على رغم عدم تمييز نظامي العمل والكفالة في السعودية بين جنسية وأخرى، وتطبيقه نظاماً موحداً على المقيمين من كل الجنسيات، إلا أن مقيمين من جنسيات مختلفة وديبلوماسيين في عدد من السفارات، أكدوا وجود تفاوت بين الجاليات المختلفة من حيث تعامل أرباب عملهم وبعض الجهات الرسمية في حال تعرضهم لأي نوع من المتاعب. ويتفق المقيمون من مختلف الجنسيات على أن المقيمين الأميركيين يعدون الأكثر تميزاً، يليهم مواطنو دول الاتحاد الأوروبي الذين يتصدرهم أيضاً أصحاب الجوازات البريطانية، فيما يأتي العرب في المرتبة الثانية بعد الغربيين، يليهم الآسيويون. ولم يُخْفِ مسؤولون في السفارة الأميركية في لقاءات سابقة مع «الحياة»، أن الاهتمام برعاياهم والحرص على تجنيبهم التعرض لأي نوع من المتاعب يعد من أولويات البعثات الديبلوماسية الأميركية في السعودية، وعلى رغم عدم تصريح سفارات دول الاتحاد الأوروبي بالأولوية التي تحرص عليها البعثات الأوروبية، إلا أن عدداً من سفراء دول الاتحاد الأوروبي يحرصون على التواصل شخصياً مع مواطنيهم المقيمين في المملكة عبر لقاءات دورية، يتم التطرق فيها إلى مدى ارتياحهم في إقامتهم في السعودية، وما إذا كانت تواجههم أي متاعب. ومع تأكيد عدد من المقيمين العرب أن اللبنانيين يحظون بمعاملة مميزة في السعودية مقارنة مع بقية الجاليات العربية، إلا أن عدداً من اللبنانيين رجحوا أن المعاملة الخاصة التي يحظى بها بعض أبناء جلدتهم في السعودية تعود إلى العلاقة التي تربطهم بسعوديين في المملكة. وقال محمد علي: «رفضت الشركة التي أعمل بها تسليمي رواتبي منذ أكثر من خمسة أشهر، ولجأت إلى السفارة اللبنانية إلا أنها لم تحرك ساكناً، واكتفى مسؤولوها بنصحي بحل الخلاف بشكل ودي». وأضاف: «لم نسمع يوماً عن معاناة مواطن أميركي أو أوروبي من أمر مماثل، ويعود ذلك لحرص سفاراتهم على مصلحتهم، إذ يتم تفريغ موظفين رفيعي المستوى من السفارات الغربية لمتابعة مشكلة مواطنيها، وهو ما ينتج منه حل سريع للمشكلة». في المقابل، اعتبر مقيم عربي (فضل عدم ذكر اسمه) أن بعض السفارات العربية تتحول إلى خصوم لمواطنها في حال لجأ إليها، وتتولى مهمة الضغط عليه للتنازل عن حقوقه! وقال: «على عكس السفارات الغربية التي تساند مواطنيها المقيمين في السعودية ظالمين أو مظلومين، فإن بعض السفارات العربية، قد تعتبر مواطنها محظوظاً إذ اكتفت بتقديم وعود لن تفي بها، إذ يصل الأمر بالنسبة إلى سفارات بعض الدول العربية إلى تهديد مواطنيها بما لا يحمد عقباه إذا لم يتنازلوا عن شكاواهم». وفي الوقت الذي يشعر فيه المقيم العربي بغيرة كبيرة من نظرائه الغربيين، يعتبر بعض المقيمين الآسيويين الوصول إلى مرتبة العرب «أمنية»، وهو ما أكده ديبلوماسيون (فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم) في سفارات آسيوية مثل سيريلانكا وبنغلاديش، إذ اعتبروا المقيم العربي من الجاليات المرفهة في السعودية، على رغم إدراكهم أنه لا يصل إلى مرتبة الغربيين، واستشهدوا في ذلك بالتجاوزات التي يكون أبطالها من مواطنيهم، ويتم ذكر جنسياتهم في الصحف المحلية، بينما يتم التحفظ على جنسيات المتجاوزين المتورطين في حال كانوا من المقيمين العرب، والاكتفاء بذكر «مقيم عربي»، على عكس المقيم الآسيوي الذي تذكر بعض الصحف جنسيته واسمه وتنشر صورته في حالات عدة، ولا ينقصها بحسب ديبلوماسي بنغلاديشي إلا نشر رقم إقامته وصورة سفير بلاده بجانب الخبر.