دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد «الإرهاب» إلى احترام سيادة العراق ووحدة أراضيه، في رد على قرار البرلمان التركي الموافقة على مشاركة القوات التركية في الحرب على «داعش»، كما دعت أيضاً كتل سياسية عراقية تركيا إلى عدم إدخال قواتها البرية إلى الأراضي العراقية. وكان البرلمان التركي وافق الخميس على مشاركة القوات التركية مع قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش» في العراق، ما يتضمن إرسال قوات برية تركية لتنفيذ مهمات قتالية. وقال العبادي في بيان أمس «إننا في الوقت الذي نرحّب بالجهود الدولية لمحاربة إرهاب «داعش» فإننا نجدّد تأكيدنا رفض تدخل أي قوات برية في العراق، وأننا أعلنا سابقاً خلال لقاءاتنا بقادة الدول أننا لا نريد قوات برية في العراق، فقواتنا الأمنية وأبطال الحشد الشعبي متواجدون في ساحات القتال، وهناك أعداد بشرية هائلة استجابت لفتوى المرجعية الدينية بالجهاد». وأضاف أن «المعركة بدأت بالتحوّل وبشكل كبير لمصلحة العراق وشعبه من أجل طرد وسحق هذه التنظيمات الإرهابية»، مجدداً التأكيد على أن «العراق يدعو كل الدول إلى احترام سيادته ووحدة أراضيه، وأن تكون الضربات الجوية بالتنسيق مع الحكومة العراقية». وطالب نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي البرلمان التركي بالتراجع عن قرار إرسال قوات برية إلى العراق معتبراً هذا القرار «تجاوزاً» غير مبرّر على سيادة الأراضي العراقية، ودعا الحكومة العراقية والبرلمان العراقي إلى اتخاذ مواقف صريحة برفض نزول أي قوات على الأراضي العراقية. وقال المالكي في بيان «أذكّر تركيا بضرورة الاحتفاظ بعلاقات الاحترام المتبادل والسيادة الوطنية، وعلى البرلمان التركي التراجع عن قرار إرسال قوات برية إلى العراق لأنه تجاوز غير مبرر على حرمة وسيادة الأراضي العراقية». وقالت النائبة عن ائتلاف «دولة القانون» ابتسام الهلالي ل «الحياة» إنه «في الوقت الذي نرحب بالجهود الدولية لمحاربة إرهابيي داعش فإننا نجدد تأكيدنا رفض تدخل أي قوات برية في العراق». وأضافت إننا «نستنكر أي تدخل تركي، خصوص التدخل البري في الأراضي العراقية»، وشددت على ضرورة «احترام سيادة العراق ووحدة وأرضه». وقال النائب عن «اتحاد القوى الوطنية» صلاح الجبوري ل «الحياة» إن «تدخل تركيا كان يجب أن يكون ضمن التحالف الدولي وبموافقة الحكومة العراقية، لا أن يصوّت البرلمان التركي على دخول قوات إلى العراق وسورية». وأشار إلى أن «الدور التركي مهم جداً في محاربة تنظيم «داعش»، وقلنا من قبل إنها يجب أن تتدخل بشكل ايجابي لكن هذا التدخل لا يكون بالضرورة من طريق القوات البرية، الأمر الذي قد يؤدي إلى مشكلات أخرى نحن في غنى عنها». وأضاف الجبوري «المعركة مع «داعش» ستستغرق وقتاً طويلاً، وهناك مراحل كثيرة ستمرّ بها، وقد نحتاج في وقت معيّن لتدخل برّي دولي لكن هذا الأمر يقرره البرلمان العراقي بالاشتراك مع الحكومة، حتى يكون قراراً وطنياً يمثل جميع المكونات العراقية». وحذّر النائب عن التحالف الشيعي ووزير الداخلية السابقة جواد البولاني أيضاً من تداعيات إقدام أي طرف من التحالف الدولي المشكّل لمحاربة «داعش» على إرسال قوات برية إلى العراق. وقال البولاني في بيان إن «ارسال قوات أجنبية برية من الممكن أن يكون ذا أبعاد وتداعيات سلبية لا تنفع العراق ولا تخدم الأهداف المرجوه من فكرة تشكيل التحالف الدولي، وسيكون عاملاً لتعقيد الأمور بدل حلها ولن يساهم بدحر الإرهاب، ناهيك عن عدم نيله أي مباركة أو تأييد شعبي». وبيّن أن «أي تصرفات قد تؤثر في سيادة العراق تحت مسمى مكافحة الإرهاب هو أمر مرفوض». وأكد البولاني أن «أيّ تواجد أجنبي وتحت أي مسمى ومن أي طرف تحت مسمى مكافحة الإرهاب أو القوانين الدولية يعتبر مرفوضاً ومتقاطعاً مع القوانين العراقية التي تؤكد أهمية وقدسية السيادة للبلد»، داعياً الأطراف الدولية إلى «احترام سيادة العراق ورغبة شعبه في عدم استقدام قوات أجنبيّة إلى أراضينا».