رهنت المصالحة أو تشكيل الحكومة بأطراف خارجية أو مصالحة حزبية فبالتأكيد سيتم تعطيلها، لذلك يجب ألا يرهن هذا الأمر لا بالمصالح الحزبية ولا بالأجندات الخارجية ويجب أن نبدأ فعلا بالخطوات العملية لتطبيق ما تم الاتفاق عليه». وأضاف مزهر «يجب ألا نراهن على الرباعية التي تضم الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة ، لأنها لن تقدم شيئا جديدا للفلسطينيين، لأن الرهان عليها وعلى الولاياتالمتحدة هو رهان خاسر، في ظل انحيازها التام والواضح للاحتلال الإسرائيلي». وأكد مزهر على أنه كان من المفروض الإسراع بتشكيل الحكومة حتى تبدأ بالإعداد للانتخابات، لتوحيد مؤسسات السلطة، لأنه بدون حكومة واحدة في الضفة وغزة والقدس لا يمكن إجراء الانتخابات، ولا يمكن أن تكون هناك وحدة جدية حقيقية، مشيرا إلى أن استمرار حكومتين هو شكل من أشكال تكريس الانقسام وإدارته، «لذلك كان لزاما تشكيل الحكومة». وحذر مزهر من أنه إذا ما تم تجاهل تشكيل الحكومة والإبقاء على حكومتين في غزة والضفة والسير باتجاه الانتخابات، فسيكون هذا أمراً ضاراً جدا لا يمكن استيعابه أو قبوله على الإطلاق. وقال «إبقاء الحكومتين هو تكريس للانقسام، وسيكون له آثار سلبية ولا يمكن إجراء الانتخابات في الضفة وغزة، في ظل سيطرة حماس في غزة، والسلطة وفتح في رام الله، فلا يمكن في هذه الحالة احترام الحريات وأن يقيم أي تنظيم دعايته الانتخابية». وتساءل «من يضمن احترام نتائج الانتخابات الديمقراطية إذا بقيت سيطرة حماس على غزة وفتح في الضفة؟ ومن سيقتنع ومن سيسلم؟ وبالتالي لابد من صياغة مؤسسات السلطة الفلسطينية في ظل حكومة وحدة وطنية واحدة موحدة». لكن مزهر أبدى ارتياحه من الإنجازات التي تحققت في طريق المصالحة خلال اليومين الماضيين خلال اجتماعات الفصائل في القاهرة التي تمخض عنها تشكيل لجنة الانتخابات المركزية، وانضمام حماس والجهاد للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولجنة المصالحة المجتمعية، والاتفاق على الإفراج عن المعتقلين السياسيين قبل نهاية يناير المقبل برعاية مصرية. وقال مزهر إن ما جرى خلال اليومين الأخيرين يعكس اتجاها إيجابيا على طريق إنهاء الانقسام معتبرا أن هناك تقدما ملحوظا، وما جرى هو خطوة بالاتجاه الصحيح، لكن المطلوب هو الإسراع في تشكيل حكومة تقوم بالتحضير للانتخابات وتوحد مؤسسات السلطة في الضفة والقطاع وتعيد إعمار ما دمره الاحتلال في قطاع غزة، حتى تعكس ما تم التوافق عليه، الأمر الذي يتطلب إنهاء ملف الاعتقال السياسي والإفراج عن المعتقلين السياسيين.