ذكرت مجلة "تايم" الأميركية أن العلماء لاحظوا بدء تغيّر المناخ وظاهرة الاحتباس الحراري قبل أكثر من قرن، وأن الأزمة التي اجتمع حولها حوالى 150 من قادة العالم الأسبوع الماضي، ليست حديثة العهد. فخلال الثورة الصناعية الأولى، تصادف الاستخدام المتزايد للفحم و غيره كوقود، مع اكتشاف الدور الذي يلعبه الغلاف الجوي في تنظيم المناخ. و مع نهاية القرن التاسع عشر، اكتشف العالم السويدي سفانت أرهنيوس أثر غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث من الفحم على المناخ. و اكتشف العالم في هيئة "سكريبس لعلوم المحيطات" روجر ريفيل، في خمسينات القرن الماضي، من خلال أبحاثه أن نشاطات الإنسان تؤثر سلباً على المناخ، وأوضح أنها تزيد من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون إلى الجو بكميات لا تتحملها الطبيعة. و كانت مجلة "تايم" نشرت تقريراً في العام 1956 عن اكتشاف ريفيل. و ذكر التقرير أنه إذا سبب غاز أكسيد الكربون في المستقبل ارتفاعاً لدرجة الحرارة بنسبة درجة أو درجتين مئويتين فقط، ستزداد حرارة البحار أيضاً وسيتبخر ثاني أكسيد الكربون الموجود في الماء و يعود إلى الجو، حتى يصل التسبب بارتفاع الحرارة إلى درجة ذوبان الأغطية الثلجية للقارة القطبية الجنوبية (أنتارتيكا) وغرينلاند، وبالتالي غرق الأراضي الساحلية. و أضاف التقرير أيضاً، أن ريفيل قرر أن لا يحذر عن حدوث أزمة كهذه حينها، و أنه سيراقب أولاً تطور الوضع مع علماء جيوفيزيائيين آخرين، وأنه خلال العامين 1957 و 1958 سيرى مراقبة العلماء لكمية ثاني أكسيد الكربون في الأرض و البحار و الهواء. و اليوم، وبعد أكثر من 100 عام، اجتمع حوالى 150 من قادة العالم في باريس في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) للمشاركة في قمة الأممالمتحدة للمناخ، و التي تعهدوا خلالها ببذل أقصى جهودهم للتوصل إلى اتفاق ملزم لمكافحة أزمة الاحتباس الحراري التي تهدد العالم. و اعترف الرئيس باراك أوباما خلال مداخلته في القمة بمسؤولية أميركا عن الأزمة و تعهد بمكافحتها مع الحفاظ على التطور الاقتصادي للبلاد، كما شدد الرئيس الصيني شي جينبينغ على ضرورة أخذ الفوارق الاقتصادية بين البلاد في الاعتبار، فيما تطور الصين حلولها الخاصة للأزمة.