دعا رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري أمس إلى «استراتيجية سياسية وإجراءات عسكرية لمعالجة التحديات الأمنية وصوغ ميثاق تشارك في وضعه الأممالمتحدة»، فيما أكد مصدر سياسي في «التحالف الوطني» أن المواقف المعارضة لدخول قوات تركية البلاد لا تطابق الواقع. وقال الجبوري خلال كلمة في الملتقى التشاوري الأول لممثلي محافظاتبغداد وديالى وصلاح الدين وكركوك ونينوى إن هناك «ملفات عالقة سياسياً تعيق جهود معالجة التحديات الأمنية». وطالب «بتشكيل لجنة سياسية عشائرية دينية مشتركة للتفاهم على ميثاق شرف يدعم الحكومة بمشاركة من الأممالمتحدة»، داعياً إلى «عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار المناطق المحررة». وكان الجبوري أكد الثلثاء ترحيب العراق «بالجهود الداعمة له في حربه ضد الإرهاب، شرط أن تكون مبنية على احترام السيادة الوطنية وضمن الأعراف الديبلوماسية المعتمدة. ودعا «المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود للقضاء على الإرهاب». وفيما دان البرلمان أمس التجاوز التركي للأراضي العراقية، دعا الحكومة إلى اتخاذ «الإجراءات اللازمة حيال هذا التدخل»، وأكد مصدر سياسي في «التحالف الوطني»، طالباً عدم نشر اسمه أن «المواقف السياسية المعلنة من دخول قوات تركية تم تضخيمها وفسرت أنها خرق لسيادة العراق في وقت تخرق عدد من الدول الاقليمية سيادة البلاد جواً وبراً»، وأضاف أن «رئيس الوزراء حيدر العبادي، لا يستطيع الضغط على تركيا ولا على حكومة إقليم كردستان، لإخراج قواتها كونها دخلت بعلم الجميع وبعلم التحالف الدولي، ورئيس الإقليم مسعود بارزاني يسعى خلال زيارته انقرة إلى التوسط بين الطرفين». وأضاف ان «القوى السياسية التي تسابقت في التصريحات تدرك أنها سبب الأزمة التي تشهدها البلاد منذ 2003، والجماهير تدرك تماماً مزايدات بعض الشخصيات، كما أن المواقف المعلنة لا تطابق الواقع، خصوصاً أن تركيا تخرق منذ أعوام الأجواء القومية من دون أي موقف رسمي». وكان رئيس ائتلاف الوطنية إياد علاوي والسفير الايراني لدى العراق حسن دنائي فر، طالبا خلال لقائهما «بتغليب الحكمة والحوار لتفكيك الأزمة بين العراقوتركيا». وذكر بيان لمكتب علاوي اطلعت عليه «الحياة» أن «اللقاء اتسم بالصراحة والايجابية ودارت أحاديث مهمة حول الأوضاع في العراق والمنطقة، وسبل هزيمة الإرهاب ومواجهة التطرف، ومخاطر التوتر الذي يعصف بالمنطقة، وضرورة إرساء أمن اقليمي سليم يعتمد على تبادل المصالح من جهة، واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية من جهة أخرى». وأضاف أنه «تم الاتفاق خلال اللقاء على استمرار التشاور واللقاءات بهدف العمل على تحقيق سلامة واستقرار المنطقة وأمن الشعوب من دون تدخلات خارجية». في الأثناء، أعلن ممثل الرئيس الاميركي في التحالف الدولي بريت ماكورك أن الولاياتالمتحدة «لم تطرح او تناقش فكرة إرسال قوات إسلامية - عربية إلى العراق»، فيما أكد ان الاستعانة بهذه القوات أمر مرتبط بالحكومة العراقية. وتابع أن التحالف الدولي «يدرس إمكان إرسال قوات برية إلى العراق بالاتفاق مع الحكومة العراقية، وهناك تنسيق بين التحالف وقوات الحشد في محافظة نينوى». وأضاف ان «الإدارة الاميركية تدرس إرسال قوات برية إلى العراق بالاتفاق مع الحكومة بعد طلب بعض الأطراف الراغبة بدخول تلك القوات».