استمرت المعارك أمس في المحافظات السورية المختلفة، وسط معلومات عن تقدم جديد للنظام في ريف حلب الجنوبي، في وقت أكدت وزارة الخارجية الروسية أنها «قلقة للغاية» من تقارير أفادت بأن التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة نفذ ضربات ضد قوات الجيش السوري في منطقة دير الزور، علماً أن مسؤولاً أميركياً اتهم الطيران الروسي بتنفيذ الضربات التي أوقعت ثلاثة قتلى و14 جريحاً في صفوف الجنود السوريين. وذكرت معلومات وزعتها صفحات مؤيدة للنظام السوري أن قواته سيطرت على عدد من القرى في ريف حلب الجنوبي وضيّقت الخناق أكثر على بلدة خان طومان الاستراتيجية جنوب مدينة حلب. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، من جهته، أن عدد القتلى في صفوف فصائل المعارضة في معارك ريف حلب الجنوبي ارتفع إلى 18 على الأقل خلال 24 ساعة. وقال ناشطون إن فصائل المعارضة أعدمت رجلين في ريف حلب الشمالي بتهمة تفجير سيارة مفخخة بناء على طلب من مخابرات النظام، فيما أفيد أن القوات الحكومية تمكنت من طرد تنظيم «داعش» من قرية صغيرة شرق مطار كويرس في ريف حلب الشرقي. وفي حماة بوسط البلاد قال المرصد إن الطيران الحربي نفّذ ما لا يقل عن 30 غارة على قرى أبو الفشافيش وأبو كهف ودكيلة وجنى العلباوي في ناحية عقيربات بريف حماة الشرقي، فيما قصفت طائرات حربية قرية القاهرة بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي. وفي ريف حمص الجنوبي الشرقي، قال المرصد إن طائرات حربية نفّذت غارات على مدينة القريتين الخاضعة لسيطرة «داعش». في غضون ذلك، نقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن محافظ حمص طلال البرازي تأكيده أن العمل مستمر لتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين اللجان الخاصة بتسوية الأوضاع في حي الوعر لإخلاء الحي من السلاح والمسلحين «تمهيداً لعودة كل مؤسسات الدولة إليه»، متوقعاً خروج الدفعة الأولى من «المسلحين المتطرفين الراغبين بالخروج من الحي نهاية الأسبوع الحالي»، ومشيراً إلى أن من يرغب بالخروج «سيسلم السلاح المتوسط والثقيل وسيسمح له بحمل السلاح الخفيف إلى الجهة التي تحددها اللجان المختصة». وأعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن أمس انه بصدد تقويم مدى صحة التقارير التي أفادت بمقتل ما لا يقل عن 26 مدنياً إثر ضربات جوية شنها على قرية الخان في شمال شرقي سورية. على صعيد آخر، أعلنت مؤسسة صوفان للاستشارات الأمنية في تقرير الثلثاء تضاعف عدد المقاتلين الأجانب في العراق وسورية أكثر من النصف خلال عام ونصف ليبلغ 27 ألفاً على الأقل. وأفادت مؤسسة الاستشارات الأمنية ومقرها نيويورك أن عدداً يتراوح بين 27 ألفاً و31 ألفاً من المقاتلين الأجانب الذين يتحدرون من 86 دولة، سافروا إلى العراق وسورية، مقارنة مع نحو 12 ألف مقاتل أجنبي في سورية أحصتهم في تقرير مماثل نشرته في حزيران (يونيو) 2014. ويتحدر العدد الأكبر من المقاتلين الوافدين إلى البلدين من الشرق الأوسط والمغرب العربي، مع ثمانية آلاف مقاتل من كل منهما، وفق التقرير. وجاء نحو سبعة آلاف مقاتل من أوروبا بالإضافة إلى أكثر من 4700 مقاتل من جهوريات الاتحاد السوفياتي سابقاً.